قراءات في صحف عراقية قديمة

                                                

                       ماجد عبد الحميد كاظم

م/ قراءات في صحف عراقية قديمة

تضمن العدد 195 من جريدة دجلة الصادر في بغداد في يوم الاثنين 22 ذي القعدة سنة 1340 الموافق 17 تموز سنة 1922

المقالة التالية:

المعاهدة العراقية=البريطانية

وبيانات المستر تشرشل

كثرت الاقاويل وتعددت الاشاعات حول المعاهدة العراقية - البريطانية فقد سمعنا من الامور اعجبها ومن الروايات اغربها في هذا الصدد.
فواحد يدعي ان المعاهدة العراقية = البريطانية قد كملت وتم الاتفاق عليها نهائيا واخر يقول خلاف ذلك فينقض ما ابرم الاول وينفي ما اثبت وقد وقفنا طول هذه المدة متربصين ننتظر من الحكومة تصريحا رسميا بذلك لنقول كلمتنا في نشر المعاهدة ذلك الامر الذي حمل بعض الصحف على المطالبة به جهرا قبل ان تتحقق من صحة الخبر.
قلنا في نفسنا مرارا اذا صح مايدعيه القائلون من ان التفاق على المعاهدة قد تم فلماذا تأخرت الحكومة عن التصريح عنها رسميا. حتى جاء روتر يخبرنا عن بيانات المستر تشرشل القائلة ان المعاهدة العراقية البريطانية لم يتفق للآن نهائيا على جميع موادها بل ان هناك امورا ثانوية تحاول الحكومة التأليف بينها وبين رغائب الشعب فتأكدنا اخلاص المدافعين عن الوزارة العراقية وكذب المتشدقون الذين يقولون ما يوحيه اليهم ضميرهم المتلاعب من الاشاعات الفاسدة عن المعاهدة. كان المنافقون يقولون ان المعاهدة قد صودق عليها نهائيا وهي تضر بالصالح العراقي ولولا ذلك لما تأخرت الحكومة من نشر بنودها يريدون بذلك اثارة الرأي العام وتهيأة الافكار ضد الوزارة التي لم نزل نعتقد باخلاصها للبلاد العراقية ونزعتها لتوحيد الامن ورغبتها في حفظ البلاد من الاعتداء الخارجي.
ان من نظر الى بيانات المستر تشرشل يجد انه قد احجم كل الاحجام عن التصريح بنصوص المعاهدة في لندن عاصمة البلاد البريطانية التي حصلت على حريتها ودستورها منذ خمسمائة عام ذلك لان المبدأ الديمقراطي لايقضي على الحكومة الا بتوديع المعاهدة الى البرلمان لاجل المصادقة عليها وذلك بعد فراغها من عقدها والاتفاق على جميع موادها اتفاقا نهائيا.
وما دامت حكومتنا العراقية حكومة ديمقراطية نيابية فلا بد لها من ان تتبع سير الحكومات الديمقراطية الاوربية في مفاوضاتها السياسية على اننا متأكدين من ان الحكومتين العراقية - البريطانية يعرفان جيدا ان المعاهدة اذا لم يصادق عليها من البرلمان العراقي لا تكون معاهدة ذات قيمة ابدا بالنظر للعراقيين.

                          انتهى الاقتباس

مع تحيات معد قراءات في صحف عراقية قديمة
ماجد عبد الحميد كاظم

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1134 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع