المرجع الوطني ووطنية المرجع ... الصرخي أنموذجاً

                                            

                             نوار الربيعي

لا يخفى على أحد لما للمرجع من دور مهم في حياة الإنسان, فمن يحمل هذا العنوان ويتصدى لهذا المنصب له مدخلية في كل تفاصيل حياة الإنسان الذي يعتقد بالمرجعية, لأنه هذا المرجع هو من ينظم حياة الإنسان ويرتبها وفق المنهج الإلهي معتمداً في ذلك على المصادر الشرعية من القرآن الكريم والسنة الشريفة المطهرة, فينظم حياة الإنسان مع أخيه الإنسان ويعطيه الخطوط العامة التي ينظم من خلالها علاقته مع ربه.

والمرجع بصورة واضحة يقوم بمقام الأب في الأسرة, فهو أب بالنسبة لكل من يعتقد به فهو من يأمر وينهى ويعطي النصح والإرشاد ويشخص ويربي ويدفع الفتن والشبهات ويحصن فكر وعقيدة وإتجاه من يسير خلفه, وأبرز المهام التي يقوم بها المرجع هي تنمية الجانب الوطني عند الإنسان, لأن حب الوطن من الإيمان, فمن يتعلم حب وطنه تعلم أن يحب مجتمعه ومن تعلم ذلك يتعلم حب أسرته, وهذا كله يؤدي إلى خدمة الأسرة والمجتمع والوطن بإخلاص لأنه نابع من حب صادق مبني على تربية صحيحة.

فنجد أن كل مرجع لديه روح وطنية يكون أتباعه ومحبيه لديهم روح وطنية عالية تصل لمرحلة التضحية بالغالي والنفيس من أجل الوطن, بينما المرجع الذي لا يحمل من الروح الوطنية شيء فإن كل ما ينتجه يكون مدمراً للوطن ولأفراد الوطن, ولنا في السيستاني خير مثال, فهذا الشخص المتصدي لا يحمل شيء من الوطنية وذلك لأنه غير عراقي ولا يحب العراق ولا يريد أن ينتسب له وما يؤكد ذلك هو رفضه للجنسية العراقية عندما أراد ساسة الصدفة أن يمنحوها له بعد عام 2003 م, وكل ما صدر من هذا الشخص هو مدمر للعراق وللشعب, فقد أفتى بحرمة مقاومة المحتل الأميركي, وأفتى بوجوب التصويت بنعم على الدستور الذي يعاني منه العراق اليوم, وأفتى بوجوب الانتخابات وانتخاب المفسدين وعلى أساس طائفي وهاهي نتيجتها اليوم العراق كله منتفض ضد هذه الحكومات التي جاءت بفتوى السيستاني, كما دعم حكومة المجرم المالكي على مدى ثمان سنوات وحرم التظاهر ضده, ووقف لجانب الإحتلال الإيراني عندما أصدر فتوى الجهاد التي فتحت أبواب للفساد المالي والأخلاقي وأججت للطائفية بشكل أكبر, فهذه الشخصية لم تكن تحمل أي روح وطنية فكانت كل نتائجها وما صدر منها سلبية على الوطن.

أما المرجعية الوطنية التي تتمتع بالروح الوطنية كالمرجع العراقي الصرخي نجده خير من ربى أبناءه على حب الوطن والذوبان فيه وفي خدمة شعبه بمختلف أطيافهم ومذاهبهم وأديانهم, ورفع شعار حب العراق فقال " أنا عراقي أحب العراق " ولم يقل أنا شيعي أو سني أو مسلم أو مسيحي, بل أنا عراقي ليكون هو العنوان الجامع لكل العراقيين ومنه تكون الانطلاقة لخدمة الشعب عامة, ولم يقتصر على ذلك الأمر فكل ما صدر ويصدر منه وعلى كافة المستويات الدينية والعقائدية والتاريخية والفكرية والسياسية هو يصب في مصلحة الوطن والشعب, ورفض كل أنواع الاحتلال وأشكاله ووقف لجانب المقاومة العراقية الشريفة التي أوجعت المحتل الغاشم حتى كانت النتيجة أن يعتدى على داره في كربلاء في عام 2004 م من قبل قوات الاحتلال الأميركي.

وما أن أصبح كعب المحتل الإيراني عالياً في العراق وأخذت تدخلاته في الشأن العراقي تكون سافرة جداً كان ومنذ اللحظات الأولى لهذا الإحتلال الفارسي موقفاً مناهضاً من قبل المرجع العراقي الصرخي حيث رفض هذا الاحتلال وتدخلاته ورفض كل مشاريعه التقسيمية والطائفية والتوسعية ورفض المروجين لها وفضح عملائه والمتعاونين معه الأمر الذي أدى إلى مجزرة كربلاء في عام 2014 م حيث قتل المئات من أتباعه واعتقل الآلاف منهم.

وكل ذلك لم يمنعه من حب العراق والتضحية في سبيله فكان ولا زال يعطي الحلول الناجعة والراجحة لإخراج العراق من واقعه المزري الذي زجته فيه " الشخصيات غير الوطنية " فكان من أبرز ما أصدره المرجع العراقي الصرخي هو مشروع خلاص الذي يعد خارطة طريق لإخراج العراق من واقعه المرير, حيث طالب في هذا المشروع بتدويل قضية العراق وتبني الأمم المتحدة لشؤون العراق, وحل الحكومة والبرلمان وإلغاء الدستور وتشكيل حكومة خلاص وطني مؤقتة تدير شؤون البلاد ويكون أفرادها من العراقيين الوطنيين الشرفاء غير التابعين لأي دولة أو جهة خارجية, وكذلك توجيه خطاب شديد اللهجة إلى إيران يطالبها بالخروج من اللعبة في العراق لكون إيران هي المحتل الأشرس والأقبح.

كما كان له موقفاً في طرحه نفسه كوسيط لحل الأزمة الأمنية التي حصلت في الأنبار وصلاح الدين وديالى قبل أن تسقط الموصل بيد تنظيم داعش, لكنها لم تلق أذان صاغية من قبل حكومة إيران العاملة في العراق, والعديد من المواقف الوطنية لهذه المرجعية العراقية التي لا يمكن اختصارها بسطور بسيطة لكن يمكن لمن يريد أن يطلع عليها أن يزور الموقع الرسمي لهذه المرجعية ويطلع على كل مواقف هذه المرجعية وأتباعها, وهذا كله لأن هذه المرجعية حملت الروح الوطنية الخالصة, فكانت هي المرجعية العراقية الوطنية لأن المرجع العراقي الصرخي هو مرجع وطني, فالمرجع الوطني تكون مرجعيته وطنية, ومن كانت مرجعيته وطنية فهو مرجع وطني.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

832 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع