نجدة فتحي صفوت في الوثائق البريطانية

                                     

                     د.مؤيد الونداوي

   

  نجدة فتحي صفوت في الوثائق البريطانية

تعرفت على المغفور له نجدة فتحي صفوة في حدود عام 1981-1982 ولم اكن اعرف عن هذه الشخصية الدبلوماسية العريقة الكثير. وقد أشتهر اكثر عندما أنجز مؤلفه المعروف باسم "العراق في الوثائق البريطانية لسنة 1936"،  فيه تمكن من عرض بعض وثائق عام  1936 خصوصا تلك المتعلقة بانقلاب بكر صدقي.  تعمقت علاقتي به عندما ارتحلت الى المملكة المتحدة عام 1984  للدراسة في بعثة حكومية لنيل الدكتوراه في العلوم السياسية. للمدة 1985-1989 كنا نلتقي بشكل دائم في دار الوثائق البريطانية إذ كنت اجمع من الوثائق ما يخص دراستي بينما هو كان يحضر من اجل استخراج وثائق بعضها لنفسه واخرى لأشخاص  او مراكز ابحاث ومؤسسات عربية. ولقد انتبهت انه بات يجمع كميات كبيرة وبكلف عالية وعلمت انه يجمع مجاميع وثائقية باعتباره بات خبيرا بالوصول الى الوثائق التي تكون هنالك طلبات لها وبات هذا جزء من عمله يحقق له موارد مالية مهمة تساعده للعيش هو واسرته في مدينة لندن. وقتها كانت كلفة استنساخ الورقة الواحدة تكلفنا ربع باوند بينما اليوم بوسعك ان تصور ما تشاء مجانا..

               

  مبنى دار الوثائق البريطانية في منطقة كيو كاردن - لندن

وهكذا توثقت العلاقة بيننا ما دمنا معا نعمل على الارشيف الخاص بالعراق، وفي واحدة من المرات عرض ان اعمل معه بتلخيص كميات من الوثائق من خلال وضع هوامش جانبا بالعربية  لتسهيل مهمة معرفة المحتويات لقاء اجر يساعدني بوصفي اتلقى مرتب طالب بعثة بات لا يكفي لمن معه اسرته، خصوصا وان الحرب مع ايران وقتها حدد التحويلات المالية للطلاب. شكرته على عرضه واعتذرت وفي المقابل قدمت له زميل لي من السودان من كوادر الحزب الشيوعي السوداني وكان لاجئ في بريطانيا كي يحل محلي لكون انكليزيته جيدة ويمكن الوثوق به وهو بحاجة للعمل.

                         

المؤرخ الاردني سليمان الموسى وكان مهتما بجمع وثائق الثورة العربية

وقت الظهيرة نتوقف عن العمل داخل دار الوثائق لنجتمع على طاولة الغداء يشارك معنا احيانا المؤرخ الاردني الشهير المرحوم سليمان الموسى (1919-2008 ) اذ ان الرجل هو الاخر يجمع لنفسه واحيانا بطلب من مؤسسات اردنية الوثائق التي تخص بلاده. غالبا ما يدور الحديث حول الوثائق وما نعثر عليه من جديد من المعلومات والوقائع. وفي واحدة من المرات قلت لنجدة وبشكل مفاجئ عندي مفاجئة لكم وهي مقالة بعنوان (نجدة فتحي صفوت في الوثائق البريطانية) وهي مقالة اسعى ان تجد طريقها للنشر. اندهش وتناول بسرعة المقالة وطالعها وضحك قائلا كيف عثرت على هذه الوثائق؟. ابتسمت وقلت "إن ذكر نجدة فتحي صفوة ذكرت الوثائق البريطانية واجد نفسي انني من سينافسك وسيرث هذه الصفة عنك".

  
 
جانب من التقرير السنوي للسفارة البريطانية في بغداد لعام 1948 يستعرض ماحدث إثر توقيع معاهدة بورتسموت (ترجمتي)
لقد كان نجدة فتحي صفوت موظفا في السفارة العراقية عندما تم توقيع اتفاقية بورتسموث لعام 1948 بأحرفها الاولى من قبل رئيس الوزراء العراقي المرحوم صالح جبر ووزير خارجية حكومة العمال ارنيست بيفن. موضوع الاتفاقية يحتل فصل في اطروحتي للدكتوراه عن العلاقات العراقية- البريطانية ( 1945-1958 ) ، بمعنى انني كنت بحاجة ان اسمع وافهم من نجدة اكثر حول الموضوع خصوصا وانني جمعت معظم الوثائق البريطانية ذات الصلة، وايضا زرت ميناء مدينة بورتسموث وشاهدت القاعدة البحرية التي شهدت التوقيع على تلك الاتفاقية.

         

من طرف نجدة اطلع على مقالتي التي تضمنت حواراته مع الدبلوماسيين البريطانيين خصوصا تلك التي جرت في مدينة انقرا عام 1959 اذ كان وقتها موظفا في السفارة العراقية في تركيا. الوثائق اظهرت بوضوح انه كان منزعجا من سياسات الزعيم عبد الكريم قاسم الداخلية وكان اقرب في تفكيره من دعاة الوحدة العربية وهو المعروف عنه انه من اصول تركمانية. انتهينا الى اتفاق ان من الاصح التريث لعدم نشر المقال ولحين ان نجري المزيد من البحث في الارشيف البريطاني لعلني اجد ما هو اكثر.
انشغل نجدة فتحي بالعمل داخل الدار خصوصا وقد تم تكليفه من قبل اكثر من دولة عربية وخليجية لكي يستخرج الكثير من الوثائق خاصتها، ولقد انجز اعمال كبيرة لعل اهمها واضخمها موسوعة الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية (7 اجزاء). وهو يعمل لم يهمل البحث في الوثائق البريطانية عن العراق فقد بات الرجل مرجعا للكثير من ساسة ورجالات العهد الملكي ليتولى التقديم للكتب والمذكرات التي وجدت طريقها للنشر خلال عقدي الثمانينيات و التسعينيات .
من طرفي عدت الى بغداد عام 1989 بعد نيل الدكتوراه ولم التقي الرجل لوقت طويل ولكنني كنت دوما اتابع نتاجه العلمي وكتاباته لأهميتها العلمية والتاريخية. في واحدة من المرات حصلت على نسخة من كتابه (من نافذة السفارة) وهي نسخة اخيه نجيد فتحي صفوت. بعد اكثر من 25 سنة لا تزال النسخة بذمتي ولا يزال نجيد يذكر بألم انني لم اعد اليه نسخته ولكنني اليوم اتطلع الى كتابه القادم وهو يتعلق بمذكرات نجدة فتحي صفوت التي قد ترى النور خلال اسابيع قليلة قادمة.
في عمان التقيته بعد ان قرر ان يستريح من رحلة العمر الطويلة ويتفرغ للكتابة وكان لا يزال بذات حيويته واناقته المعروفة وهدوءه . مرة اخرى كان الحديث عن الوثائق وهنا اعترف لي من انني بت فعلا خليفته بحمل العنوان نظرا لما انجزته علميا من موضوعات عن تاريخ العراق الحديث في الوثائق البريطانية. وجدت نجدة قد اشترى له دار سكن لطيفة امضت زوجته السيدة نرمين قيردار وقت طويل في رعايتها واخراجها بمظهر رائع يسر الزائرين، بينما نجدة اجتهد كثيرا ليكون له مكتبته ومكتبه المناسبين . لم اتواصل معه كثيرا فقد كان منشغلا وبحاجة للراحة، ولكنني ادركت ان هنالك حاجة لتوثيق سيرته قبل ان يغادرنا فقد ترك الرجل مسيرة حافلة من العطاء العلمي والادبي والسياسي وقدم خدمات جليلة لتاريخ العراق المعاصر خصوصا المرحلة الملكية من هذا التاريخ ووفر الكثير من الوثائق البريطانية للباحثين في مراكز الابحاث التي استخدمته لهذا الغرض. لهذا حاورت اكثر من اعلامي ومحطة تلفاز عراقية كي تنتبه للرجل وان تعمل معه سلسلة لقاءات وهكذا نجحت قناة الشرقية من خلال مقدمي برامجها الرائعين مجيد السامرائي وعامر ابراهيم من تسجيل بضع ساعات من الحوار بينما كنت اتمنى توثيقا اكثر عمقا وبتفاصيل كثيرة.


   

مع نيرمين قيرادار في مكتبة نجدة فتحي صفوة (عمان 2016)

بعد رحيله ولسنوات كنت اسأل نفسي ماذا سيحصل لما تركه الرجل من بعده من كم وثائقي كبير جمعه ونسقه بعناية وبذل جهودا مضنية ولسنوات طويلة في اخراجه وتثبيته. شأت الصدف ان يزورني ابن شقيقته السيد صفوة فاهم كامل ساعيا لتقديم الدعم العلمي له بينما كان يعد كتابه عن الامير عبد الاله. فاتحته بما افكر به وقلق بشأنه، ولم يمضي وقت طويل كي اجد نفسي ولأول مرة اقف خلف كرسي مكتب صديقي الراحل وقد ملكني شعور من نوع خاص ارتحل بي بسرعة مستعيدا الكثير من الذكريات لي معه. السيدة نرمين وجدتها تبذل وسعها لأجل الحفاظ على ما تركه من كم كبير من الكتب الثمينة والموسوعات ولكن لا تعرف كيف تتعامل مع الوثائق لأنها لا تعلم تماما محتوياتها وقيمتها العلمية والمادية. وجدتها تفكر بتقسيم المكتبة بين اولاده وبناته. كانت قبل ذلك قد ارسلت ما يمكن ارساله من مجلات ودوريات الى احدى الجامعات في مدينة كركوك مواطن الاباء والاجداد. افكار اخرى منها ارسال ما يمكن ارساله الى احدى الجامعات الامريكية التي تخرج منها احد الاولاد لتحتفظ بتركة نجدة العلمية ولتحافظ عليها لان العراق لا يمكن ان يكون مكان يصلح حاليا لتؤتمن فيه هكذا ثروة علمية. البيع هو الاخر محط تفكير. شخصيا وبعد فحص سريع للمجموعات الوثائقية اقول انني ارى ان تجد طريقها في الوقت المناسب للمركز الوطني لحفظ الوثائق في بغداد لكون الباحثين العراقيين هم احوج من غيرهم لها. لقد اسعدها خبر تناول احد طلبة الدراسات العليا في بغداد لمرحلة الماجستير السيرة الشخصية والعلمية لزوجها وشجعتها لان تتبنى نشر هذه السيرة بكتاب خصوصا والطالب يبذل جهود كبيرة وهو بتواصل مستمر معي ومع صفوة فاهم لأجل ان يقدم عملا علميا مهما، غادرت المنزل وانا ارى على الطاولة كتاب كنت اتمنى ان اكون انا من كتبه الا وهو كتاب يشرح سيرة ومسيرة رئيس وزراء العراق صالح جبر صالح جبر.

    

مكتب نجدة فتحي صفوة في منزله الكائن في حي عبدون في عمان

اخر انجازات نجدة كانت كتابه عن صالح جبر (سيرة سياسية) وهو ليس بمذكرات بقدر ما تضمن مسيرة هذه الشخصية التي تركت لمساتها في تاريخ العراق الحديث ليس فقط بتوقيعه معاهدة بورتسموث الشهيرة لسنة 1948 وانما ما شهدته بغداد ومدن عراقية اخرى من احدث دامية بعد توقيع تلك الاتفاقية. للمدة 1991-2003 توليت تدريس مادة تاريخ العراق المعاصر في كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد وكنت اتوقف طويلا في الحديث عن معاهدة بورتسموث، وبنفس الاتجاه قمت بنشر الكثير من التفاصيل عنها في دراسة موسعة عبر سلسلة من الحلقات نشرتها صحيفة الثورة في بغداد عام 1990 وتحت عنوان (الاسرار الخفية لمعاهدة بورتسموث).
حاولت بعد عام 2003 ان اتواصل مع سعد صالح جبر الذي كان يتطلع لمن يكتب سيرة والده خصوصا وانا امتلك الكثير من الوثائق البريطانية عنه اهمها جميع محاضر الاجتماعات الخاصة بهذه الاتفاقية وما تلاه من المسيرة السياسية والحزبية لوالده ولحين وفاته داخل مبنى البرلمان العراقي عام 1957. لقد اكتشفت ان الخيار، وهو خيار سليم، قد وقع على نجدة لإنجاز هكذا كتاب الذي استغرق انجازه حوالي 10 سنوات، وقبل ان يكتمل كان سعد صالح قد توفي، مثلما ان نجدة صفوة كان قد غادر هو الاخر الحياة قبل ان يلمس بيده النسخة الاولى منه.

              

لقد انجز نجدة واحدا من اهم كتبه، وامضى وقت مهم وطويل في اعداد واخراج كتابه عن صالح جبر. لقد كان واضحا ان نجدة قد تفاعل وتعاطف مع شخصية صالح جبر خصوصا وكانت تربطه به علاقات طيبة، وكان حاضرا يوم توقيع الاتفاقية . لقد استخدم نجدة صفوة وبشكل واسع الوثائق البريطانية لقلة ما موجود عن شخصية صالح في الادبيات العراقية. ولقد دافع عن مسيرة صالح دفاعا مستميتا وحاول ان يرد بطريقة واخرى على منتقديه مفندا بعض ما نسب اليه. ولقد وجدته قد ارتكب خطاء جسيم عندما نفى ما كتبته انا شخصيا عن موضوعة اسباب رفض عودة صالح جبر الى بغداد من بعد توقيع الاتفاقية خصوصا وان الاوضاع الامنية في بغداد باتت متدهورة جدا تتطلب العودة السريعة لمواجهة حملة منتقدي الاتفاقية.
لسنوات وانا ادرس موضوع المعاهدة مستندا في الكثير من التفاصيل على ما ورد في الوثائق البريطانية، ولقد كان طلبتي يضحكون كثيرا عندما اقول ان احد اسباب سقوط الاتفاقية هي رفض زوجة رئيس الوزراء العودة الى بغداد مستعجلا وهو امر اقترحه الجانب البريطاني عليه ووافق جميع اعضاء الوفد عليه عدا زوجة رئيس الوزراء وبدوره خضع لرغبتها ورفض العودة المبكرة وكان ذلك سبب من اسباب اخرى ادت الى سقوط الاتفاقية. لقد امضيت وقتا طويلا ابحث في اسباب فشل اتفاقية بورتسموث وتوصلت الى ان اسباب كثيرة كانت ورائها من بينها السبب اعلاه.
 لقد وجدت وانا اطالع هذا المنجز العلمي الكبير  ان نجدة صفوت قد اصر وبشكل غير طبيعي التوسع في موضوع رفض زوجة صالح جبر العودة مبكرا للعراق وان ذلك الرفض كان من اسباب سقوط الاتفاقية، مؤكدا ان هكذا اصرار وتفسير لا اساس له من الصحة، وان صالح كان رجل دولة وكان اكثر شعورا بالمسؤولية من ان يسمح لذلك( السبب التافه) الذي اختلقه خصومه (انظر الصفحة 370 وفيها ينفي ما انا اشرت اليه). كما انكر نجدة ما اشار اليه المؤرخ الحسني ايضا من ان اشاعات قد دارت وقتها بان صالح جبر تأخر في لندن لان زوجته كانت تحت العلاج ولم يرغب في تركها. واصر نجدة اكثر وانجر خلافا للحقيقة فأشار الى ما ذهب اليه ضابط الاستخبارات البريطاني والصديق الشخصي للوصي دي غوري في كتابه ثلاثة ملوك في العراق بان الوفد العراقي هو من قرر ان يقضي بضعة ايام اخرى بإجازة   مؤكدا ان كلا القولين غير صحيح، مبررا بقاء صالح لوقت اضافي بان صالح كان يعد ما انجزه نجاحا كبيرا وانه كان مطمئنا الى وضعه، كبير الثقة بقدرته على السيطرة على الاوضاع في العراق وامرار المعاهدة في البرلمان بمجرد عودته، ولذلك لم يستعجل في العودة.، ولكنه لم يتأخر في لندن والنص لنجدة صفوت " سوى ايام قلائل (حوالي خمسة ايام عمل) كان يوالي خلالها اتصالاته بالمسؤولين البريطانيين ووضع اللمسات الاخيرة على المعاهدة وملاحقها".
دفاع نجدة المستميت عن صالح جبر ومسؤوليته عن عدم عودة الوفد العراقي بسرعة الى بغداد احتل اكثر من ثلاثة صفحات ليس من مبرر له سوى مسعى من قبل نجدة صفوة لتبرئة صالح من هذه النقطة تمهيدا لتحميل غيره مسؤولية ما حصل لاحقا ليس فقط فشل الاتفاقية وانما ايضا الضحايا الكثر ممن سقط وقتها برصاص الشرطة على جسر الشهداء بناء على اوامر من صالح جبر.
ولتثبيت الحقائق التاريخية اوضح الى انني قد كتبت في الصفحة 92 من اطروحتي للدكتوراه الاتي وكان ذلك في عام 1988  :  "التظاهرات التي انطلقت في بغداد بتاريخ 5 كانون الثاني 1948 قادت موظفي وزارة الخارجية البريطانية للاعتقاد بان هنالك المزيد من الاضطرابات قادمة ولهذا مارسوا الضغط على اعضاء الوفد للعودة الى بغداد بأسرع وقت، ولقد وافق الوفد على المقترح البريطاني للمغادرة الفورية  عدا صالح جبر الذي رفض العودة جراء الضغط الذي مارسته زوجته كي يرفض العودة المستعجلة. في المقابل قد عبر عن رغبته للبقاء لوقت اضافي غير محدد". هكذا تفاصيل وجدتها في مذكرة كتبها موظف كبير في وزارة الخارجية هو السيد رايت بتاريخ 14\1\1948  وهي محفوظ في الملفة المرقمة FO 371\ 68444
كان بوسع نجدة صفوت ان يطلع عليها او ان يتصل بي لمعرفة مصدر المعلومة التي طرحتها. الغريب ان نجدة وقد توسع كثيرا باستخدام الوثائق البريطانية قد اهمل الوثيقة التي قد استخدمتها من طرفي وقتها حول رفض زوجة صالح العودة المبكرة برغم انه كان يستخدم ذات الملفات حول هذا الموضوع. ايضا لم اجد ان صالح جبر ومثلما ذكر نجدة انه تأخر بالعودة لمدة حوالي خمسة ايام لكونه خلالها كان يوالي اتصالاته بالمسؤولين ووضع اللمسات الاخيرة على المعاهدة وملاحقها. ما حصل خلال تلك الايام الخمسة هو الاجتماع السري الذي انعقد مساء في غرفة صالح جبر في فندق كلاردج والذي شارك فيه وزير الخارجية البريطاني وكان مخصصا لمناقشة الاوضاع في فلسطين. اجتماع فندق كلاردج هذا قادني لحوار جميل فيما بعد مع وزير الخارجية العراقي الرائع فاضل الجمالي حول ما جرى خلاله وكان ذلك قبل وفاته رحمه الله..

        

تاخر وزير الخارجية فاضل الجمالي بترجمة نص اتفاقية بورتسموث الى العربية
نجم عنه الكثير وكان ذلك سبب اخر في فشل الاتفاقية

لقد تناولت ومثلما فعل نجدة من بعدي بأكثر من عشرين عام اسباب فشل الاتفاقية واشرت لأول مرة حول السبب الحقيقي لرفض صالح جبر العودة المبكرة وقلت ان زوجته كانت وراء رفضه العودة. وما فات نجدة ايضا اشارتي الاخرى بان سيدة اخرى من اسرة ارشد العمري وهي من المقربات لنساء القصر قد اسهمت بدورها في افشال الاتفاقية بسبب ما كانت تنقله عبر الهاتف لنساء القصر ما كان يجري في شوارع بغداد من اضطرابات واطلاق رصاص مما تسبب بهلع نساء القصر اللواتي طالبن الوصي بان ينقذ الجميع بدلا من المخاطر المحيطة بمستقبل العرش والاسرة الهاشمية في بغداد.


            
الامير عبد الاله والوصي على عرش العراق أسهمت توسلات نساء القصر الملكي به لتهدئة الجماهير في شوارع بغداد ليعلن انه لن يصادق على اتفاقية لا تضمن مصالح العراق وبذلك اطلق النار على اتفاقية بورتسموث
رحم الله صديقي العزيز نجدة فتحي صفوة واسكنه فسيح جناته وقد غادرنا في عام 2013 وستبقى ذكراه لاجيال قادمة نظرا لما تركه من ارث علمي وتاريخي متنوع ثقافيا واجتماعيا وسياسيا.

  

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1013 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع