الجزء الخامس عن الجواهري

                                  

                        صباح الراوي

ترأس الشاعر الجواهري الوفد العراقي الى مؤتمر أدباء العرب السابع الذي عقد في بغداد. وفي عام ١٩٦٩ صدر الجزء الثاني من ديوانه عن دار الطليعة . وعلى اثر صدور بيان ١١ آذار ١٩٧٠ قال قصيدته ( طيف تحدَّر )

طيف تحدَّر من وراء حجاب     غضر الترائب مثقل الأهداب
متفجر الينبوع يزخر بالثنا.     ويرش وجه الفجر بالأطياب
وكان ساحرة ترقّـص حوله    اعطاف أوديه وهام روابي

عام ١٩٧١ أصدرت له وزارة الاعلام ديوان أيها الأرق . وفي نفس العام ترأس الوفد العراقي الى مؤتمر الأدباء العرب الثامن المنعقد في دمشق . صدر له عام ١٩٧١ ايضا ديوان ( خلجات ) وفي عام ١٩٧٣ ترأس الوفد العراقي الى مؤتمر الأدباء التاسع الذي عقد في تونس . يذكر لي صديقي الأديب والشاعر الليبي الصيد عبد السلام انه كان مرافقا له في احد الموتمرات الأدبية والذي مكث فيه الشاعر الجواهري صامتا وليس كعادته طيلة يومين . وفي اليوم الثالث قال لصديقي وبصراحة ( وددت لو تكون لي مرافقة بربرية جميلة ) ضحك الأخ الصيد عبد السلام ولبى له طلبه . وما ان وصلت المرافقة حتى انطلق ألجواهري ضاحكا ومغردا. وهكذا كانت حياته في براغ اذ لم يكن يتحدث الا وجمع من النسوه حوله وهناك قصائد كثيره تحمل عناوين الفاتنات . تعجبني من قصائده تلك التي حيّا فيها الثورة والتي كانت بمناسبة البدء بمشروع العمل الشعبي في العامرية بتاريخ ١٧ نيسان ١٩٧٢ . ويذكر ان الرئيس احمد حسن البكر قد حضر هذا الاحتفال بنفسه : يقول فيها
سلمت ثورة وبورك عيد       وتعالت جموعكم والحشود
وزكت ساحة من المجد تعلي    جانبيها معاصم وزنود
أيها المبدعون يحيون نيسا.   نا جديدا ترف فيه الورود
حتى يقول فيها
يوم نيسان انت للبعث عيد.        والتفاف الصفوف حولك عيد
كل شيئ له حدود وليست          للذي تبدع الشعوب حدود
وعلى ما يشيد ذهن مريد           تتهاوى حواجز وسدود

وفي اخر القصيدة الطويلة التي بلغت (٥٩) بيتا يقول

وسلاما للقائد الأصيد البك.  - ر تلاقت على خطاه الصيد

اما قصيدة ( فتى الفتيان) والتي اعتبرها من اروع قصائده والتي القاها في الأمسية الشعرية التي أقيمت في قاعة ابن النديم بمناسبة مهرجان المتنبي وذلك في مساء الاثنين الموافق السابع من تشرين الثاني عام ١٩٧٧ والتي جاء فيها

تحدى الموت واختزل الزمانا     فتى لوّى من الزمن العنانا
فتى خبط الدنا والنَّاس طراً.     وآلى ان يكونهما فكانا
فيابن الرافدين ونعم فخر       بان فتىً بنى الدنيا فتانا
حبتك النفس اعظم ما تحلت.    به نفس مع المحن امتحانا

الى ان يقول :
حلفت أباً المحسد بالمثنى.      من الجبروت والظلم  المعانى
بأنك موقد الجمرات فينا         وان كسيت على رغم دخانا
وان تراثنا ما انت فيه           واشباراً حللت بها ثرانا
وأنك سوف تبعث من جديد.     تنفّض ما تلبد من كرانا
وانا أمة خلقت لتبقى           وانت دليل بقياها عيانا
وفي هذا القدر كفاية لمن ألقى السمع وهو شهيد

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

886 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع