الحياة في حقول البترول / الحلقة الثامنة

                                              

                   بقلم / المهندس احمد فخري

الحياة في حقول البترول الحلقة الثامنة الحياة الاجتماعية بداخل البارجة الجزئ الأول

   

تتألف البارجة السكنية المسماة Accommodation Platform وباختصار ACPT من ستة طوابق. ففي اعلى البارجة هناك منصة لهبوط الطائرات المروحية الهليكوبتر ويربطها بالطابق الخامس سلم حديدي صغير يهبط منه المسافرون الى قلب البارجة. اما الطابق الخامس ففيه الـ FCC (Field Control Centre) وهي غرفة دائرية يحيط بها الزجاج من كل الجوانب ويتمكن من بداخلها النظر على حقل زاكوم بشكل بانورامي رائع. بداخل هذه الغرفة توجد شاشات مراقبة كثيرة مقسمة الى اربعة مجاميع، كل مجموعة من الشاشات تراقب منصات تابعة لها إذ هناك مجموعة الشمال والجنوب والغرب والمركز. بالامكان تفحص اي منصة من خلال هذه الشاشات للوقوف على اداء سير الاجهزة والمعدات التي فيها وقراءة كل المقاييس التي تَرِدُها من حواسيبنا المحلية الـ RTU Remote terminal units اما الحواسيب المركزية التي تجمع هذه المعلومات فتسمى الـ MTU Master Terminal Units. 

بداخل غرفة السيطرة كذلك تجد مكتب لرئيس قسم الانتاج. خارج هذه الغرفة الدائرية هناك سلم يوصلك الى قاعدة برج الاتصالات. يبلغ ارتفاع هذا البرج حوالي 80 متراً. وهو مسؤول عن ربط حواسيبنا لاسلكياُ بحواسيب المركز بابوظبي عن طريقي تقنية التروبوسكاتر. وكذلك هناك باثّات ومستقبلات على نفس البرج لباقي عمليات الاتصالات اللاسلكية.
اما الطابق الرابع فتجد فيه عدة مكاتب اهمها مكتب مدير الموقع (وهو بمثابة رئيس الجمهورية هناك) ومكتب الادارة والتي يكون مسؤولاً عن مهام متعددة كمراقبة اداء الفندقة وتسليم الغرف واستلام وارسال البريد اليومي ومهام ادارية اخرى. بنفس الطابق هناك عيادة الطبيب المقيم والذي يكون متواجداً فيها بشكل دائم. وبنفس الطابق قاعة للاجتماعات وقاعات للحواسيب وما شابه. وغرفة لقسم السلامة وغرفة لبدالة الهواتف.
اما الطابق الرابع ففيه بار ومطعم. المطعم ينقسم الى قسمين القسم الايمن للظباط Staff والقسم الايسر لغير الظباط Non-Staff . لكن المقاعد متشابه والطعام متشابه 100%. المراد منها فقط اعلام غير الظباط انهم اقل منزلة من الظباط. وبما اني كنت ارفض ذلك جملة وتفصيلاً فقد كنت اكسر هذا القانون بكل وقاحة، إذ كنت دائماً اجلس بقسم غير الظباط. مع ان مدير الموقع الفرنسي استدعاني وطلب مني اكثر من مرة عدم الجلوس بقسم غير الظباط الا اني رفضت وقلت له بامكانه ان يوجه لي انذار كتابي إن شاء بهذا الخصوص، لكنه لم يفعل وبقيت حتى آخر يوم من تواجدي بالبحر وانا اجلس بقسم غير الظباط.
اما البار ففيه آلة لعمل القهوة كالتي تشاهدها بالمقاهي الراقية. فانا كنت دائماً اعمل الكابوتشينو بهذا البار وبالمناسبة فان كلمة كابوتشينو هي كلمة ايطالية تأريخها يأتي من تسمية نوع معين من الرهبان في القرن السادس عشر حيث كانوا يلبسون القبعة البيضاء ويلتحون بلحية طويلة، لذا فهم يشبهون قدح الكابوتشينو او العكس.

    

بنفس الطابق تجد ركناً صغيراً يحتوي على اريكة وكراسي عديدة. توضع امامها الجرائد اليومية باغلب اللغات. لذا تجد الموظفين يتوجهون الى هذه الزاوية بعد تناول وجبة العشاء لتصفح المجلات والجرائد اليومية.
هناك نوعان اساسيان لدوريات العمل في الحقل. النوعية الاولى وهي العمل من الساعة السادسة والنصف صباحاً وحتى السادسة والنصف مساءاً وهذه الدورية لا تتغير ابداُ. اما الدورية الثانية فهي من الساعة الثانية عشر صباحاً وحتى الساعة الثانية عشر ظهراً. هذه الدورية تتغير بشكل دوري وعادة ما تكون لبعض من غير الظباط والتي تغطي منطقة المجمع المركزي CC لغرض الصيانة والمراقبة.
اما الطوابق الثالث والثاني والاولى فهم يحتوون على غرف النزلاء في البارجة. وهناك طابق سفلي يحتوي على ماكنات واجهزة ضخمة مخصصة لاداء البارجة كمولدات الكهرباء ومكنات لتحلية ماء البحر والتكييف والتدفئة المركزية وما شابه.
في الطابق الثالث، بالاضافة الى غرف النوم تجد قاعة مخصصة للترفيه، فيها طاولتان للبلياردو وبار للقهوة ومحطة فديو اي ان هناك جهاز تلفاز مربوط بالهوائيات يسحب المحطات التلفزيونية العديدة وبالامكان كذلك تشغيل افلام فيديو عليه إن شئت ذلك. هذه الافلام تأتي الى قسم الفندقة بالطائرة وبامكان اي نزيل على البارجة استعارة اي فلم من هذه الافلام. يقوم قسم الفندقة بتبديلها اسبوعياً وذلك بارسالها الى ابوظبي واحضار مجموعة جديدة بدلاً منها. تجدر الاشارة هنا ان الطابق الرابع يحتوي على محطة فديو ثانية.
بعد العمل بالبارجة لفترة من الزمن تجد ان كل من يسكن فيها صار يعرف الكل. إذ ينادي بعضهم بعضاً باسمائهم الاولى ويصبح الجميع يشعر وكأنه ينتمي الى اسرة واحدة. والسبب في ذلك هو ان الافراد يعيشون ويعملون في بودقة واحدة يوم بعد يوم. فتصبح الوجوه مألوفة وتتآلف القلوب بشك عجيب، ولا يبخل احد في تقديم العون او المساعدة لزميله في البارجة حتى لو لم يكن يعمل بنفس القسم. والجميل في الامر ان الجميع يتحلى بروح النكتة لذلك تجد نفسك تطوف في بيئة جميلة لا يشوبها الغدر او الحقد او المنفعة المادية.
يسهر على راحة نزلاء البارجة فريق كبير من قسم الفندقة والذي يتألف من مدير منسب من قبل شركة زادكو والباقي كلهم عمال خدميون اي انهم يتكفلون بتنظيف غرف النوم وكوي الملابس واعداد الطعام والنقل العام لمواد الفندقة وصيانة البارجة من كل النواحي (من الانارة وحتى التدفئة المركزية وسباكة المراحيض...الخ)
كل عمال الفندقة يعملون تحت مضلة شركة للخدمات الفندقية تدعى شركة ابيلا لصاحبها البرت ابيلا لبناني الجنسية. لذلك فان نظام عمل هؤلاء العمال لا يتطابق مع نظام عمل موظفي زادكو اي 4x4 اي اربع اسابيع عمل مقابلها اربع اسابيع اجازة. ونظام 6x3 اي عمل لمدة 6 اسابيع مقابل اجازة لمدة 3 اسابيع وهو نظام لغير الظباط فقط. اما منتسبي شركة ابيلا للفندقة فانهم يعملون بنظام 6x1 اي عمل لمدة 6 اشهر مقابل اسبوع واحد فقط للاجازة. وهذا نظام ظالم جائر يجد فيه العامل انه يقضي غالبية حياته في البارجة. مع العلم ان مرتبات منتسبي شركة ابيلا لا تكاد تصل الى خُمُسْ (1/5) ما يتقاضاه غير الظباط.
في الطابق الثاني هناك صالة للرياضة إذ تجد فيها اثقال حديد ودراجة هوائية ثابتة بعجلة واحدة واخشاب للتسلق.
في الطابق الثالث هناك صالة للتسلية إذ تجد فيها محطة فديو مع جهاز تلفزيون وبار للمشروبات الساخنة والباردة مع جهاز يعمل الثلج وهناك طاولتان للبلياردو. كذلك تجد في الطابق الثاني صالة للسينما بسعة 99 كرسي.
اما غرف النوم فتنقسم الى قسمين: الظباط ينامون بغرف النوم بشكل منفرد. اما غير الظباط فيتشاركون كل اثنان بغرفة واحدة وتكون أسِرّتَهم فوق بعضها البعض.
خارج الطابق الاول هناك حمام سباحة بامكان اي فرد من المتساكنين السباحة فيه وقتما شاء.
العمل بالبارجة متواصل أي ان الاسبوع يبدأ وينتهي دون الحصول على راحة لذا تجد ان الظباط يعملون 28 يوماً كاملاً. اما غير الظباط فهم يعملون ستة اسابيع كاملة اي 42 يوماً بدون انقطاع. حتى في المناسبات والاعياد فقد كنا نذهب الى صلاة العيد في الصباح الباكر ثم يتوجه كل منا الى عمله بعد ذلك.

كيف تعلمت صيد السمك؟
هناك تقليد شائع ومحبوب لدى عدد كبير من سكان البحر الا وهو هواية صيد السمك. فتجد الجميع يفهم بانواع السمك وافضل وقت لاصطياده مع معلومات وافرة باحجام السنانير واقطار خيوط الصيد وعصي الصيد وما شابه. اما انا فكنت اعتقد ان تلك الهواية هي مضيعة للوقت وان المرء بامكانه ان يعمل اشياء كثيرة بالوقت الذي يصرفه صياد السمك على هوايته.
كما تعلمون انتقلت للعمل بحق زاكوم (بالبحر) في اواخر عام 1983. وفي يوم من الايام خرجنا مع مجموعة من موظفي الانتاج الى احدى المنصات، هم يقومون بصيانة معداتهم وكذلك نحن نقوم بصيانة معداتنا. استقلينا قارباً هذه المرة بدلاً من طائرات الهليكوبتر وذلك لأن عددنا كان كبيراً. حال وصولنا الى المنصة توجه كل فريق منا الى معداته، فصعدت انا الى الاعلى لصيانة حاسوبي. وبعد فترة قصيرة اتممت المهمة بفترة وجيزة وهبطت الى الاسفل كي استفسر عن موعد العودة الى البارجة. الا ان زملائي اخبروني بان عملهم لم ينتهي بعد وان علينا الانتضار لما يقرب من 4 ساعات قبل ان يكونوا جاهزين للعودة بالقارب. وبما انني لم اكن اتوقع البقاء بالمنصة الى ما بعد فترة الغداء، لذا فاني باليوم الذي سبق لم اقم بطلب وجبة الغداء والتي يجب طلبها باليوم الذي يسبق الرحلة. في تلك الحالات يكون عقابي هو التضرع جوعاً حتى الرجوع الى البارجة في المساء. الا ان طاقم القارب والذي كان جلهم من الجنسية الفلبينية استدعوني كي اتناول وجبة الغداء معهم. كانت بطبيعة الحال وجبة السمك الطازج المقلي مع الرز المسلوق والكثير الكثير من الفلفل الحار. استمتعت حقاً بتلك الوجبة وصرت اتجاذب معهم اطراف الحديث لانهم كانوا لطيفي المعشر. ومن ضمن المواضيع التي تحدثت بها معهم كان صيد السمك. فاخبرتهم بكل صراحة بسبب كرهي لتلك الهواية الا انهم اقنعوني ان اللحظة التي تشعر بتعلق احدى الاسماك بخيطك فانك لا محال ستقع في غرام هذه الهواية. اعترفت لهم بكل صراحة باني لم يسبق لي أن مارست هواية صيد السمك لذا فانا لا زلت اجهل ذلك الشعور السحري الذي يصفونه. اخبرني احدهم بانه سيقوم بصيد السمك بعد الانتهاء من وجبة الغداء وانه يدعوني كي اذهب معه. وافقت على العرض من باب المجاملة مع اني كنت غير متحمساً لتلك الهواية البتة.
صعدنا الى المنصة الحديدية حيث يوجد سور حديدي تقريباً كالذي تجدونه في الصورة التالية.

                          

هذه ليست صورتي فانا اكثر وسامة من هذا الفتى بالبدلة الحمراء

اعطاني الرجل خيطاً من عنده ووضع فيه شصاً وعلق بالشص طعماً اعده بنفسه. كان الطعم عبارة عن لب الخبز مغمساً بزيت الطبيخ. انزل خيطي في الماء، وبقي ينزل فيه حتى لامس قاع البحر وكان ذلك حوالي 15 متراً. قال،
- امسك بالخيط وانتضر.
فسألته،
- وكيف اعرف ان سمكةً قد علقت بخيطي؟
- لا تقلق، ستشعر بها حالما تبدأ بالتهام الطعم الذي وضعناه على الشص.
بعد ان مسكت الخيط بدأت انتضر من السمك ان يعطيني الاشارات التي تحدث عنها هذا البحار. اما البحار فبعد ان اعطاني الخيط وانتهى من تعليمي، صار يعد الشص على خيطه ويقوم بوضع الطعم عليه ثم ينزله بالماء. كانت المسافة بيني وبين هذا الرجل حوالي متراً واحداً فقط أي ان في قاع البحر سيكون شصي وشصه على بعد متر واحد ايضاً. وبعد ان انزل صاحبي شصه بفترة قصيرة جداً ابتدأ برفع خيطه الى السطح واذا بسمكة صغيرة عالقة عنده. فصل السمكة عن الشص ثم وضع طعماً جديداً على شصه وانزله في الماء ثانية. اما خيطي فكان ساكناً ولا حياة لمن تنادي. بعد ان انزل شصه للمرة الثانية واذا به يسحب الشص الى الاعلى إذ علقت سمكة ثانية بسنارته. ازالها واعاد الكرة للمرة الثالثة. وانا انظر اليه بكل غيرة وحسد وكأنني يتيم الابوين. قلت له هل هناك خطأ ارتكبه؟ فشصي لم تعلق به اي سمكة. اخرج شصي من الماء وتفحصه جيداً فوجده سليماً وبه الطعم المناسب فارجعه ثانية وقال لي، إن شصك ممتاز لكنك لم تحصل على اي سمكة لانك غير محظوظ. لم اقتنع بما قاله لي لكني ابتسمت بوجهه ومسكت خيطي بكل صبر آملاً ان اصطاد ولو حتى حذاء قديم. بعد حوالي ساعة كان صاحبي قد اصطاد 10 سمكات ووضعها في علبة بلاستيكية بجانبه، وبتلك اللحظة سمعت احد زملائه يناديه بصوت مرتفع فاجاب صاحبي بلغتهم الفلبينية (التاگالوگ) فنظر الي وقال، أرجو ان تسامحني إنهم بحاجة الي، يجب علي الذهاب الى القارب لوقت قصير وسأعود فوراً، الا مسكت بخيطي؟ فقلت له بالتأكيد. ذهب صاحبي وبقيت انا ماسكاً خيطان واحد لي بيدي اليمنى وواحد لصاحبي بيدي اليسرى. وبعد بضع دقائق شعرت ان خيط صاحبي إبتدأت تدب به حركة القوية وكأن شخصاً يسحب الخيط مني بالنهاية الثانية. فاستجبت بسحبها الى الاعلى رويداً رويداً واذا بها سمكة متوسطة الحجم قد علقت بخيط صاحبي. اخرجت السمكة ووضعتها له في علبته البلاستيكية الا ان خيطي كان ميتاً موتاً سريرياً. حاولت ان احلل السبب فوصلت الى استنتاج ان الموقع الذي فيه شصي لا يحتوي على سمك بينما يتجمع السمك بالموقع الذي فيه شص صاحبي بالرغم من ان المسافة بينهما لا تتعدى المتر الواحد او اقل بقليل. لذا قررت ان اكون ذكياً واستعمل مخي. سحبت الخيطين الى الاعلى واستبدلت مكاني بمكان صاحبي وانزلت خيط صاحبي بمكاني ومسكته بيدي اليمنى بينما مسكت خيطي بيدي اليسرى فماذا حصل؟ ابتدأت سنارة صاحبي تصاب باهتزازات شديدة وحالما اخرجتها وجدت سمكة كبيرة عالقة فيه. بينما خيطي كان ساكناً ولا حراك فيه. علمت وقتها ان الله يرزق من يشاء حتى لو كانت المسافة بينهما متراً واحداً فقط وحتى لو استبدلنا المكان فإن الرزق يأتيك اينما ذهبت. واحسست ايضاً بمتعة الصيد لاني شعرت لأول مرة بالسمك وهو ينقر خيط صاحبي، لذا قررت ان ازاول هذه الهواية مستقبلاً. وفي اول رحلة اجازة الى ابوظبي زرت احدى المحلات التي تتخصص ببيع ادوات صيد السمك فقمت بشراء كمية كبيرة من سنارات الصيد باحجام مختلفة وخيوط متعددة الاقطار وعصاة غالية الثمن وآلة لسحب ولف الخيط وسكين مسنن خاص لتنظيف السمك. وبعد اول يوم من رجوعي الى البحر ابتدأت ازاول الصيد بشكل طبيعي وصرت اكتسب خبرة يوماً بعد يوم. فتعلمت وقتها الاعماق التي يجب انزال الشص اليها والاوقات المناسبة للصيد وعملية مراوغة السمكة وهي تحاول ان تلتهم الطعم من دون ان تعلق بالشص...الخ
وبقيت امارس هذه الهواية الممتعة فتجدني انتضر انتهاء العمل على الساعة السادسة والنصف مساءاً فاتوجه مباشرة نحو المطعم كي اتناول وجبة العشاء على عجل ثم اخذ القليل من الطعام الني من طباخنا الالماني كي استعمله كطعم للسمك. كنا نستعمل لحم البقر او جلد الدجاج او حتى نسطاد سمكة اولاً ثم نقوم باستعمال لحمها كطعم لصيد باقي السمك. وبعد ان اهبط مسرعاً الى غرفتي كي احضر عدة الصيد وانطلق الى الطابق السفلي حيث تجد سلماً حديدياً ينقلك الى المرسى الحديدي الذي يرتفع مترين فقط فوق مستوى سطح البحر. هناك انصب عدتي وارمي الشص وابدأ بالتمتع بالهدوء التام وسط الظلام الدامس. بذلك الوقت لا تسمع سوى انين بعض الاجهزة من بعيد وترى انواراً بداخل البارجة. كانت بالنسبية لي ولبعض سكان البارجة ممارسة ممتعة للغاية حتى وإن لم نحصل على صيد في بعض الايام. اما إن حصلنا على صيد فاننا نقوم بتنظيفه بانفسنا بنفس المكان ثم نأخذه الى المطبخ ونضعه في الثلاجات هناك. وفي اليوم التالي نطلب من رئيس الطباخين (هانس) الالماني أن يطبخ لنا السمك. لكن السمك لا يكون جاهزاً على الساعة السادسة والنصف مع باقي النزلاء. بل أن الطاهي ينتضر نصف ساعة اضافية كي يتفرغ لانزال سمكتنا الكبيرة التي اسطدناها في اليوم السابق من الفرن. وبذلك نتكرم بدعوة اصدقائنا المقربين فقط كي يشاركونا بالسمكة. وبما ان بارجتنا في منتصف خليج البصرة فاننا نحصل احياناً على اسماك كبيرة يصل وزنها الى 3 او 4 كيلوغرامات احياناً. وعادة ما نصطاد سمك الهامور او الشعري وكليهما من الاسماك اللذيذة الرائعة كذلك كنا نصطاد سمك صغير عليه شامة سوداء بالقرب من رأسه كنا نسميه سميرة توفيق. اذكر مرة اصطدت سمكتا جري بحري وقد استدعيت بعض من زملائي فقط واستثنيت البعض الآخر لاسباب يعرفها الجميع.
...الخ

للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:

https://algardenia.com/maqalat/34196-2018-02-17-11-02-13.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

693 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع