إيران، سوريا، حزب الله، من سيردّ على إسرائيل؟

                                              

                                                        جلال چرمگا              

مرة بعد أخرى، تضرب طائرات إسرائيل الحربية منشئات سورية، وبدون أيّ رد من جانب بطل الممانعة وقائد المقاومة، النظام السوري، ومن جانب الحليف الأكبر لنظام الممانعة أي النظام الإيراني.. مُجرّد عربدة.. وتصريحات نارية.. هوائية..لا قيمة لها ولا فعل في الميدان.

الطيران الصهيوني شنّ الأسبوع الماضي غارة جوية استهدف بها كما قيل مركزاً للأبحاث العسكرية!!، في حين قالت أنباء أخرى أنه استهدف (رتلاً) يحمل اسلحة ومعدات من سورية الى حزب الله اللبناني. ولم تطلق إطلاقة واحدة على الطائرات المهاجمة.
وقبل سنوات ضربت اسرائيل مقراً نوويا سوريا في أقصى الشمال السوري، ولم يتمكن بطل الممانعة من الرد، وينطبق عليه المثل العربي ((أسد علَيَّ وفي الحروب نعامة)).. فالأسلحة الفتاكة التي استخدمها نظام الممانعة والصمود ضد الشعب السوري طيلة عامين من محاولة وأد الثورة السورية، والقصف الجوي اليومي للمدن السورية الثائرة، واستخدام القنابل العنقودية المحرمة، وصواريخ سكود ضد المدنيين السوريين الآمنين العزّل.. ولكن تجاه العدوان الصهيوني لا يوجد ردّ غير الخطابات والشعارات التي ألفناها من هذا النظام القمعي.
وإيران التي تكرس ترسانتها الحربية، وتطلع علينا كل يوم بإبتكار حربي وتصنيع لأسلحة ومقاتلات وأسلحة نووية.. و..و..و..،  و لا ندري لمن تُخزّن وتكرّس كل تلك الترسانة؟ وشعاراتهم منذ جاء آية الله (خوميني) للسلطة بطائرة فرنسية خاصة بحماية الأمبريالية، شعاراتهم التي صمّوا آذاننا بها (القدس) و (تحرير القدس) وأن (الطريق الى القدس يمر عبر كربلاء وبغداد!!).. للدلالة على وجوب إسقاط نظام صدام حسين ليسهل عليهم الطريق الى القدس.. وتحققّ لهم ما أرادوا على يد الشيطان الأكبر(!!)، واسقط نظام صدام، وأعدم صدام، وجاء (ربعهم) و (أتباعهم) ليحكموا العراق وصَيّروه ضَيعة إيرانية..  ولم نرَ من إيران الإسلامية غير الخطب الجوفاء والتهديدات الهوائية..
نائب رئيس هيئة الأركان الإيرانية، الجنرال مسعود جزائري، صرّح بأن الرد السوري على تلك الغارة، "سيصيب النظام الصهيوني بحالة من الغيبوبة وعدم الاتزان."!!!!! وأوضح جزائري أن "المقاومة الإسلامية تدرس حاليا كيفية الانتقام لسوريا"!!، وأردف بأن "الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل يعرفان جيدا أن صبر السوريين له نهاية وحدود"، حسبما أوردت وكالة أنباء فارس الرسمية.
ونقلت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية عن العميد مسعود جزائري القول إن «الأخبار الواردة إلينا تشير إلى أن حالة من الانتظار القاتل يسود حاليا وأن اليهود يستعدون لمغادرة فلسطين»!!!. واعتبر أن «أمريكا والصهاينة أدركوا جيدا بأن ضبط النفس السوري له نهاية». وأضاف: «على المجرمين أن يدركوا أنه في العصر الجديد ما من ضربة إلا ولها ضربة انتقامية قوية». وانتقد «قادة الدول الذين كانوا على علم بقرار الكيان الصهيوني بالعدوان على سوريا»، واعتبرهم «شركاء في الجريمة مع الصهاينة».
أما محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري فقد دعا سوريا إلى الرد على العدوان الإسرائيلي ضدها برد مماثل!!، أما سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني فقد صرّح لدى وصوله دمشق- إن إسرائيل "وقوى الاستكبار حاولوا من خلال اعتدائهم الانتقام من الشعب السوري الصامد، وهذه محاولات يائسة". وأضاف -في تصريح للصحفيين- أن العالم الإسلامي "لن يسمح بمهاجمة سوريا، ولن يسمح باستمرار الهجمات الشرسة ضد جزء منه".
أما بشار الأسد فقد اتهم إسرائيل بشن غارة على موقع للبحث العلمي في ضواحي دمشق، قائلا إن بلاده "قادرة على التصدي لأي عدوان". ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن الأسد قوله -خلال لقائه مع جليلي- إن "سوريا بوعي شعبها وقوة جيشها وتمسكها بنهج المقاومة، قادرة على مواجهة التحديات الراهنة، والتصدي لأي عدوان يستهدف الشعب السوري ودوره التاريخ والحضاري.
الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ما زال يكرر أن إسرائيل سوف تمحى من الوجود، ولا ندري لمن تحتفظ إيران بكل هذه الترسانة من الأسلحة، اللهم إلا إذا كانت لإعانة وكيلهم وخادمهم بشار في قتل الشعب السوري، وخادمهم الآخر حسن نصر الله في جهوده لشق الصف اللبناني ونشر الفتنة في ربوع لبنان الجميل، الذي حولته المقاومة الصفوية إلى خراب ودمار!..
من المؤسف أن بعض المخدوعين صَدّقوا بأن إيران الإسلامية هي عدو لإسرائيل، متناسين صفقات التسليح التي جرت خلال الحرب العراقية الايرانية بين اسرائيل ونظام خوميني والتي كشفت أسرارها خلال ما تسمى "فضيحة إيران غيت" اواسط الثمانينات، وكيف كانت إسرائيل تزود الجيش الإيراني بأدوات إحتياطية لطائرات الفانتوم كي تهاجم المدن العراقية؟..
لقد فات على الواهمين والمخدوعين بشعارات الملالي أن إيران يمكن أن تضرب وتدمر كل شئ.. إلا إسرائيل!! فتلك غاية مستحيلة.. لا هي ولا شريكها وخادمها المطيع بشار الذي يوجه اسلحة الدمار لشعبه، على خطى أبيه في حفظ أمن إسرائيل بحيث لم يوجه النظام الأسدي طلقة واحدة تجاه العدو الصهيوني لتحرير الجولان.. وإيران تبعث الأسلحة و المعدات والمقاتلين لإسناد نظام بشار.. ولدعم حزب الفتنة حزب الله في لبنان، لكنها لا يمكن ان تطلق رصاصة واحدة بإتجاه اسرائيل في يوم ما.. إلا في المسرحيات التمثيلية والخطب الجوفاء..
لقد ثبت أن بشار ومن قبله حافظ، هما من أخلص أصدقاء وحماة اسرائيل، واسرائيل تريد أن تحمي بشار وليس من مصلحتها أن يسقط بشار وقد قالها أكثر من مسؤول صهيوني.
أما إيران فإنها عدو هوائي إعلامي لإسرائيل، وشعارات تحرير القدس، ويوم القدس العالمي الذي ابتدعه آية الله الخوميني، ما هي إلا أكاذيب لا تنطلي على عاقل، وهواء في شبك. وإذا كان العراق السابق هو العقبة أمامهم من أجل تحرير القدس والجولان، فهذا العراق هو ساحتهم المفتوحة وهذه سوريا رهن اشارتهم وهذا هو نصر الله خادمهم المطيع يفتح لهم الأجواء والأرض والبحر من أجل تحرير القدس.. إن كانوا صادقين، فماذا ينتظرون؟ أم ما زال هناك بيننا من يُصدق شعارات معاداة الجمهورية الإسلامية للإمبريالية وللإستكبار العالمي وللصهيونية!!...

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

809 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع