العراق والعملية السياسية

                                              

                      الدكتور مليح صالح شكر


العراق والعملية السياسية

يكرر سياسيو ما بعد نيسان ٢٠٠٣ العراقيون استخدام مصطلح لم يتقنوا حتى يومنا الراهن تفسيره أو فهم معناه، أو حتى ممارسته.

يقول الدكتور ابراهيم علاوي في مقابلة تلفزيونية أن ( العملية السياسية خربانة وطايح حظهه) ! هذا كلام من هو يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية ، ورئيس قائمة انتخابية كبيرة، وسبق له ان كان رئيساً للوزراء في أول حكومة شكلها الاحتلال ودهاقنته.
أضف لذلك ان الدكتور علاوي طبيب وسياسي سابق وحالي وله علاقات مع كل الأطراف ، وعاش في الغرب دهراً كما يقولون ، لكنه يستخدم لغة مقهى من مقاهي بغداد الشعبية في انتقاد العملية السياسية التي هو جزء رئيس فيها ، فقط لان الانتخابات الاخيرة لم ترضيه ، واتسمت بالمقاطعة ، والتزوير ، والتلاعب ، وسرقة الناخبين ، واستخدام المال بغزارة فيها ، وهو مال خارجي قطعاً.
ولكن لماذا لا يسمي الدكتور أياد علاوي ومنافسيه في الانتخابات الاخيرة الأشياء بأسمائها الصريحة بدلاً من لوم ( العملية السياسية) ؟
تحول كل العراق وتاريخيه ونضالات قواه الوطنية الى مصطلحات عرجاء جاء الاحتلال بها ، كما جاء بهم ولقنهم ما يقولوه.
لم يكن أي عراقي وعبر تاريخه الوطني يعرف او يسمع بتعابير لا أحد يدري من أخترعها ومن نفذ استخدامها في الحياة السياسية .
الشارع العراقي،
الفضاء الوطني ،
العملية السياسية،
المكون الفلاني ،
البلد والبلاد
وهكذا .. الخ من التعابير الجوفاء التي جاء الدكتور أياد علاوي في مقابلته التلفزيونية ليعلن ( أنها طايحة حظ ) ! وهو خير العارفين بأنها ( عملية طايحة حظ ) منذ المرة الاولى التي نطقها سيّء الصيت بول بريمر، مدرب التزلج على الجليد حالياً!
ولو تركنا ( العملية السياسية ) جنباً، لاكتشفنا ان كل شيء في عراق ما بعد الاحتلال ( طايح حظه ) ، وفِي جميع مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصحية والزراعية والثقافية والصحفية وكل أمر عمت الفوضى فيه ( وطاح حظه) بسبب الزمر الجاهلة التي تحكمت برقاب هذا الشعب الأبي ، ونتيجة للاحتلال البغيض.
فما هي العملية السياسية التي يتغزلون بها ليل نهار؟

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

447 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع