السادس من كانون الثاني .. تأريخ ومجد لأهل العراق

                                                

                                                    سيف الدين الألوسي

  

   السادس  من  كانون الثاني ..تأريخ ومجد لأهل العراق

    
تحل علينا قريبا  ذكرى عزيزة  خالدة  لكل العراقيين وأهله  ,, هي ذكرى المدرسة الأولى في الوطنية والأخلاق ..  تلك المدرسة والشجرة الكريمة التي أرسى بذرتها  ضباط  لم يعرفوا إلا للعراق أسما خالدا  .

عند ذكر تأريخ  الجيش العراقي الباسل  يجب علينا ذكر مؤسسيه وهم  المرحومين الشهداء   النجباء  الفريق نوري باشا السعيد  ( رقي الى رتبة فريق في 6 كانون 1957 )  , والفريق جعفر باشا العسكري  وغيرهم  من الضباط المهنيين  العراقيين   ومن مختلف  تشكيلات  الشعب العراقي الواحد ... ( نصف مؤسسي جيش العراق هم من العراقيين الأصلاء الأكراد ) .
 ساهم  المغفور له  جلالة الملك فيصل الأول بكل قوة لتطوير مؤسسات هذا الجيش العراق , وجعله مفخرة للأمم والدول .
  كان المغفور له جلالة  الملك غازي  من أوائل تلاميذ  دورات الكلية العسكرية العراقية ومما  غرس فيه  صدق الأنتماء  العقائدي والوطني لهذا الجيش .
  كانت بداية  تسييس هذا الجيش الوطني  في سنة 1936 عند أنقلاب الفريق بكر صدقي ,  ومنذ ذلك التأريخ بدأ أستغلال الجيش  لتنفيذ بعض المارب السياسية والشخصية مع الأسف الشديد  .
مرت  بالجيش العراقي الوطني  فترات صعبة جدا فرضتها عليه الظروف والحروب العالمية , والصراع بين الدول الكبرى  , وأختلاف السياسيين والضباط  العراقيين حول أنحيازهم لذلك الطرف أو ذاك .
 في الثلاثينيات  أصدر قانون الخدمة الألزامية   والذي كان يجمع كل العراقيين في  مؤسسة واحدة هدفها الأول هو الدفاع  عن  بيتهم الكبير  وغرس روح الوطنية والغيرة والأخلاق  في  شباب هذا الوطن الخالد .
ساهم  هذا  الجيش المغوار  طويلا وسقى بدماء شهدائه الطاهرة  أرض العراق وفلسطين والأردن وسوريا ومصر دفاعا عن الحق والحرية والأستقلال .
  لقد  أستغل هذا الجيش الوطني من قبل الأحزاب والأفراد  لتحقيق أهدافها  ووصولها الى السلطة  والتحكم في البلاد  ,  وهذا ما نلاحظه  منذ أكثر من  أربعة وخمسين عاما من زج  هذه المؤسسة العريقة  في صراعات قللت من  أسباب تأسيسها الوطني العراقي .
تلك  حقائق !!! أرجو أن لا يزعل منا  من يخالفنا الرأي  ......
أولا ...أستغل الجيش لأنقلاب بكر صدقي لمصالح شخصية .
ثانيا ...أستغل الجيش من القادة السياسيين  والعسكريين المؤيدين للألمان ضد  الحكومة المؤيدة للأنكليز . مما أستوجب أحتلال العراق لمرة ثانية سنة 1941  من قبل الانكليز  .
ثالثا...أستغل الجيش من قبل تنظيم الضباط الأحرار  الممول والمدعوم من مصر وفي صراع على القوى بعيد الحرب العالمية الثانية  وتغيير مراكز النفوذ  .
رابعا ...أستغل الجيش لتغيير النظام الملكي والذي كان ينشد للعراق كل الخير وبضمن أمكانياته في فترةتنازع القوى العظمى  وصعود قوى جديدة  كأميركا وروسيا ,,  كان يوم 14 تموز وتصرفات( بعض ضباط الجيش) من الأيام  والنكسات المعيبة  لتأريخ هذا الجيش الوطني  الأصيل .
خامسا ...أستغل هذا الجيش من الشيوعيين بعد  الأنقلاب وبدأ التفضيل لضباط الوحدات حسب الولاء ( مثلا كان سرب الميغ 19 الحديث للطيارين ممن لهم ميول شيوعية فقط )  (((  بدأ النفاق والأنتهازية )))!!!!!!
سادسا .....أستغل هذا الجيش من البعثيين والقوميين لقيام الثورة ضد عبد الكريم قاسم , ومن ثم  الأنقلاب على البعثيين في 18 تشرين 1963 .
  سابعا .....   أستغل هذا الجيش بمحاولات أنقلابية لعارف عبد الرزاق  رحمه الله وهويحتفظ بثلاث مناصب سيادية ولم يفلح!!( السبب حب العراق !!!!!!)
ثامنا .....أستغل هذا الجيش من قبل ضباطه المؤتمنين, على القيام  بأنقلاب على المرحوم الرئيس عبد الرحمن عارف  (  الوطني المهذب النزيه الأصيل )  ومن ثم   الأنقلاب على  من قام بالأنقلاب من قبل البعثيين .
تاسعا  ......   تم أستغلال الجيش  لتطهير الضباط البعثيين  من قبل البعثيون أنفسهم  وهلم جرا .
عاشرا ................  
 تم أعطاء الرتب لم يخدم العسكرية  ولو ليوم واحد وأستمرت الحالة لحد اليوم ...!!!! ومن رفيق حزبي  الى مجاهد في حزب الدعوة  ومن هل المال حمل جمال  !!! والى متى  نبقى ويبقى جيش العراق البطل هكذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومع كل هذا التخبط  ساهم هذا الجيش البطل  وبكل تشكيلاته البطلة في  الدفاع عن العراق الأشم طيلة  عقود من الزمن  ودفع  الأذى عن تربة العراق الزكية  ضد تحديات  الجار الشرقي  المزمنة ,,,  ولكن كنا نتمنى أن لاتكون النتيجة كما هي الان .!!!!!!!
أن  من دافع وبذل الدماء هم كل العراقيين وبدون أستثناء  كونهم  عراقيين يؤمنون بتراب بلدهم الطاهر وليس بحزب أو ملة  ...
أن من أستغل جيشنا البطل الباسل سابقا , ومن يحاول النيل منه بالأمس واليوم  ومن وطنيته وأستقلاله  , ما هو إلا شخص له مارب خاصة ومريض ... أو غبي يركض وراء مصالحه الخاصة ... أو مجند لحزب لا نعرف مصدر قوته الدولية  والأقليمية وتمويله  وأهدافه الحقيقية ؟؟؟؟؟    والتجربة أكبر برهان لحد يومنا هذا !!!!!؟؟؟
أن كل من قام بتلك الأعمال وأستغلال قدرة جيشنا الباسل الوطني ومنذ  أكثر من خمسة وسبعون عاما , هم أناس فضلوا مصالحهم الشخصية والحزبية  والأقليمية والطائفية والقومية على مصالح بيتهم ووطنهم الذي لم يتشرفوا بحمايته كما يجب ولحد اليوم!! ولم يحترموا القسم الذي قسموه عند تخرجهم ...وهؤلاء جميعا لا يتجاوز عددهم نسبة  أثنان بالمائة من ضباط ومراتب جيشنا البطل  .
  الرحمة  والخلود لشهداء جيشنا البطل الوطني الأصيل ,,   تحية أجلال وأكبار لمعوقي الحروب وخصوصا الحروب في الثلاث عقود الأخيرة ,,  تحية  للأسرى الشهداء وللاحياءومن عاد منهم ...  تحية لكل من أفنى عمره وشبابه خدمة لهذا الجيش في حروب متسلسلة  كان يمكن تفاديها بالحسنى والدبلوماسية !!!  تحية الى كل المواليد من سنة 1946  الى سنة 1972  ( (  تحية مضاعفة الى مواليد 1949 والى مواليد 1968 ))  ,  والى دورات الضباط الأحتياط  ((  26  ولغاية 39 )) والى كل منتسبي جيشنا البطل  قادة و ضباط ومراتب  مطوعين سابقا واليوم لمن يستحق!!!!!!!!!!!!!!!!...   
كل6 كانون  وأنت بألف خير جيشنا الغالي  .

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

706 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع