القراءات السياسية غير القراءات التاريخية

                                           

                              فلاح ميرزا

تعلمنا من التاريخ ان المواقف تتخذ وتقاس وفق ضروراتها الموضوعية وسياقها الزمنى وحاجة الشعوب لها ومن يراجع صفحات التاريخ يجد ان كثير من الامبراطوريات انتهت بسبب سوء فهم للمواقف التى تطلبت اتخاذ قرارات ساهمت فى اسقاطها امام قوى اقل منها قوة ومقدرة و منطق القوة الذي تأخذ به تحت مختلف الذرائع والحجج يزرع الفوضى وعدم الإستقرار.

هذا المنطق يطيح بأنظمة لفظها التاريخ لكنه يقوض معها الشرعية الدولية. لذلك فاننا امام أسئلة جدية حول حق القطب الواحد في فرض سيادته على العالم، و ضرورة تشكيل نظام دولي جديد، وحول البدائل الممكنة لنـزعة الهيمنة الشاملة. تلك امور اوضح معالمها الخبير الفرنسى فى كتابه امبراطورية الفوضى والاخر المحلل ماكس وماتفرع عنها من حروب صغيره هنا وهناك وخصوصا فى منطقة الشرق الاوسط .ويعتقد انه يمكن لاى نظام وطنى ان يوفر شكلا عمليا لمقاومة الامبريالية العسكرية التى يراها متمركزة حول القوة العسكرية للولايات المتحدة انها تقدم للعالم عامل القوة دون عامل الحماية , وسبق لميكافلى ان انتبه للموضوع واشار الى ان الغازى هومن يعمل على تحسين شروط حياة المحتلين فيضفى بذلك الشرعية على احتلاله فى حين فعلت الولايات المتحدة عكس ذلك تماما حيث عملت على  تدمير العراق كدولة واركانها ولم تكتفى بذلك بل عملت على ترسيخ الطائفية والاثنية وتسليمه الى ايران لقاء ثمن مادى ومعنوي متفق عليه , لذلك فان الامبراطورية الامريكية لاتخلق نظاما مستقرا فى العالم وانما كل ماتفعله يقوم على تنظيم حالة الاضطراب بامكانيات ماليه او تدخلات عسكرية فنظام عملها فى هذه الحالة يعتمد على اسلوب التهديد المتشدد الذى تستخدمه من وقت الى اخر .
    القراءات التاريخية فى مدلولاتها غير القراءات السياسية  كما انها ليست متطابقة مع الاساطير  والخرافات  الدينية التى كانت ولا تزال تمارس ادوارالكيل بعدد من المكاييل, فالاديان التى التصق بها الانسان كثيرة ولكن اقربها الينا الديانات الثلاثة اليهودية والمسيحية والاسلامية بخلاف الكونفوشيه ورغم ان محاولات اليهود على التغلب على الديانة المسيحية ومثلها المسيحية على الاسلامية الا ان جذور الخلاف بينهما لازالت قائمة تخفت وتزداد كلما اشتدت التناقضات والمصالح بينهما نتيجة مواقف معينة او حاجات يبحث كل منهما فى الوصول الىها, وتاريخيا فشلت محاولات اليهود فى ايقاف انتشار المسيحية رغم انهم اظهروا بصلبهم المسيح عليه السلام بانهم سوف يتمكنوا من القضاء على ما جاء به من رسالة سماوية وبنفس الطريقة باءت محاولات المتعصبين من المسيحيين بالفشل حينما عملوا على ايقاف انتشار رسا لة الاسلام فى العالم عندما مارسوا القتل فى الاندلس بواسطة محاكم التفتيش سيئة السمعة التى مورست ضد المسلمين فى شبه الجزيرة الاسبانية (الاندلس) وارتكبوا مجازر كارثية فى قتل كل من اعتنق الاسلام فى الاندلس ايام وجود المسلمين هناك ,ومرة اخرى يعيد التاريخ نفسه لنشاهد مظاهر العودة الى الماضى ولكنها فى هذه المرة عن طريق قراءات جديدة تدعى بالقراات التلمودية التى تجانست فيها الديانتين اليهودية وشئ من المسيحية المحرفة تحت غطاء سياسي ليطلقوا على اتلافهم الجديد التلموديين  ليبدوا مجددا وضمن وسائلهم الحديثة فى ممارسة نفس الدور الذى بدوا فيه بالاندلس ولكن عن طريق  استخدام المسلمين لقتل بعضهم البعض بواسطة منظمات ارهابية صنعوها لهذا الغرض ومكنوها فى الارض بواسطة الرجال والمال والادوات الاخرى ولكن عندما اختلطت الديانتين  واصبحت ديانة انجيلية تلمودية تغيرت جميع المفاهيم الدينية الى شعارات سياسية للذين انتموا اليها وخصوصا بعد ان اضيف اليها ما جاء به الصفويين من مفاهيم حول الاسلام والدعوة التى تبناها اليهودى ابن سبأ  فى صدر الرسالة وتولاها من بعده الصفويين ثم الملالى فى ايران  بعد سقوط الشاه ,  وبتلك الفلسفة الدينية الحديثة تحولت السياسات للدول التى تقع تحت مظلتها  الى ادوات لنشر ايدلوجيات الدجل والخرافات والاختفاء والعودة وتلك اساطير قد يتاثر بها الكثيرون وخصوصا الذين لايمتلكون قدر من الثقافة لما لها من خصوصية فى التاليف واللحن والاداء شانها بذلك شان الاساطير التاريخية والخرافات التى لازالت يتأثر بها الاخرين لذلك فان انهاء نظام الشاه فى نهاية السبعينات كان بداية العمل بمشروع تغير جيوسياسى للمنطقة الذى تولاه رجال الدين الذين صنعتهم الاجهزة الاستخبارية  ليكونوا اداة تنفيذ مشروعهم القادم الذى بدوا بالاعداد له منذ سبعنيات القرن الماضى بعد قيام العراق بتاميم ثرواته النفطية  الى جانب الاتفاق الذى تم التوصل اليه من قبل منظمة اوبك فى بيع النفط بسلة عملات غير الدولار الامريكى الغير مغطى بالذهب حسب اتفاقية برتن وودز لذلك اضطرب الوضع العربي وبرزت مشاكل ابتدأت فى لبنان ودخول سوريا على الخط , والاهم من ذلك التطور الكبير الذى شهده العراق فى مختلف القطاعات الصناعية والاقتصادية والتعليمية والعسكرية والتى بدء العالم العربي يتائر بها , لذلك فان الصهيونية العالمية وبتاثير التلموديين الجدد ادركت بسرعة اهمية تلك التحولات التى يشهدها العراق فعملت على تهيئة الظروف المناسبة لاشغاله فى حروب داخلية وخارجية  وتحت غطاء المذهبية والاثنية التى يتكون منها نسيج المجتمع العراقى وتهيئة اجواء الخلاف الحزبى مع سوريا  وتحت غطاء الدين والعلمانية فقد تم لهم ذلك من خلال  نظام ملالى ايران  وموضوع الاكراد فى شماله وموضوع الكويت واخيرا الاحتلال الامريكى  وصنعوا بكل ماهو ضد المدنية ونشروا الفساد والرذيلة والمخدرات والقتل والتهجير والامراض ليصبح العراق لقمة سائغة لايران تعويضا لما فقدته فى حربها مع العراق التى استمرت ثمانية سنوات اكلت الاخضر واليابس  كل ذلك كان من نتاج تلك الفلسفة  التلمودية  وتحت غطاء الخرافة المذهبية وحقوق الولاية المسلوبة منهم منذ اربعة عشرة قرن هجرى وتاطيرها بمفاهيم شرعية (الامامة والتقية والغيبة)التى اول ماتعنية هو ان تفسرالاشياء بغير حقيقتها , وهكذا خطط ان يكون مستقبل المسلمين ابتداء بالعراق وانتهاء بالدول الاخرى , هكذا سيكون مستقبل الدين الاسلامي تاريخيا  حسب القراءة الجغرافية والسياسية بخلاف  القراءات الدنيية السائدة حاليا التى تشكل اخطر ما مر عليه فى الماضى وستكون خطورته اكبرفى الحاضر اذااستمرت المفاهيم السياسية للقوى الوطنية تتعامل مع واقع الحال بنفس المنطق الذى يشوبه نوع  من التناقضات فى المعانى الوطنية فمن غير المعقول اعتباراحتلال دولة وانهاء نظام هو بمثابه تحريره من الظلم والاضطهاد ويقع ذلك تحت انظار المنظمات الدولية الراعية لحقوق الامم والشعوب والا لو كان منطق الاشياء يفسر على هذا النحو لما استقر العالم الحالي وحلت الفوضى محل السلام والاستقرار ,الاحداث التى يشهدها العالم فى القرن الحالى اظهرت كل ماهو منافى لقوانين تحرير الانسان وضمان حقوقه وحماية بقاءه فى ظل سيطرة المفاهيم التلمودية التى تسير عليها عقلية الادارة الامريكية المنافية لمفاهيم الانسانية وتطور المجتمعات وهذا ما يوصلنا اليه صفحات التاريخ واقرب مثل لهذه الحقيقة هو انشاء دول لتحل محل دول اخرى واحتلال دول واسقاط انظمة وتهجير ملايين البشر رغما عنهم من اماكنهم واوطانهم دون اكتراث بالراي الدولى ومنظمات المجتمع المدني وتحت غطاء القوى ياكل الضعيف وبالتاكيد اذا استمر الوضع على هذه الصورة فان الضغط يولد الانفجار هكذا تقول القاعدة وسواه كان ذلك لسبب معقول اوغير معقول كما يروي لنا التاريخ فكثير من الحروب والكوارث حدثت نتيجة حكايات مختلقة واكاذيب وخرافات ورؤيا واحلام خيالية كالتى قالوا بها عن اسلحة الدمار الشامل , فى حين ان المشروع الجيوسياسى الموضوع للمنطقة حاليا يسير وفق الخط المرسوم له, ولاشك فان للصهيونية شان رئيسى فيه وان الذى يجرى تنفيذه على مراحل غير ببعيد عن توريط الدول الاوروبية  على اعتبار ان اوروبا هى قلب العالم الاقتصادى لارتباط اقتصاديات المنطفة بها وشغلوها فى مشاكل امنية وسياسية فى محاولة لتمزيق وحدتها وتوريط روسيا فى موضوع سوريا وداعش ومن يقرأ التاريخ الامريكى ويضع اصبعه على المراحل التى تتناولها الانتخابات الامريكية والسياسة التى يتبناها كلا الحزبين الرئيسين اللذان يخوضان الانتخابات يستطيع التعرف على المنهج الذى سيكون عليه العالم خلال الفترة التى يكون فيها الرئيس المنتخب بين القوة والشدة فى التعامل الدولى كما هو الحزب الجمهورى بعكس الحزب الدمقراطي فان من سياسته العمل على فض الازمات بالدبلوماسية المتلونة مابين القبول والرفض ولكنهم فى كلا الحالتين ينفذون راى رجال الدين اصحاب النادى التلمودى الذى يقرر من سيكون الرئيس؟ ولو عدنا قليلا الى التاريخ وتوقفنا عند صفحاته بقصد التعرف على مااحتوته من مواقف ساهمت بصورة او باخرى فى تغيير ثقافات وتطلعات حضارية واكتشافات لها من المزايا ذات فوائد جمة للانسانية خلال فترة نهوضه   وتغلبه على قساوة الطبيعة لوجدنا ان  رجال الدين الذين يمسكون كل شئ فى الارض كانوا سببا فى كل ما حصل من صراعات وحروب وامراض فى العالم  و اوروبا مثلا وكما هو مدون فى التاريخ وان موت ملايين البشر كان بسبب تفسيرات يقوم بها الكهنة واتباعهم والصراع بين المسيحية والاسلام فى الاندلس(اسبانيا) كانوا سببا فى نشوبه ولا يزال العالم يتذكر الذى جرى فى محاكم التفتيش من مذابح وفى الولايات المتحدة ماذا جرى للهنود الحمر قصص اخرى فى روسيا القيصرية واليابان والصين وايران الفارسية عندما تحولت من مذهب الى مذهب اخر بالقتل والذبح وتركيا العثمانية والارمن  , فكل ذلك حصل بفعل اختلاف رجال الدين فى الرأي السياسي الذى هم ليسوا باصحابه ولا هم ممن يمتهنوا صناعته , اوروبا انتفضت عندما مزقت شرنق رجال الدين ونهضت بمجتمعها الذى نراه اليوم وقس على ذلك الدول الاخرى امريكا اليابان الصين روسيا على العكس من ذلك الذى حصل للدول التى اعيد اليها حكم رجال الدين ومنها ايران والعراق والذى بسببه صار الذى نحن فيه ولاشك فان وضع الاشياء فى غير موضعها الصحيح باستخدام الوسائل والاساليب كالذى يقول به ميكافيلى( الغاية تبرر الواسطة ) يجعلنا نفهم المصطلحات الدينية بغير معانيها الانسانية بل بمعانيها السياسية كالذى تقول به المرجعيات وخطبائها فى المساجد عندما تعتبر الاحتلال  تحريرا والسرقة من المال العام جائز لانه مال مغتصب وبنفس التعابير تقول به الادارة الامريكية  كالذى قال به بريمر الحاكم الامريكى ففى اخر لقاء له ان ادارته حقتت للعراق والعراقيين طموحهم وديمقراطيتهم وحريتهم وبنفس المنطق يصرح الرؤساء الامريكان حيث يشيد الرئيس اوباما باننا انجزنا كل ماهو جيد للعراق ووضعنا له دستور واجرينا له انتخابات ومنحنا المراة حقوقها وانشئنا لهم المحاكم والمدارس وحدث فلا حرج  بالنسبة للسياسين الذين اتى بهم الاحتلال  .  وبلا شك فان المحتلين وادواته وعملاءه  ارادوا ان يوضحوا للعالم انهم افرزوا من احتلالهم غيرالشرعي معاني اليمقراطية والحرية وحقوق الانسان بتعابير جذابة وسريعة التقبل من المتلقين عن طريق الصحف والقنوات الفضائية الموجهة والتظاهر والاعتصام والمطالبة بالتغيير
 وفاتها ان تراجع اوراقها ومواقفها وتقرأ التاريخ بصورة واضحة وان تفهم التاريخ  وماذا يعني تغير التاريخ والتضارب بينهما ولاشك فان مهمة التاريخ لم يعد لها تأثيرفى الزمن وحل محلها تغير التاريخ وان حراك المجتمع الرافض لوقائعه فى اطارالوسائل قد تكون مختلفة ومتنوعة وفق المنهج والاسلوب ووفق القوة بين القوى والموسسات والافراد ودرجات مشاركتها وكذلك فان التغير يعبر عن حراك المجتمع الرافض لواقعه ويسعى للانتقال الى مرحلة جديدة يعبر عنها هدف عملية التغير وان العوامل الاقتصادية من اهم اسبابه , للاسف اقولها وبمراره بان الدعاة والمصلحين لم يحسنوا قراءة تاريخنا الذى احتوى على كثير من القصص التى كان ابطالها رجال دين  قد رويت باساليب ومعانى معينة واحيانا يختلف التفسير عما يريد بها حيث يختلط  بها الموقف الوطني عن غيره من المواقف والجد مع الهزل والتشبيه مع القصد والكناية مع الاصل وادعاء العفة والشرف من لايملكها والشتائم والتشبيه   بما لايليق بامراء السلطة  وعندما يصفهم الشعراء بابيات الشعروحكايات الناس  , وقد يفهم تعبير معين اكبر من قائله وان كان يحمل توصيف وعندما يتناول ابونواس كاس الخمر يقصد بشئ اخر غير الخمر وكذلك الشعراء واصحاب الدعابة والفكاهة فانهم عرفوا كيف يكنوا ابيات الشعر بالاوصاف حتى يصلوا الى غاياتهم , وكذلك الشاعر ابو دلامة ايام المتوكل فقال يصفه (اذا لبس العمامة كان قردا  وخنزيرا اذا نزع العمامة   فان تك قد اصبت نعيم دنيا  فلا تفرح فقد دنت القيامة).فهولاء وهم نماذج من مجتمع استطاعوا بالرغم من محدودية ادراكهم للامور  واختلافهم فى الثقافة  تمكنوا من الوصول الى مبتغاهم  , الا سياسيوا الاحتلال فى العراق فالبرغم من وضوح الرؤيا للقاصى والداني  فى الذى   حصل للعراق منذ احتلاله عام 2003 ولحد الان  الا انهم  اغلقوا على انفسهم اذانهم وابصارهم والسنتهم عن مايجرى  وغاب عنهم معرفة مايعنيه الاحتلال هو ليس تحريره من الظلم وانما تدميره وانهاءه  لذلك ركضوا وراء سراب ركض الاعمى لايدرى الى اين هو ذاهب ,  وكأن الذى يجرى فى الساحات ويطبل له هو انتفاضة شعبية  قد يستجاب لمطاليبها اسؤة ببقية الدول الاخرى التى كان وراء تظاهراتها قوى وطنية نظيفة وتسعى الى التغيير الذى يصب فى مصلحتها وليس بمصلحة الاحزاب وباتت مسرحية التظاهرات عندنا اشبه بما فعله عادل امام فى افلامه ومسرحياته حيث يألب الجمهور حماسا وضحكا وينتهى الامر وتبقى الامور كما هي  , مجنون كل من يعتقد ان الذى يحدث فى العراق هو  لمصلحة العراقيين وانما لمصلحة الذين جاء بهم المحتلين انها حالة  امتصاص غضب متراكم لدى عموم الناس انها طريقة لاعادة الاحتلال تحت غطاء اخر وهو جزء من ما يدور فى المنطقة التى ابتلت بمخططات بدات فى لبنان فى سبعينيات القرن الماضى  عندما بدء نفوذ المنظمات الفدائية يتسع ليشمل الاراضى فى فلسطين المحتلة , احتل لبنان بشكل غير مباشر  من قبل سوريا وتأسس حزب  الله الذي عمل على ايقاف  النشاط الفدائي فى لبنان والغاء قواعدهم  ضمان لحدود اسرائيل تحت حماية حزب الله  , لذلك فان الذى يعول علىه السياسيون الذين جاء بهم رجال الدين ليس وراءه نتيجة   لان المشروع الامريكى ليس احتلال ارض بل تغير البنية الديموغرافية والتركيبة السكانية بوسائل غير الحرب وبوسائل الكترونية وقنوات فضائية والتواصل والفيس بوك والتويتر وتهجير وقتل وتفجيرات وامراض وطلب لجوء وانتشار الفساد  وبالتأكيد فأن الولايات المتحدة قد اخطأت مرتين الاول عندما لم تفهم التاريخ واخطات مرة اخرى فى تغير التاريخ  ولان النظام الوطنى  لم يشهر سيفه عليها ولم يدنو صوبها قبل 2003 ولكنهم وقعوا فى  الفخ التلمودى الذى خطط لتغييرنظام الشاه الحليف التاريخى لهم لانه لم يعد يلائم اهدافهم فى منطقة الشرق  ولان  التلموديين كانوا ولا زالوا بتخوفون من شموليةالمعانى العظيمة التى يهدف اليها النظام الوطنى  والدين الاسلامى فى المعانى الانسانية كما تشير رسالته وان الاستمرار على هذا النهج ليس فى مصللحتهم الذى بدات اوروبا قبل غيرها تتفهمه لذلك عملوا بسياسة ضرب الاسلام بادواته , جاؤوا برجال الدين وجعلوهم انظمة وكيانات واحزاب وادخلوا العراق بحرب مع ايران واسقطوا الانظمة الوطنية التى ارادت ان تنهض بشعوبها  فخلال تبوء كلينتون الرئاسة الامريكية   عملت الامبراطورية الامريكية بمظهر الليبرالية الجديدة القائمة على المعايير الاقتصادية للتجارة والمقاطعة واما فى فترة بوش الابن الابن فقد جرى استبدالها بهجوم عسكرى والحجة هنا هى لماذا نحاول الاشتباك دبلوماسيا  مع
مع اؤلئك الاوروبين المخادعين ولماذا لايتم الاستعاضة عن الاستراتجية الدبلوماسية بالاستراتجية العسكرية وهنا نلاحظ الاخطاء الجيوسياسية التى وقعت فيها عندما اكتشفت انها غير قادرة على حكم العالم , وان الاجراءات التى طبقتها فى الخارج اخذت طريقها نحو الداخل الامر الذى يمثل اخطر تطور بالنسبة لسكانها وحملها مسؤلية التخلى عن حمايتهم لهذا السبب يعتقد الان جوكس ان موضوع السياسة هو الصراع الطبقى اى ان الدول ملزمة بحماية مواطنيها كي تضمن قبولهم لها بعكس ما فعله بوش الصغير عندما احتلت قواته العراق وبؤكد الخبير جوكس على اعادة احياء مفهوم النظام الاقتصادى الذى يجب ان يسود غير النظام الراسمالى بينما يعتبر ماكس المحلل الاخر علينا ادراك افضل للعلاقة التاريخية بين الاقتصاد والعنف , وللاسف دول مثل روسيا والصين تقف متفرجة خشية ان يصيبها ضرر وخوفا على مصالحهما فمن غير المعقول ان يقود التغيير فى العراق رجال دين لهم من المواقف التى لاتشجع على ذلك فى حين كان للقوى الوطنية المقاومة للاحتلال وركائزه دورا اخر فى التعبير عن رفضهم لكل ماجاء به الاحتلال لكونه احتلال غير شرعي وباطل وسيكون تغير التاريخ على يد هؤلاء الذين هم اصحاب الوطن وتاريخه ومستقبله الذين كتن لهم صولات فى نضاله الوطنى والرهان عليهم وليس على غيرهم
 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

876 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع