مصائب العراق والعراقيين هل هو خيار أو اختبار

                                                        

                                                                                 فلاح  ميرزا

هذه الدنيا التى يوصفها البعض باوصاف غاب عنها المعانى العظيمة التى اوجدها الله فيها وارسى فيها نظامها واقواتها وسخر لها من الاسباب لكى تجتمع على الحق والعدل والتالف والمودة والمحبة ونزع عنها نوازع الشر

وضع امامها طرق الخير وللاسف لم يسلم منها احد من البشرخيرا او شرا ومع ذلك لم يكف عن السعى فى الاستزادة منها  والله يرسل الشدائد والمصائب فيها  رحمة بالعباد وابتلاء البشر بما وقع عليهم من ماسى وصفتها الكتب والروايات بما لايفرح ولازالت تكرر بالرغم من ما وصل اليه الانسان من رقى حضارى وعقلي وعلمى تسهل عليه معالجة معضلاته بصورة او باخرى بالحوارات والتفاهمات او عن طريق  اللقاات التى تعقد هنا وهناك لاجل التخفيف من مصائبها, فى حين ان واقع الحال يشير الى شئ اخر ولنرى ماقال عنها زين العابدين بن على الملقب بالسجاد  ( أيّها الناس أحذّركم من الدنيا وما فيها ، فإنّها دار زوال وانتقال تنتقل بأهلها من حال إلى حال ، وهي قد أفنت القرون الخالية والأمم الماضية ، وهم الذين كانوا أكثر منكم مالاً ، وأطول اعماراً ، وأكثر آثاراً ، أفنتهم أيدي الزمان ، وأحتوت عليهم الأفاعي والديان ، أفنتهم الدنيا فكأنّهم لا كانوا لها أهلاً ولا سكّاناً ، وقد أكل التراب لحومهم ، وأزال محاسنهم ، وبدّد أوصالهم وشمائلهم ، وغيّر ألوانهم ، وطحنتهم أيدي الزمان ، أفتطمعون بعدهم بالبقاء ؟ هيهات هيهات! فلابد من الملتقى ، فتدبّروا ما مضى من عمركم وما بقى، ما فعلوا فيه ما سوف يلتقى عليكم بالأعمال الصالحة قبل انقضاء الأجل ، وفروغ الأمل ، فعن قريب تؤخذون من القصور إلى القبور ، حزينين غير مسرورين ، فكم والله من فاجر قد استكملت عليه الحسرات ، وكم من عزيز وقع في مسالك الهلكات ، حيث لا ينفعه الندم ، ولا يغاث من ظلم ، وقد وجدوا ما أسلفوا ، واحذروا ما تزوّدوا ، ووجدوا ما عملوا حاضراً ، ولا يظلم ربّك أحداً ، فهم في منازل البلوى همود ، وفي عسكر الموتى خمود ، ينتظرون صيحة القيامة ، وحلول يوم الطامّة ، ( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ) .ا  الدنيا منذ ان خلقت
 او التى عرفناها منذ ان وجد الانسان فيها على الارض,  فالموضوع اكبرمن ذلك واوسع مما نطلع عليه ونسمعه ونقراه ونشاهده انه اختبار واختبار من الله سبحانه وتعالى الذى قال(ولنبلونكم حتى يعلم المجاهدين منكم والصابرين ولنبلونكم بالشر والخير فتنه والينا ترجعون ) وتلك رسالة موجهة للشعوب ولامم التى تنازعت بدافع التسلط والشهوات وكان ملايين من الناس وقود لها ولو تصفحنا عن ماجاء بها من قرارات منذ عشرات السنين ولم تطبق ولم تلقى الاستجابة الدوليه لتمكنا من معرفة بان مايخطط للعراق سوف لن تغيره لا المؤمرات ولا النظريات ولا ماكتب عنه او الذى اشار اليه المحللون فلا الكتابة ستكون حلا ولا البيانات او الصناديق بل ان ذلك يكون اشبه بالعلاج زمنى ولذلك تم احتلال العراق وتشرذم شعبه بواسطة الغرباء الذين باعوا ضمائرهم وغيرتهم لمن وسخ ارضه ارض ابو الانبياء ابراهيم عليه الصلاة والسلام وبلاشك انها بلوة لايحلها الا الله والذين امنوا به وبرسوله الكريم واله بيته ليس بالقول بل بالقوة ولا بغيرها من وسائل  انه ابتلاء وقع على العراقيين والعرب الاخرين فى الامة ومسألة ابتلاء العراق خاصة والامة بصورة عامة بحاجة الى وقفة جدية وتوضيح وموضوعها له من الاهمية بمكان لما لها من القصص والروايات ذكرت فى التاريخ منذ ان وجدت الارض ومن عليها واولهم ادم ابو البشرية ومن بعده الانبياء واخرها الشعوب فقصص القران عنها اوردت عنها بتفاصيل ولان القران وهو كلام الله فان الذى قيل فيه وجب وقوعه منذ بداية الخلق وحتى زواله الامر الذى يعنى اننا نقيس الاوضاع بمقايسس الايمان يما حصل ويحصل, ولن يتمكن اى احد مهما اوتى من قوة وجبروت ان يغير من الامر شئ وحتى لو جاء بالاسباب ويبقى من يفهم الامر ويتعض وما اكثر العبر وقلت الاعتبار فقصة نبينا ابراهيم مع النار واحدة من العبر التى نستنبط منها مواقف ايمانية معبرة عن قدرة الخالق بتحويل الاشياء من حال الى حال  فكانت بردا وسلاما علىه رغم ان ماوقع عليه من نارا فعليه ولكنها فى حقيقها الروحانية تحولت الى بردا وسلاما عليه بردا لانها كانت بلا  حرارة وسلاما اي انها لم بردا بالمعنى المطلق ولو كانت كذلك لهلك بها بينما كانت سلاما عليه اى بردها كان طبيعيا وقصص اخرى كالذى جرى للانبياء نوح مع قومه وموسى مع فرعون ويوسف مع اخوته ونبينا عيسى مع بنى اسرائيل و خاتم الانبياء,محمد مع المشركين , فالدرس المستفاد من ذلك  يقاس بما يحصل اليوم من امور اختفت فيها القيم والعبرالربانية التى ارادبها الله من عباده التمسك بها ,فالعالم اليوم  المتمثل بقوى البغى والضلالة وعلى سبيل المثال يريد ان يحرقوا ابراهيم الذى يمثل الامن والسلام والمحبة فى صورالاسلام المنشر فى العالم عن طريق الفتن والقتل والادعاء بالارهاب و بأختلاف المذاهب عن طريق الخدعة كما خدع جن نبينا سليمان بالعمل والامرقبل ان يكتشفوا  ان دابة الارض اكلت منشأته (العصا التى يتوكأ عليها) وكان ميتا ولذلك يجب علينا ادراك ذلك وان نقف على حقيقة مايحاك علينا من دسائس وغدع من قبل الذين يكرهون الاسلام  بتوحيد صفوفنا وكلمتنا والتمسك بالقران , وان لاتقودنا خديعة المؤتمرات التى تقام بدعوى انها تقام لاجلنا وهم الذين اوقدوا نار الفتنة بيننا وهم الذين احتلوا اراضينا وقطعوا اوصالنا وفتحوا بلدانهم للمهجرين من بلدانهم بدعوى الرأفة والانسانية وهو ادعاء كاذب كالمثل القائل (وما حن اعجميا على عربي قط ورب الكعبة )فليس لنا الا بصدق النية ووحدة الكلمة واذا كنا نعمل بخلاف ذلك فلنتذكر محاكم التفتيش التى اقيمت فى اسبانيا لذبح المسلمين ولاشك انه يشابه ذلك الذبح ولكن بطريقة عصرية انه ذبحا ايضا لكنه بلا سكين بل بالموت البطيئ لقد عادت بهم الذكرة التاريخية الى خيرات المنطقة وثرواتها عندما كانت مستعمرة لديهم وحسوا بطعمها ووجدوا لاخير فى بلدانهم على المدى البعيد بل الخير لدى امة العرب واستيقنوا لذلك بمعرفتهم لما ورد فى القران لذلك فانهم سخروا كل امكانيتهم العلمية والثقافية لدراسة كيفية العودة الى الارض العربية فاستأجروا الشقى الولايات المتحدة للقيام ببطولة الفلم لبراعتها فى الانتاج والاخراج وبهذا المنطق البسيط تقاد اوضاع المنطقة والتاريخ يعيد نفسه ولكن بعكس الاتجاه اى اننا  عندما كنا اصحاب عقيدة  واصحاب رسالة ايمانية وصلنا الى عقر دارهم وهزمناهم واوصلنا لهم من العلوم والقيم التى بها صنعوا ما وصلوا اليه الان من التقدم والرفاهية ولكنهم لم يقفوا عند حدهم هذا بل ادركوا ان بناءهم الاجتماعى فى طريقه الى الضياع فلم تبقى لديهم قيم اسرية ولم ينفعهم ماتقوم به الجهات الدينية فقد اضاعوا روابطهم العائلية واردوا تطعيمها باقوام اخرى ففتحوا ابواب الهجرة على الاقوام الشرقية طمعا بانجاب الاطفال وجعلهم من ابناءهم على المدى البعيد وبذلك ضمنوا مستقبل بلادهم وبالمقابل فانهم يسعون الى تخريب المجتمع الاسلامى بطريقة علمية وحضارية وبواسطة استخدام النعرات الطائفية والصراعات العرقية  فى حين اننا تراجعنا وكأننا ليس لنا تاريخ حافل بالانجازات الانسانية ووصلنا بها الى بقاع الارض البعيدة ولو رجعنا الى ماجاءت الرسالة الايمانية للرسول(ص) وما عمل به الصحابة قبل 1400عام لوجدنا ان الذى جرى على ايدهم ومنذ بداية الرسالة يكاد يكون شبيه بما يحصل اليوم فالضلالة والخداع واستخدام علم الكلام والفقه وتداخل الثقافات الغير اسلامية مع ماهو متبع فى شريعة محمد(ص) كان اشبه بدابة الارض التى خدع بها جن سليمان ولكن الويل للذين يردون بالعراق السوء وتناسوا انه رمح الارض وجمجة العرب

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

755 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع