يوسف عمر الاكثراصالة في المقام العراقي

                                                     

                             سعدي السعدي

  

    يوسف عمر الاكثراصالة في المقام العراقي

   

الحقيقة يعجز الانسان والفنان والمختص في المقام والموسيقى عن وصف ابا يعقوب وعن جملة مزاياه ومواهبه وفي طريقة عرضه وقراءته للمقام . فهوالامتداد الحقيقي للمدرسة القبانجية النموذج مدرسة المعاصرة والوضوح والخلق والابداع والتطوير والتجديد والابتكار ودقة انتقاء الالوان الشعرية بما ينسجم وطبيعة كل مقام وتشذيب بعضها من الالفاظ الاعجميه وتوسيع الفرقة الموسيقية . ولعل الاستاذ والقارئ المقامي يوسف عمر هو من اوائل الذين تأثروا بطريقة واداء استاذه ومعلمه الكبيرالاسطورة محمد القبانجي . الا انه بعد هضمه واستيعابه لمعظم المقامات ان لم اقل جميعها . انتقل لتأكيد وترسيخ هويته وطريقته المقامية المتفردة بالمحافظة على اصالة المقام بطريقة بغدادية قل نظيرها في دنيا المقام ...
نعم البناء التقليدي والجوهر المقامي واحد وبخاصة الرئيسية منها والكبيره  - النوا والمنصوري التي لا ولن يمكن التلاعب بها مطلقا عدا الفرعية منها بالامكان اضافة او حذف قطعة ما .

        

الا ان طريقة يوسف عمر استقطبت الكثير من محبي وعشاق اسلوبه المتفرد صوتا واداء وتأثر بها نخبة متميزة من مزاولي هذا الفن النبيل -  في المقدمة منهم حمزه السعداوي وحامد السعدي وخالد السامرائي وعبد الرحيم شهاب الاعظمي والحاج سامي لطيف وعبد الجبارقلعلي وعبد الملك الطائي ومربين صليوه ومهند العنبكي والكابتن شامل طبره واخرين ...
اذن صوت يوسف عمر يحمل معه عبق ونكهة وحلاوة الماضي القريب ...
فنان بدأ خطواته المقامية الواثقة على طريق الفن الاكثرغنى واصالة وصعوبة من بقية الالوان الغنائية العربية ...

                      

في عام 1948 اجتاز الاختباربتفوق وتالق في مقام الرست .فكانت اولى مقاماته من دارالاذاعة وعلى الهواء مباشرة مقام الحديدي وبعدها واصل مسيرته بخطى واثقة...
فهو من مواليد 1917 بغداد محلة جديد حسن باشا مقابل جامع الحيدرخانه ومحلته التي انجبت الرمز ناظم الغزالي ...
يوسف عمر ادى ووثق بصوته الكبيرجميع المقامات العراقية وباقتدارتام سواء بالاذاعة وبعضها في التلفزيون والحفلات العامة والخاصة
الكثيرة...
يوسف عمر الانسان والفنان

في عام 1972وبعده وعندما كنت طالبا في معهد الدراسات النغمية تعرفت على الاستاذوالصديق الوفي صاحب القلب الكبيريوسف عمر لحضوره الدائم للمعهد وتوطدت علاقتي به بمرور الزمن وشاركنا في معظم حفلات المعهد وايضا في معهد المعلمين بالاعظميه وبالمجان ومن اخلص واوفى اصدقائه الموسوعي الاستاذ صباح جارالله الذي كان الاستاذ يوسف يتردد على داره( السرداب) ومكتبته العامره كتبا واشرطه وضيافة عربيه اصيله في بعض ايام الاسبوع مساء ونتجاذب اطراف الحديث عن شؤون الحياة والمقام واحيانا نجلس سوية في مقهى شهاب الاعظمي( توشه)وبعدها كازينو السدير رأس جسرالأئمه...

     

ومعنا الاستاذ صباح والاستاذ الفاضل شعوبي ابراهيم وعدنان عبد الوهاب واحيانا اخرى يحضر اخي الاستاذ حامد السعدي ...
ولا انسى ماحييت احيائه وبالمجان حفلة زواجي في 1981/3/5 وبمشاركة استاذي شعوبي وفرقة التراث الراقيه والمتألقه...
شاركته في العديد من الحفلات والجلسات الخاصة والعامه وخان مرجان لفترة قليلة ومن بين اهم واشهرحفلاته التي شاركته فيها في شتاء 1983 ومعي الاستاذ صباح هاشم واخوة اخرين و التي اقيمت على المسرح الوطني والموثقة تلفزيونيا وادى فيها مقام بنجكاه واغنية داري وابيات شعر وابوذية واغنية جلجل علي الرمان ومقامات واغان اخرى .
وبعد الانتهاء منها ولدى توصيله لنا بسيارته الخاصه قال لي بالحرف الواحد ( سعودي هاي احلى حفله في حياتي ) .
اخي وصديق العمر واستاذي  يوسف عمر هيهات ان انسى مواقفك الانسانية الكثيرة والتي يعجز اللسان عن وصفهاوهذا غيض من فيض جودك .
في مساء يوم 14تموز من عام 1986 اي قبل 30 سنه رحل ابا يعقوب عن الحياة الدنيا  عن عمر ناهز ال  69 عاما .تاركا خلفه ارثا هيهات ان يجود الزمان بمثله ... ودفن في مقبرة الاعظميه يرحمه الله


الباحث والمؤلف
سعدي السعدي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1053 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع