الواعية

                                   

                      بقلم: هدى أمون


الواعية

يا صغيرتي، كفاك محاولات لتحقيق أحلام الطفولة. لا تلعبي دور الذكية، اعتمدي الحكمة، وليس الِاستغباء المتنكر برداء الذكاء. اخطي خطواتك مع الكثير من الشجاعة، فليس هنالك ما يستدعي الخوف. ولكن، احذري، ولا تفتعلي الحماقات بحق نفسك. لا تصدقي الخرافات، ولا تؤمني بالأساطير. لا تؤمني بالحب، ولا تخوضي معاركه. لا تصدقي حكايات الحب. فان اعتقدت أنك ليلى، وأنه مجنونك، فأنت المجنونة، يا صغيرتي، وهو مع ليلى.لا تصدقي كلام العشق والغزل. ولا تصدقي أيًا من كلام الرجال. القصص، الحكايات والروايات مجرد خرافات، تزيد من براءة الطفولة. لكن، عالم الكبار مختلف تماما. عالم مخيف، مختلف، غامض وظالم. من السهل قول أحبك، ولكن، من الصعب تنفيذها. وجميعنا نقترف الأخطاء باسم الحب في هذا الزمان، يا صغيرتي. في زماننا، نحن ما عدنا نعطي الحب قيمته. فما من رجل سيحبك بصدق وإلى الأبد. فجمال الروح لا يكفي. جميعهم يحبون كامل الوصف. الشخصية لا تكفي، فنحن في عالم كثر فيه الفساد. لن تروى حكايتك كحكاية حب مخلدة في عالم الأطفال. من الممكن أن تروى كخذلة أمل في عالم الكبار. وعندها، ستتذكرين كلامي، وترين كم أن عالم الكبار عالم مخيف وظالم. سيبقى معجبك يطاردك حتى تقعين كالفريسة في شباكه. سيتحمل جميع تصرفاتك البلهاء، ويكتم كلامه داخله؛ لكي لا يجرحك؛ ولكي لا تبتعدي عنه. وفي حال تأكده من حصوله عليك، سيبدأ بإطلاق غضبه من دون تردد. سيخرج ذلك الكم الهائل من الكلمات المتراكمة. سينفجر ذلك البركان الخامد في وجهك يومًا. سيخدشك أولا. سيجرحك ثانيًا. يكسرك ثالثاً. وفي كل مرة سيكون ألمك أكبر وأكثر من المرة الأولى. وكأنك تمرين في مراحل الموت البطيء. فرجلك كالأطفال، تحبينهم،مهما أساؤوا. ستبكين، تحزنين، تصمتين وتتظاهرين بالسعادة مع ابتسامة خفيفة.تلون وجهك الجميل، لا تسمحي له بأن يكون طفلًا عابثًا،يملؤه الغرور. لا تعجبي به، عندما يثور. فلولا الأمواج ما تكونت البحور. فأنا أعلم أن قلب الأنثى دائمًا غفور. تضعين مبدأ للصمت والحزن، يطلق عليه الكبرياء. سيتظاهر بتعب البقاء. لم لا، والأرض مليئة بالعطر والنساء... الأعين الخضراء والسوداء... الفاتنات السمراء منهنّ والبيضاء. وعندما يحتاجك، ويحتاج كالطفل إلى حنانك يعود لقلبك متى يشاء. فهو في حياتك كالماء والهواء. سيبقى يقترف الأخطاء في حقك؛ حتى يعرف ما هو الوفاء. ستعيشين أسوأ كوابيسك، إن لم يتصادف مع الصّدق. فلا تكوني حمقاء. قدسي نفسك قبل تقديس الآخرين. عيشي من أجل نفسك قبل أن يسلب الزمان منك ذلك، وتقعين في شباك أحد الماكرين. تعلمي الِاصطياد جيدًا قبل دخول مباريات الصيد!

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1296 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع