الصحافة في العراق.. نار وثلج !!

                                                    

                                    زيد الحلي

الصحافة في العراق.. نار وثلج !!

كتبتُ، وكتب غيري الكثير عن واقع الحياة المجتمعية في الوطن…. عن المشاكل في مختلف صورها، بهدف لفت الانتباه من اجل وضع الحلول المدروسة للقضاء عليها ، غير ان في آذان من بيدهم الأمر وقر، اي صمم.. لا صدى، وكأن الاقلام الصحفية تبحر في قارب من طين.
وقد توقفتُ مؤخرا، امام ملاحظة طرحها قارئ نبيه في تغريدة له وهو يعلق على موضوع نشرته عن الحال السيئ لماء الاسالة الذي يصل المواطنين عبر أنابيب متهرئة .. قال المواطن (كتابات الصحافة في بلدنا، هي هواء في شبك .. وما تكتبونه لا يتعدى تأثيره مساحة عين القارئ العادي، ولا تثير اهتمام المسؤول)..
هذه الاشارة من المواطن، تدق ناقوس خطر في مسار الدولة، فالصحافة هي عين المجتمع وضميره، وليست مجرد كلمات بلهاء..وهدفها البناء والتقويم .. فالوطن هو الام للجميع .. ورعايته، واجب وطني شاسع في مداه .. ان الله، جل وعلا خالق العلو والسفل والنور والظلمة والنافع والضار والطيب والخبيث والملائكة والشياطين، هو مؤشر على ضرورة ان ينتبه الجميع، لملاحظة الجميع، والصحافة على رأس النخبة المجتمعية التي تسعى الى تأشير محطات الخلل، مثلما تكتب عن الابداع والتقدم .. هي يد المواطن التي يعتمد عليها في إيصال معاناته، وهي ايضا عدسة تسجل لقطات النجاح في هذا الجانب او ذاك .
ان المصداقية في الكتابة الصحفية، هي هواء الحياة، وأولى عناصر المصداقية هو الموضوعية في معالجة القضايا، بدقة وأمانة، وليس بعاطفة ووجدانية، حتى لا يصبح طرح القضايا عبارة عن إسقاط فرض لأهواء ورغبات الصحفي، وهنا تتأثر مسألة أخلاقيات مهنة الصحافة البعيدة عن اللعب بعواطف القراء.
نعم، علينا الاعتراف، بان بعض “الصحفيين ” لا يكتفون بتشويه الحقائق، ويتحينون الفرص لتضخيم المشكلات لإظهار السلبيات الاجتماعية وتحويلها إلى قضايا لإثارة الرأي العام، لكن الأعم والأشمل في عالم الصحافة والصحفيين، هو البحث عن الحقيقة ومعالجة التداعيات بموضوعية وحرص وطني .. فلا نضيع الضمير الصادق عند جمهرة عريضة من الصحفيين الخُلص، في قمامة النظرة الضيقة لبعض ممتهني الشحاذة الصحفية!
من المعروف، ان النطق، نطقان، نطق القلب ونطق اللسان وأشدهما خرس القلب، كما أن عماه وصممه أشد من عمى العين وصمم الأذن فوصفهم سبحانه بأنهم لا يفقهون الحق ولا تنطق به ألسنتهم والعلم يدخل إلى العبد من ثلاثة أبواب من سمعه وبصره وقلبه.. فهل ادرك المعنيون، واجبات الصحفي الحق الذي يمتلك السمع والبصر والقلب؟ فواجباته هي قولة الحق، دون الالتفات الى من شُلت عقولهم، ويعيشون الهمجية السلوكية .. الصحافة تاج لن يضعه على رأسه، سوى صاحب قلم شريف غير آبه لنعيق الغربان ..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

640 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع