في ذكرى إعدام صاحب تفسير (في ظلال القران) بتاريخ ٢٩ آب ١٩٦٦

                                                 

                      بقلم: صديق الگاردينيا الدائم

             

 في ذكرى إعدام صاحب تفسير (في ظلال القران) بتاريخ ٢٩ آب ١٩٦٦

             


فى مثل هذا اليوم تم تنفيذ حكم الإعدام بالمفكر الإسلامي (سيد قطب) صاحب تفسير "فى ظلال القرآن" وغيره من المؤلفات الأخرى، اثر اتهامه بقيادة محاولة انقلابية ضد نظام الحكم.

ولد سيد قطب فى قرية موشى التابعة لمحافظة أسيوط فى صعيد مصر عام 1906 للميلاد وتخرج من كلية دار العلوم فى القاهرة عام 1933 وأصبح أديباً وناقداً مشهوراً ومن كُتّاب مجلة (الرسالة) للزيات التى كان يكتب بها أبرز أدباء العصر، بعد عودته من بعثة دراسية من الولايات المتحدة 1949 لاحظ سيد قطب حفاوة الغرب بمقتل حسن البنا وكان هذا هو محور التحول في حياة سيد من اديب مشهور محسوب على اليسار المصري الى ابرز مفكر وكاتب اسلامي وكاتب اسلامي يمتاز برشاقة العبارة وبلاغة الاسلوب وتدفق اللغة علما انه كتب تفسير في ظلال القران وهو في الاعتقال.

حكم عليه عام 1954 بالسجن 15 عاما وبعد تدخل شخصي من الرئيس المرحوم عبدالسلام محمد عارف الذي تدخل شخصبا لدى المرحوم جمال عبدالناصر وأوفد المرحوم اللواء محمود شيت خطاب للتدخل شخصياً لدى الرئيس المصري المرحوم جمال عبدالناصر، حيث تم الإفراج عنه بعفو صحى فى شهر ايار عام 1964.

ولكن في 30 تموز 1965 تم إعادة إعتقاله مع آخرين بتهمة التآمر على نظام الحكم. وحكم عليه بالإعدام مع ستة آخرين، وقد توسط له كثير من زعماء الدول الإسلامية من بينهم الملك فيصل بن عبد العريز ملك السعودية والمرحوم الرئيس الجزائري هواري بومدين والمرحوم الرئيس عبدالرحمن محمد عارف الذي وجه رسالة استعطاف شخصية لكن الرئيس المصري (يرحمه الله) رفض كل الوساطات وقيل أنه قبل التوسطات، ولكنه أصَرَّ على شرط أن يعتذر سيد قطب عن أفكاره وكتاباته، لكن سيد قطب قال "لن أعتذر عن العمل مع الله".

ومن أقوال الراحل سيد قطب كذلك: "إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع حتى إذا متنا فى سبيلها دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة ".. قيل أنه حينما كان على خشبة الاعدام جاءه شيخ ليلقنه الشهادة كما هي العادة مع المحكومين بالاعدام، فقال له سيد: "يا أخي انتَ تأكلُ بها عيشك، ونحن نموتُ لها وفي سبيلها".

واتذكر ان تظاهرة ضخمة خرجت في بغداد قادها علماء دين عراقيون في اليوم التالي للاعدام، انطلقت من جامع العيواضية يقودها الشيخ المرحوم عبدالعزيز البدري وعلماء دين من الموصل والانبار وديالى وتوجهت نحو مبنى السفارة المصرية بالوزيرية تحمل لافتات الاستنكار لإعدام المفكر سيد قطب، وقد القى الشاعر المشهور المرحوم وليد الاعظمي قصيدة طويلة بالمناسبة القاها في الساحة المقابلة لمبنى السفارة.

يرحم الله سيد الذي رحل الى جوار ربه وترك خلفه ارثا فكريا ضخما على راسه (تفسير في ظلال القران) الذي ترجم الى معظم لغات العالم.وهو من أروع تفاسير القرآن الكريم.

  

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

566 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع