طبعات الأصابع

                                          

                        د.ضرغام الدباغ

طبعات الأصابع

على مدى عام كامل، درست علم طبعات الأصابع كمادة مقررة على طلاب كلية الشرطة العراقية، وتشرفنا بأن تلقينا هذا العلم على يد خبير يمكن وصفه دون جدال بأن من أفضل خبراء طبع الأصابع في العالم، له وهو الاستاذ كامل جبرائيل العوصجي، وقد تلقى هذا العالم علمه في أرقى المعاهد العالمية، وفي المجال العملي طوال سنوات طويلة في التحقق من طبعات الأصابع، ودرس هذا العلم سنوات طويلة، فهو بحق جمع أطراف العلم والمعرفة والعمل ونقل العلم .

ومن الغرائب في هذا العلم، وهذه قدرة إلهية لا ريب فيها، أن لم يكتشف في العالم لحد الآن طبعتان متشابهتان مطلقاً، وهذه فكرة مذهلة، وإن الإنسان يلد ومعه طبعات أصابعه، وتموت معه، ولا يمكن للإنسان أن يمحو طبعات أصابعه، فطبعة الأصبع في هذا المعنى هي الدليل الأول الذي لا يمكن غشه مطلقاً في هوية الإنسان، ولذلك ما زالت طبعة الأصبع تعد حتى يومنا هذا في أرقى الدول وفي أكثرها تخلفاً الفقرة رقم واحد في الدلاله على هوية الفرد.
ولكن .... أيام درسنا هذا العلم كانت الطبعات تؤخذ بالحبر، وإحدى مشاكل أستخدام الحبر هو صعوبة إزالته بسرعة، فكان يتعب من أخذت طبعاته (لأي سبب) مسح الحبر بسهولة، ولكن اليوم هناك أجهزة الكترونية (لا أدري أن وصلت لبلداننا) تأخذ البصمات دون تلويثها بالحبر اطلاقاً وهي معتمدة في جواز السفر وإن بشكل غير ظاهر، ففي جوازات السفر (الأوربية) هناك شريحة الكترونية مخفية إما في الصفحة الأولى (غلاف جواز السفر) أو في صفحة أخرى، تضم طبعة الأصبع، ومعلومات أخرى كثيرة عن حامل الجواز، لا يعرفها حامل الجواز نفسه ...! منها أصله وفصله، ومنشأه ومستواه الدراسي وأشياء أخرى، وحامل الجواز لا يعلم أنه مقروء من الباب للمحراب دون حاجة لسؤاله، ولا قيمة البتة لمحاولة خداع السلطات في المطارات، أو دوائر الهجرة.
وكثير من الدول اليوم، سيما تلك التي تتعرض لهجرة كثيفة، (الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً) تأخذ بصمة القادمين إليها في المطار أو نقاط الدخول، بسهولة ويسر وخاصة القادمين من دول لا تحمل جوازاتهم هذه الشريحة المخفية، التي قد تكون على شكل مربع صغير جداً أسفل صفحة الغلاف في الجواز، أو على شكل خيط فضي في إحدى الصفحات.
طبع الأصابع علم واسع والخبراء فيه بوسعهم قراءة البصمة بمجرد إلقاء نظرة بسيطة، فهناك أنواع يمكن تميزها بسرعة : الكعبري يسار أو يمين، والزندي يسار أو يمين، والقوسي، والخيمي، وهذه هي الأشكال الرئيسية، يستطيع الخبراء تميزها بسرعة، أو إن تشابهت في الصنف، فهناك أدوات يمكن الكشف بواسطتها بسهولة، ولكن مع الدراسة والتمرين.
لاحظوا أخواني أني ما زلت أذكر مفردات من هذا العلم رغم أني درسته عام 1961 / 1962، وهذا يعني أن من علمني كان أستاذاً رائعاً. كامل جبرائيل العوصجي أستاذ علم طبع الأصابع رحمه الله برحمته الواسعة، أستاذاً وعالماً نافع لوطنه.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

814 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع