السياسة..... وكاظم الساهر....

                                                  

                      محمد صالح ياسين الجبوري

السياسة..... وكاظم الساهر....

الساهر في أغنيته المشهورة (أكرهها...و أشتهي وصلها)،التي وصف فيها حبيبته بأسلوبه الخاص، وانا اخالفه هذا الرأي في وصف السياسة ،انا لا أحب السياسة ولا الوصل معها، وأكرهها ولااشتهي وصلها، وهذا الرأي يتفق معي الكثير من الناس في نظرتهم إلى السياسة ، والسياسة ليست كما كانت في العهد الملكي،كانت هناك أحزاب، ومعارضةومباديء وكلمة والتزام،واليوم السياسة من نوع جديد، السياسي يبحث عن مصالحه وامتيازاته، ورواتبه،والسياسي يبحث عنك قبل الانتخابات في كل مكان،(ويسأل عنك موج البحر،وفيروز الشطأن )،ويكون صديقك العزيز،وتهمه مصلحتك، ويحلف لك بأغلظ الايمان،أنه جاء لخدمتك، فهو غني، وأن الله أنعم عليه بمال وبنين،وأنه نذر نفسه لخدمةالفقراء والمساكين، وكما يقال (اذاخليت قلبت )،( وأن الدنيا مازالت بخير )، الوعود التي يقدمها لك، تجعلك تعيش سعيدا في عالم الخيال، بعد الفوز ينقلب السياسي ضدك، الإجراءات التي سوف يتخذهاأولها، يلغي رقم (جواله )لكي لا تتصل به،و سوف يمنع زيارتك الى مكتبه، وأن علاقته بك أصبحت من الماضي، ويبدأ المشوار، (ابتدأ المشوار، وياخوفي من أخر المشوار )، ويبدأ مشوار (الفساد)، هذه الرحلة برفقة الحاشية المقربة، في تقاسم الأموال والإيفادات والامتيازات، وربما يقول لك في نهاية المطاف (وداعا يا حزن ولا أشوفك بعد )، المهم أنه يتخلص منك، ويبعدك عنه،وأن مواعيده تجاوزت(مواعيد عرقوب )،هذه فرصته، والحياة فرص،ولابد من الاستفادة منها،واستغلالها بجميع الطرق التي تهدف إلى جمع الاموال،اللهم ابعدنا عن اكل أموال الشعب،رحم الله من جب الغيبة عن نفسه،وعمل لخدمة الفقراء والمسحوقين ،السياسة فيها احتيال وضحك على الذقون، ومراوغة، وكذب وتزوير، ومعذرة من السياسي الملتزم الصادق الوفي لشعبه، السياسي الذي تهمه المصلحة العامة، ويبقى الخاسر الأكبر في هذه المعادلة (الفقير)، وهذه ضريبة حبه للوطن وإخلاصه ونزاهته،اللهم ارحمنا،برحمتك الواسعة، وجنبا السياسة وحبالها.
محمد صالح ياسين الجبوري
كاتب وصحفي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

966 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع