ذاكرتي وطريف الحكايات

                                                                   

                                لواء الشرطة الحقوقي
                                محي الدين محمد يونس

ذاكرتي وطريف الحكايات

تعود بي ذاكرتي الى عام 1984 وكنت حينها برتبة رائد وأشغل منصب مدير شرطة الحراسات الخاصة في محافظة السليمانية ،وفي احد أيام تلك السنة قام عضو مجلس قيادة الثورة (طه ياسين رمضان الجزراوي ) بزيارة للمحافظة وخلال زيارته تلك حضر الى مبنى مديرية شرطة المحافظة بصحبة المحافظ وكان حينذاك (جعفر البرزنجي ) ،حيث قاما بزيارة مدير شرطة المحافظة المرحوم المقدم (محمد داود سلمان )، الذي فقد حياته في حادث سير لاحقاً.
بعد انتهاء الزيارة خرجا مودعين من قبل مدير الشرطة ومجموعة من مساعديه الى الباب الخارجي للدائرة المشرف على باحتها الخارجية والذي كان مكتظاً بعدد كبير من ضباط ومراتب الشرطة المنتسبين لمديرية شرطة المحافظة وبينما كان الضيف الزائر يرافقه المحافظ يهمون بمغادرة المكان بعد توديعهما فأذا احد مراتب الشرطة الواقفين ينادي بأعلى صوته :"سيدي ..سيدي..عندي شغلة يمك "،انتبه الجميع الى صوت المنادي ومن ضمنهم الضيف الذي اجابه :-" تعال اشوف اشعندك "، تقدم المذكور وكان برتبة رئيس عرفاء شرطة وكانت علامات الشيخوخة بادية على محياه وبيده عريضة ناولها للضيف وكان قد اعدها مسبقاً عند علمه بتواجد عضو القيادة في بناية مديرية الشرطة حيث كان يعمل في شعبة التحرير فيها وكان له المام في مجال الكتابه وتحرير الكتب الرسمية .
انشغل الوزير في قراءة العريضة ومحتواها ثم انفجر ضاحكاً بشكل لفت نظر الحاضرين واثار استغرابهم ،انتبه الوزير الى استغراب الحضور من ضحكه بهذا الشكل ،فألتفتَ اليهم قائلاً :-"شوفوا شكاتبلي رئيس العرفاء كريم مهاوش سلطان  أقرأ لكم عريضته ":-
السيد عضو مجلس قيادة الثورة المحترم
السلام وبعده الكلام
سيدي العزيز ...يقال بأن الحكومة أبو الشعب لذلك جئتكم بعريضتي هذه راجياً وضع حد لمعاناتي حيث ان الاسنان القليلة المتبقية في فمي لا يرجى منها خير وتخذلني عند تناول الطعام وتجعلني محروماً من الاستمتاع بالأكلات اللذيذة والشهية راجياً تدخلكم والايعاز لعمل طقم اسنان لي من النوع الجيد والله لا يضيع اجر المحسنين ."
بعد انتهاء الوزير من قراءة العريضة و ضحك الجميع على ما جاء فيها أخرج قلمه وسطر على العريضة بصوت مسموع مايلي :-
على السيد محافظ السليمانية عمل طقم اسنان له ومن النوع الجيد وعلى حساب الدولة .
على السيد مدير شرطة المحافظة منحه مبلغ قدره خمسون دينار لكي يتمكن من شراء الاكلات اللذيذة والشهية وتناولها بعد تركيب طقم الاسنان له .

وهنا صح القول المأثور "فاز باللذات من كان جسورا".


  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

644 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع