ماذا بعد التقارير الالمانية عن إيران؟

                                            

                          سعاد عزيز*

ماذا بعد التقارير الالمانية عن إيران؟

هناك حالة من السخط و الامتعاض في الاوساط السياسية في طهران من جراء نشر عدد من التقارير الحساسة عن النشاطات الايرانية من قبل الاستخبارات الالمانية المعروفة بقوة مصادرها و مصداقية معلوماتها بالاضافة الى حياديتها وعدم إنجرافها خلف المتاهاة السياسية،  مايلفت النظر کثيرا في هذه التقارير ، إنها کشفت النقاب عن إن إيران تسعى للحصول على معدات صاروخية و اسلحة دمار شامل من ألمانيا، وکذلك عن سعي إيران لتشکيل فرع لقوة القدس(الجناح الخارجي للحرس الثوري)، في أوربا و الولايات المتحدة الى جانب ماقد کشف تقرير آخر عن نشاطات السفارة الايرانية في مجال التجسس على المعارضين الايرانيين.
الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي الوقت الذي تحاول من خلال سياسات الرئيس حسن روحاني لتدارك الکثير من الامور و الحد من الضغط الدولي المتصاعد على طهران بسبب مساعيها المتباينة المثيرة للشکوك و الشبهات، فإن هذه التقارير تٶکد بأن لاشئ قد تغير في إيران بعد روحاني وان الامور تسير کما اراد و يريد المتشددون في طهران، حيث أفادت وکالة الاستخبارات الداخلية الالمانية في تقرير لها من 181 صفحة تم نشره الشهر المنصرم، إن إيران تبحث عن عقد صفقة مع شرکات المانية کبيرة للحصول على التجهيزات الصاروخية المتطورة و أجهزة الدمار الشامل ومن المحتمل أن يشکل ذلك العمل إنتهاکا للإتفاق الدولي، وکشف التقرير إن إيران تستعين في هذه الصفقات بمساعدة شرکات صينية، الانکى من ذلك، إنه کان قد صدر قبل أکثر من أسبوع تقرير آخر من قبل المکتب الاتحادي لحماية الدستور الالماني، يشير الى أن الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة الرئيس الامريکي السابق اوباما بهدف وضع قيود على النظام الايراني للحيلولة دون حصوله على الاسلحة النووية لايٶثر على مساعي النظام لنيل تقنية صاروخية بهدف إعداد رأس نووي.
خطورة هذا التقرير وماجاء فيه من معلومات موثقة، تٶکد مرة أخرى حقيقة الشکوك و التوجسات التي تثار ضد  نوايا طهران ولاسيما من جانب المعارضة الايرانية التي تتخذ من باريس مقرا لها، والذي يثير القلق في طهران هو إن هذا التقرير قد صدر في وقت تتخذ إدارة الرئيس الامريکي ترامب منحى متشددا تجاه إيران و توجه إليها الاتهامات تلو الاتهامات بمواصلة مساعيها المشبوهة.
التقرير الآخر الذي أعده"مکتب حماية الدستور"التابع للمخابرات الالمانية في الرابع من تموز/يوليو الجاري، جاء فيه أن"نشاطات الرصد والتصدي لحركات المعارضة داخل إيران وخارجها، بقيت المهمة المحورية للأجهزة الاستخبارية الإيرانية، وأن العامل الرئيسي لنشاطات استخبارية ضد ألمانيا مازال وزارة المخابرات الإيرانية (واجا)، حيث تتركز نشاطاتها بشكل خاص على منظمة مجاهدي خلق  الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية".، يلفت النظر الى إنه قد صدر بعد أيام قليلة جدا على عقد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية في باريس(الاول من تموز/يوليو)، وهو مايعني إن نشاطات المقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق صارت تشکل ليس مصدر إزعاج لطهران وانما تهديد ولذلك فإن النشاطات و التحرکات التجسسية لإيران مستمرة ولم تنقطع على الرغم من إن الاعوام المنصرمة قد شهدت عمليات إلقاء القبض على جواسيس لها وهم الان في داخل السجون الالمانية.
هذه التقارير الالمانية وإن تجاهلتها عن قصد وسائل الاعلام الايرانية ولم تشر إليها، لکن ذلك لم يغير من الخطورة التي تشکلها على طهران، خصوصا وإن ماجاء فيها يعتد و يٶخذ به و لن تمر هذه التقارير مرور الکرام وانما سيأتي الوقت المناسب لکل منها او لجميعها معا للإستفادة منها ضد طهران.
*کاتبة مختصة في الشأن الايراني.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

999 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع