امرأة من ذهب ....حكاية لوحة سرقها النازيون

كتابة - إيمان البستاني

كان الأمر قبل عام , فيلم شاهدته وانا على متن خطوط اللوفتهانزا الالمانية , كان ضمن اختيارات الضجر لاشغال ساعاتي العشر , يبدأ الفيلم وهو يعرض لقطة قيام الرسام بوضع رقائق الذهب على لوحته ليرسم سيدة ذات حضور و جمال طاغي
الفيلم ( امرأة من ذهب ) يحكي قصة لوحة للرسام غوستاف كليمت ( 1862 -  1918 ) وهو فنان ورسام نمساوي مشهور وأحد أبرز فناني حركة الانفصال الفنية في فيينا على الإطلاق


 

ومن الأعمال الرئيسية له اللوحات والرسومات الجدارية وغيرها من التحف الفنية، وكثير منها موجود في معرض في فيينا وتحديدا قاعة الانفصال الفني. اهتم كليمت بشكل رئيسي بموضوع جسد الأنثى، وأعماله تتميز بعرض إثارة جنسية بشكل صريح وهذا أكثر ما يتجلى في العديد من الاسكتشات (الرسومات بواسطة الأقلام فقط) كما يتميز اسلوبه بالنقش فهو يرسم أقصى درجات العشق الممزوج بالسعادة ويرسم الأنوثة الغارقة في الحلم, كان مبدعاً في الدمج بين روح الفن التطبيقي والحداثة التشكيلية , وهو أحد أبرز شخصيات عصر الفن الحديث انه بأختصار أيقونة النمسا ورمزها القومي
اللوحة هي بورتريه للسيدة ( اديل بلوخ باور ) الثرية النمساوية من اصل يهودي وجاء العمل بتكليف من قبل زوج أديل ( فرديناند بلوخ باور)  رجل الصناعة الثري الذي كون ثروته من صناعة السكر،وكانت اديل راعية وصديقة مقربة للفنان كليمت
 
نفذ كليمت لوحته بالزيت والفضة والذهب وبحجم مربع يبلغ ١٣٨ سم مربع وهي اللوحة الاولى للسيدة المذكورة تبعها عمل ثاني بألوان تميل الى الزرقة
استغرق العمل ثلاث سنوات لإكمال اللوحة , كانت الرسومات الأولية لها بتاريخ  1903/4 , واللوحة تبين زخرفة متقنة ومعقدة كما رأينا في أسلوب ( جوجيندستيل) الاسلوب المتبع للفن الحديث
في وصيتها، طلبت ( أديل بلوخ باور) من زوجها التبرع بلوحات كليمت إلى معرض نمساوي عند وفاتها. وتوفيت في عام 1925 أثر  التهاب السحايا
 عندما ضمت ألمانيا النازية النمسا في عام 1938 في إجراء يعرف باسم الضم، فر الارمل (فرديناند ) إلى براغ وبعد ذلك إلى زيوريخ. معظم ممتلكاته كانت في النمسا، بما في ذلك لوحات كليمت، التي نهبها الالمان النازيون لإدارة بيعها أو التصرف بها نيابة عن الدولة الألمانية
مات ( فرديناند بلوخ باور) في 1945 في زيوريخ وفي وصيته كتب , انه عين ابن و ابنة أخيه  بما في ذلك ماريا ألتمان، باعتبارهم ورثة لممتلكاته
 

في عام 2000، قدمت  ماريا التمان دعوى قضائية ضد النمسا في محكمة الولايات المتحدة لاستعادة ملكية خالتها (اديل بلوخ باور ) و بعد معركة قضائية من قبل لجنة من القضاة النمساوية تقرر في عام 2006 أن ماريا التمان هي المالك الشرعي لهذه اللوحات وأربع لوحات أخرى من قبل كليمت
وفي يونيو 2006 تم بيع اللوحة للولايات المتحدة بسعر 135 مليون دولار لرونالد لودر صاحب غاليري نويه في مدينة نيويورك
 

و الفيلم ( امرأة في الذهب)  2015 هو فيلم دراما بريطانية من إخراج (سيمون كورتيس ) وكتبه( اليكسي كاي كامبل ) مثله نجوم السينما ( هيلين ميرين) و ( ريان رينولدز)، واخرون
و الفيلم اذن هو  قصة حقيقية للراحلة ماريا ألتمان،  احدى اللاجئين اليهود المسنين الذين يعيشون في الشفيوت هيلز في لوس أنجلوس ، جنبا إلى جنب مع محاميها الشاب (راندي شوينبيرج) الذي حارب حكومة النمسا لمدة عشر سنوات تقريبا لاستعادة اللوحة الأيقونية لخالتها  والتي كانت قد سرقت من أقاربها على يد النازيين في فيينا قبيل الحرب العالمية الثانية.
 تولى ألتمان معركتها القانونية على طول الطريق إلى المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي حكمت في القضية جمهورية النمسا ضد ألتمان
لا يخلو الفيلم من مواقف تستدر الدمع كالمواقف الانسانية كلحظات الوداع القسري والهروب من الموت و تحول الانسان في لحظة من عيشة مستقرة الى لاجئ يغوص في وحل الغربة
في آمان الله

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

735 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع