مشاكل المجتمع تأتي من سلوك ابنائه أحياناً

                     

                              هشام الهاشمي

مشاكل المجتمع تأتي من سلوك ابنائه أحياناً

بعد إطلاعي على المقالة الممتعة والشيقة التي نشرها الأستاذ جلال چرمگا عن زيارته الأخيرة الى السليمانية ولقاء الأهل والأحبة هناك، جال في خاطري أن أزور بلدي الذي تغربت عنه لأكثر من عقد ونصف من الزمان. إتصلت وتحاورت وتبادلت الأفكار ووجهات النظر مع اصدقائي وأحبتي حول فكرة زيارتي إلى العراق. قليل منهم شجعني على ذلك، ومعظمهم نصحني بالعدول عن فكرتي هذه في الوقت الحاضر ليس لأسباب أمنية، بقدر ما هي أسباب خراب البنية التحتية للبلد والتي قالوا بأن صدمة كبيرة ربما تصيبني بالدهشة عندما أرى ما حل في وضع البلد عموما وبغداد الجميلة خصوصاً. حدثوني عن الإختناقات المرورية نتيجة وضع الصبات الكونكريتية في الشوارع لدرجة أن المرء يلعن اليوم الذي ولد فيه بهذا البلد. وحدثوني عن المشاكل والصعوبات التي يواجهها المواطن حين مراجعة أي دائرة حكومية لإنجاز معاملة ما. كما أخبروني مشاكل الكهرباء والماء ، ولكنهم نسوا أن يخبروني عن نظافة البلد والإهتمام ببيئته. فسألت بعضهم كيف هي حال مناطق بغداد التي تعيشون فيها من حيث النظافة ، فقال بعضهم أنها من مسؤولية الحكومة التي لم تولي أي إهتمام لنظافة الشوارع لدرجة أن أية عاصفة مطرية تغرق أحياء المدينة . وهنا ، أبديت راياً مخالفاً، وقلت أنه حين تخفق حكومة اي بلد في العالم المتحضر تقديم الخدمات وتحقيق المنجزات لشعبها، فمن الطبيعي أن يوجه اللوم والإنتقاد لها وربما يثور الشعب لإسقاطها. ولكن هناك أمور وواجبات ملقاة على عاتق المواطن أيضاً لكي يعاون حكومته في تحقيقها ، ومنها على سبيل المثال تنظيف المساحة الكائنة أما بيته ، والإمتناع عن رمي الأوساخ والقاذورات في فوهات المجاري العامة ، والكف عن رمي السجائر وعلبها وقناني الماء وغيرها في الطرق والشوارع العامة لأن في كل هذا سينعكس سلباً على المواطن نفسه. فقال لي أحدهم : "طبعاً أنت عايش بعيد وما تعرف شلون حالنا ". وهنا ، قلت : أنا أعيش لأعمل حالياً في دولة صغيرة من دول الإتحاد السوفيتي السابق أسمها (مولدوفا) مساحة عاصمتها لا تتجاوز مساحة الأعظمية والكاظمية ، وهي دولة فقيرة تعيش على المساعدات الخارجية، وسكانها فقراء ، ولكن نظافة شوارعها وأزقتها وحدائقها تسر وتبهج الناظرين، ينزل فيها المطر لأيام متوالية وبكميات كبيرة هائلة حتى في ايام الصيف ، وفي الشتاء تهطل فيها أطنان من الثلوج ، ولكني لم أرى ولم ألاحظ إنسداد في المجاري العامة أو حدوث فيضان نتيجة الأمطار كما هو حاصل لديكم في بغداد وغيرها من مدن العراق . المشكلة فيكم أخي الكريم ولا تلقوا باللوم على الحكومات في مشكلة نظافة البلد، ومتى ما أصبحت بغداد نظيفة كما كانت ، سأزورها واقبل أرضها . فقال لي "لعد وجه لي دعوة حتى أزور مولدوفا واتعلم منها النظافة" !! بالله بربك شتحاچيه ؟!!!
أخوكم المحب/ هشام الهاشمي أبو أحمد

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

807 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع