احـذروا : الشباطيون على الأبواب ..

                                    

                                               حسن حاتم المذكور

خيارنـا : بين ان يكون لنا وطن له دولة وسيادة وهوية تجمع تحت خيمتها بنات وابناء العراق .. وبين ان نكون عراة نتستر بأسمال حكومة الشراكـة .. ؟؟؟؟؟ .. فالشباطيون على الأبواب .

خمسة وسبعون عاماً , والنازية الألمانية , لا زالت منظمة فاعلة بشكل جيد , تشكل متاعب جدية للدولة والمجتمع رغم تماسكهما , فمجاميعها تقود التظاهرات والمواجهات مع الأجهزة الأمنية وتمارس التخريب وقتل الأجانب في الشوارع  وحرق بيوت سكن اللاجئين السياسيين , فكيف بالنسبة لمجرمي الطغم البعثية الفاشية ذات الخبرات التنظيمية الفائقة والتماسك المصيري والعلاقات المتشعبة اقليمياً ودولياً الى جانب اختراقاتها الخطيرة لجميع معارضيها ما قبل 2003 حتى على مستوى القواعد والكوادر والقيادات والمكاتب السياسية ويقودون الآن اغلب الأئتلافات والتيارات الأسلامية والقومية التي تشكلت ما بعد سقوط نظامها عام 2003 وتدير شبكات ارهابية بأسماء مختلفة وتتلقى دعم خيالي مادي واعلامي وتمتلك حصة الأسد داخل حكومة الشراكة بدأً من رئآساتها مروراً بمجلس نوابها وتشكيلاتها المخابراتية والأستخباراتية , مع انها لم يمضي على سقوط نظامها اكثر من تسعة سنوات .

نقل لي صديق , حديث لقريب له كان يعمل قبل السقوط داخل السفارة العراقية في براغ برتبة لواء يدير شبكة الأستخبارات البعثية في الخارج , قوله : " من يفكر في القضاء على حزب البعث قبل نهاية الجيل الثالث بعد الأحتلال فهو واهم , فاذا ما انتهى الجيل الثالث ولم يستعيد البعث سلطته , انذاك سنصدر بياناً بنهايتنا .. اننا نعمل في عمق العملية السياسية, ولدينا اوراق داخلية وخارجية في غاية الأهمية " .

بعد التغيير حاول البعثيون وجميع فصائل قوى الدرة , استعادة سلطتها عبر مقاطعة الأنتخابات ورفع وتيرة الجرائم الأرهابية والأغتيالات وموجات الذبح والخطف والسيطرة على مدن واجزاء منها وقسمت بغداد , وبعد ان فشلت بفضل صمود العراقيين وصبرهم ويقضة الخيرين من داخل الحكومة وخارجها , جربوا سحب ممثليهم من الحكومة بغية اسقاطها , واشعال حرائق الفتنة وتعميم الفوضى والأنفلات الأمني ,  ولم تكن انتفاضة الغضب الشباطية في 25 / شباط / 2012 الا حلقة من مسلسل المخطط , وكان لقاء ثلاثي المأزق العراقي في اربيل والأتفاق على سحب الثقة من رئيس الحكومة ثم اسقاطها ووضع العراق غنيمة تحت تصرفه , هو اخطر حلقات المخطط الأقليمي الدولي لأنهاك الدولة العراقية وتهميش دورها ثم توزيع العراق كعكـة .

عبر تدخلات اقليمية وضغوطات دولية , مهد لطائفيي وعنصريي قوى الردة  , الأشتراك في حكومة المصالحة ثم الشراكة تحت خيمة نظام التحاصص والتوافق , وعبر عملية تزوير معقدة , اشتركت فيها مخابرات اقليمية ودولية ودعم مادي مفضوح , حصل بعثيي وارهابيي ائتلاف العراقية على ( 91 ) مقعداً كأكبر كتلة , ووزعت النتائج تزويراًعلى اساس طائفي قومي , فأرتفعت حصة التيار الصدري غير المنضبطة , غريبة الأطوار الأدوار والأرتباطات وطائفية بالمقلوب , فكانت طبخة كريهة اضيفت الى طبخة الدستور , فأصبح العراق مجبراً على ابتلاع عصيدة الشراكة , حيث توقفت موساً جارحاً في بلعوم حاضره ومستقبل اجياله .

بعثيي وارهابيي ائتلاف العراقية , شكلوا خنجراً في خاصرة العملية السياسية , وحاضنة للأرهاب وادواته والفساد ومؤسساته , واستعملوا حكومة الشراكة غطاء لتمرير الكثير من جرائم القتل والأغتيال وتدمير البنية الأجتماعية والخدمية وايقاف حركة الأعمار واعادة البناء واضافوا اليها خراباً .

امام اعين الناس والأعلام هرب الكثير من قيادات ائتلاف العراقية الى خارج العراق او  دولة الأقليم , بعد الكشف عن فضائح الأرهاب والفساد التي ارتكبوها , حيث كان المجرم الهارب طارق الهاشمي وعائلته وحمايته , قد مثل الجريمة الأكبر التي سبقت ما يدور الآن حول الفضيحة الأرهابية لوزير المالية رافع العيساوي وعائلته وحمايته , والتي يحاول البعض اخماد تمدد لهيب فضائحها , حيث عائلة وحماية  الــ ( النجيفي ) وغيره , ليدق شاهود مسبحة الأرهاب والخيانة والسفالة ابواب الرائد البعثي الدكتور اياد علاوي وعائلته وحمايته وشبكاته المخابراتية والأستخباراتية التي استورثها من النظام الصدامي , وربما سيخترق سعيرها جدار المتنازع عليها ,  بعد ان تستعيد الدولة العراقية هيبنها والقانون سلطته .

تسعة اعوام والمؤامرة متواصلة في اكمال تدمير الدولة العراقية وتقطيع الوطن , فهل سيستمر النزيف العراقي ارواحاً ودماءً ومعاناة ضحايا فداءً لسلامة حكومة الشراكة الكاذبة التي يلعب في مقدراتها ويتحكم بأرادتها ثلاثي شباط الردة .. ؟؟ .

مجلس القضاء الذي يتشكل من تسعة قضاة , ستة منهم سنة , فلو اخطأ في حياديته ’ فيكون لصالح السنة , لكن حتى هذا لم يحدث نظراً لتقاليد القضاء العراقي في المهنية والكفاءة والنزاهة .

الأمر بمجمله لا يستوجب افتعال كل هذا التصعيد والتوتر والتأزم , ان لم تكن مؤامرة شباطية قذرة ينفذ اجندتها ذات المثلث بذات الوجوه التاريخية وذات الأرتباطات والأساليب لذات الغايات , ذات المثلث الذي اسقط ثورة 14 ، تموز / 1958 الوطنية ودمر المشروع العراقي للزعيم الخالد عبد الكريم قاسم , ذات المثلث بأعلامه وراياته وشعاراته وهتافاته وتصريحاته التمويهية ,

القيادات الكوردية , التي يبدو عليها تحسن ادارة اللعبة وتمسك عصى الفتنة الطائفية من وسطها , لها قدم مع الشيعة واخرى مع السنة , تلك الثغرة التي قد تدخل منها مجاناً , لكن الخروج منها قد يكون مكلفاً , اذا ما وصل الأمر حدود التهديد الفعلي لقدسية الأرض والسيادة ووحدة المصير والهوية لجميع مكونات المجتمع العراقي ’ فالوكلاء والعملاء والمرتشين , لم يشكلوا وزناً فعلياً داخل المجتمع يمكن التعويل عليه لتمرير المؤامرة , انهم ظاهرة طارئة في جميع الحالات , وهنا على الدولة العراقية ( الحكومة ) , ان لا تأتمن اطراف ذلك المثلث المريب الا بشروطها كدولة  : ازاء الأقليم ان يتبع لها سياسياً وادارياً ودستورياً وقانونياً واقتصادياً وامنياً, فحسن النوايا وحدها لا قيمة لها , اذا لم تتراجع القيادات الكوردية سياسياً عن دورها في المؤامرة الأقليمية الدولية التي تتصدرها تركيا والسعودية وقطر والدوائر الصهيونية , وانسحاب قواتها عسكرياً الى مواقعها التي كانت عليها قبل عام 2003 , وتقبل اقتصادياً , المساواة في توزيع الثروات الوطنية بين المحافظات العراقية وتقليص نسبة الزيادة التي منحها لها المرتشي اياد علاوي وارجاع ما سلب من حصة المحافظات الأخرى , كما على الحكومة ان لا تأتمن بعثيي وارهابيي ائتلاف العراقية اطلاقاً , واليقضة ازائهم كمتآمرين , وعليها ايضاً وبالضرورة الوطنية , اليقضة الشديدة ازاء تحركات وتقلبات وارتباطات التيار الصدري وقائده ( الطائفي بالمقلوب ) , كما على الحكومة ان تحجم الضغط الطائفي لقوى التحالف الوطني على الحالة العراقية , وتتبني المعالجات الوطنية لكبح الأنفلات الطائفي من هذا الطرف او ذاك , فجنون التطرف الطائفي الراهن , قد افرغ الشارع العراقي من دوره الوطني , وحجم ردود الأفعال العراقية للرأي العام , ومزق الهوية العراقية المشتركة ودمر الشعور الوطني في ضمائر ووجان العراقيين واستبدله بجنون اللا انتماء للطائفيين والقوميين , اضافة الى انه يشكل الآن ثغرة لمرور مشاريع قوى الشر والتآمر التي لا تريد خير للعراق ومستقبلاً لشعبه .

اخيراً : ثلاثيي مجزرة 08 / شباط / 1963 على الأبواب ثانية , يهدد بحرق حاضر ومستقبل العراق بمؤامرة ستكون الأكثر ثأرية ودموية وبشاعة , فعلى بنات وابناء العراق , ان يتماسكوا وعياً وارادة من اجل حماية دولتهم والدفاع ان انجازاتهم , كما على الخيرين من داخل الحكومة وخارجها , خلع اسمال المشاركة الكاذبة مع ثلاثي الدسيسة, وارتداء ثوب الرأي العام الوطني, في خطوات جريئة, في مقدمتها اخذ المادرة من يد المؤامرة , عبر ( الأهم ) في حل برلمان الوقيعة واجراء انتخابات تشريعية نزيهة , يعقبها استفتاء وطتي على دستور وطني يكتبه ويصوت عليه اهل العراق بكامل ارادتهم وحريتهم .

الشباطيون على الأبواب, والدمار الشامل شعارهم , فهل للعراق اهل سيفتدوه .. ؟؟؟  

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

795 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع