حكاية الاسد والثعلب وبرلمان العراق

                                      

                         احمد فخري

       

 
 يحكى ان قحطاً كبيراً حل باحدى الغابات ونفقت اغلب الحيوانات واصبحت الغابة شبه خالية.

وبينما كان الاسد يسير وهو يتضور جوعاً باحثاُ عن اي شيء يأكله كي يسد رمقه وإذا بثعلب نحيل يمر من امامه، فانقض عليه وامسك برأسه كي يقضمه قضمة واحدة الا ان الثعلب صرخ باعلى صوته قائلاً، "توقف توقف". فنظر اليه الاسد بسخرية وقال،
- ولماذا اتوقف ايها المكار؟
- يا جلالة ملك، ان جسمي نحيل ولم اذق فتاتة لحم منذ اسبوعين ولم يبقى في جسدي سوى عظمي وجلدي، وإذا اكلتني فسوف لن تشبع.
- وما هو الحل إذاً؟ هل اتركك بحال سبيلك ايها المحتال؟
- كلا سيدي بل تأكل بقرة او ثوراً كبيراً سميناً يشبعك لعدة شهور.
- واين اجد هذه البقرة او الثور ايها الذكي؟
- في القرية المجاورة بآخر الغابة.
- وهل تعرف السبيل اليها؟
- اجل سيدي دعنا نذهب نحن الاثنان ونأكل ما نشاء من مواشي ودواجن اصحاب القرية.
- ومتى نستطيع الذهاب؟
- هذه الليلة إن شئت سيدي، نذهب بعد ان يحل الظلام.
وافق الاسد على ان يصطحبه الثعلب الى القرية الموعودة.
وفي تلك الليلة انطلق الاثنان باتجاه القرية، ولما وصلا سور القرية مرا من خلال اعمدة السور لانهما نحيلان جداً. وحالما اصبحا في الجهة الثانية من السور وثب الاسد على الثور الذي كان واقفاً بالقرب منه بينما طارد الثعلب دجاجة بعيدة حتى نال منها وصار يأكلها بنهم شديد. ثم بعد ان انتهى من أكلها انطلق باقصى سرعته لينال من الدجاجة الثانية الا ان الدجاج كله صار يطلق اصوات استغاثة عالية فاستفاق جميع فلاحي القرية وخرجوا كي يستطلعوا الامر واذا بهم يجدون الاسد يقطع اشلاء الثور باسنانه والثعلب ياكل الدجاجة الثانية التي امسك بها للتو. فانطلق المزارعون نحوهما حاملين عصيهم وفؤوسهم وهراواتهم فنظر الثعلب الى هذا السيل البشري المتجه نحوه فصرخ على الاسد باعلى صوته قائلاً، جلالة الملك جلالة الملك اهرب فقد جائنا الخطر. انطلق الاثنان هاربين باتجاه السور الا انهما لم يتمكنا من المرور من خلال اعمدة السور هذه المرة لان كروشهما قد امتلأت فسمنا واصبحا غير قادرين على النفاذ، هنا صرخ الثعلب قائلاً دعنا نقفز من فوق السور. وبعد ثلاث محاولات تمكن الثعلب من الوصول الى اعلى السور لكن الاسد تعذر عليه القفز من فوق السور نظراً لكبر جسمه وثقل وزنه وبهذه الاثناء بلغه احد المزارعين فانهال عليه بالضرب بعصاه فصرخ الاسد "آه انقذني يا ثعلب لقد ضربوني على رأسي" فاجابه الثعلب من فوق السور، "تحمل يا جلالة الملك فهؤلاء اصحاب الديك. يا ترى ماذا سيفعلون بك لو مسكوا بك اصحاب الثور؟"
واليوم وقع نواب البرلمان العراقي بقبضة الشعب فاي سور سيحميهم من غضب المظلومين؟

تحياتي
احمد فخري

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

734 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع