الفائزون في الانتخابات العراقية

                                                 

                     الدكتور مليح صالح شكر

لا عراقية مدوية

ما كادت الساعة تدق السادسة من مساء يوم السبت ١٢ أيار/ مايو ٢٠١٨ بتوقيت بغداد حتى انهالت على الشعب العراقي والمراقبين العرب والأجانب ملامح خيبة الأمل التي أصيب بها المواطن العراقي نتيجة كل سنوات القهر والقتل والحرمان والطائفية التي رسخ تحت وطأتها منذ نيسان ٢٠٠٣ حينما تعرض للاحتلال الأجنبي الغاشم.

إستحت مفوضية الانتخابات ( المستقلة) من الإعلان عن نسبة المشاركة بسرعة ، لكنها لم تنكر انها كانت نسبة متدنية جداً ، وبذلك حقق العراقيون ضربة قاصمة لما خلفه الاحتلال الامريكي وما أراد النفوذ الإيراني فرضه في العراق.

اشارت الأرقام الأولية في قنوات فضائية عراقية الى نسبة مشاركة هي أقل من ٣٥ بالمائة وهذا الرقم كان مستعجلاً وهو الذي راح ينخفض تدريجياً في قنوات فضائية منافسة اخرى ، وينخفض في كل عملية تدقيق يقوم بها المراقبون وغيرهم، وتحول ما تباهت به الأحزاب والحكومة بأنه عرس انتخابي الى مجلس عزاء .

فضيحة الانتخابات التي لطم العراقيون بها حيتان الفساد والتبعية بمشاركة قيل انها متدنية جداً، فمن أصل ٢٤ مليون ونصف مليون ناخب لم يشارك ثلاثة أرباعهم في هذه المهزلة ، بالرغم من ان الارقام المتفائلة الاخرى اشارت الى ٢٥-٣٥ بالمائة من العراقيين شاركوا، وبالتأكيد أن النسبة عي اقل من ذلك بكثير .

ووسط هذه المقاطعة الشعبية، وشحة الناخبين ، يتعارك ذوو هذه المهزلة ويتردد فيما بينهم اتهامات بالتزوير والتلاعب .

هكذا ببساطة ، رفض ثلاثة ارباع الشعب العراقي مسرحية تدوير التبعية والفساد والطائفية. بل ان المراقبين يؤكدون بأن بعض المراكز الانتخابية كانت خالية تماماً من الناخبين!

ولو تركنا تلك الأرقام جانباً، لوجدنا أن المفوضية (المستقلة) للانتخابات تحاول مداواة جروحها وجروح الأحزاب الدينية التي تقف ورائها ، وبعد ان لملمت نفسها من وقع المفاجأة المذلة ، وإستيقظت على هول الفضيحة مما أعاقها عن الكلام لفترة غير قصيرة بعد إغلاق مراكز الاقتراع.

وهنيئاً لمن لم يلوث إصبعه باللون البنفسجي وهم الغالبية العظمى من شعب العراق، لقد عاقبتم كل ما خلفه الاحتلال بموقفكم في ١٢ أيار/ مايو ٢٠١٨.

ومن المتوقع بعد هذه المسرحية ان تغلق بعض دكاكين السياسة أبوابها ، ويغلق بعض تجار السياسة قنواتهم التلفزيونية ، وينسى هذا او ذاك متاجرتهم بحرية سلطان هاشم ورفاقه المعتقلين، وتجارتهم البائسة بحرية الشعب في الخدمات والطرق والماء والكهرباء وفرص العمل والصحة والدواء .

والمستقبل كشاف.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

779 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع