الجزء الثالث عن الجواهري

                             


                      صباح الراوي


وفي ذكرى تأبين الزعيم الوطني البناني عبد الحميد كرامي دعي الجواهري عام ١٩٥١ للمشاركة في ذلك الحفل وأنشد قصيدته المشهورة والتي مطلعها

باق وإعمار الطغاة قصار.           من سفر مجدك عاطر موارًًّ
متجاوب الأصداء نفح عبيره         لطف ونفح شذاته إعصار
ثم يخاطب لبنان ويناجيه ويدخل الموضوع الذي يريده
لبنان نجوى مرة وسرار.             أنا بحكم بلادنا سمارّ
ماذا يراد بِنَا وأين يسار.              وأليل داج والطريق عثار
أعقاب لبنان تدنس وكره               للاجنبي قواعد ومطار
تنهى وتامر في البلاد عصابة.      ينهي ويأمر فوقها استعمار
خويت خزائنها لما عصفت بها      الشهوات والأسباط والأصهار
وعلى اثر هذه القصيدة الرنانة تلقى الجواهري أمرا عاجلا بوجوب مغادرته لبنان حيث ظل ممنوعا من دخوله لفترة طويلة من الزمن . وفي نفس العام وبعد عودته من بيروت عطلت الجرائد التي كان يصدرها وسافر الى مصر احتجاجا على مضايقته . عاد الى العراق بعد ان حضر مؤتمر السلام العالمي الذي عقد في فينا فاصدر ( الأوقات البغدادية ) و ( الثبات ) و ( الجهاد ) . ثم اغلقت ( الجهاد ) اثر انتفاضة تشرين عام ١٩٥٢ واعتقل في سجن ابي غريب ونظم قصيدة ( ظلام ) وكانت من البحر المتقارب ولم يحوها ديوان
ظلام يفور ونجم يغور
وزنجي ليل يخيف الدهور
حمول لثقل الدياجي صبور
كان ثناياه عِش النسور
كان المجرة فيها بثور
وهي قصيدة طويلة ساخرة على هذا الوزن . اصدر عام ١٩٥٣ الجزء الثالث من الطبعة الثالثة من ديوانه . اصدر جريدة الرأي العام الا انها عطلت عام ١٩٥٤ لمناهضتها الحكم الرجعي . دعته لجنة تأبين الشهيد عدنان المالكي الى دمشق للمشاركة وهناك ألقى قصيدته
خلفت غاشية الخنوع ورائي.                 وأتيت اقبس جمرة الشهداء
هذه القصيدة التي فضح فيها الحكم الرجعي في العراق وأقام في دمشق بعد ان منحته الحكومة السوية حق اللجوء السياسي وظل فيها سنتين ضيفا . عاد الى بغداد عام  ١٩٥٧ وأقام في (علي الغربي ) حتى قيام ثورة ١٤ تموز عام  ١٩٥٨ وهنا كان لابد من قصيدة يحيي فيها الثورة
سدد خطاي لكي أقول فأحسنا                فلقد اتيت بما يجل عن الثنا
ولقد دفعت بما نظمت قرائحا                  ولقد عقدت بما نثرت الألسنا  
ولقد ضربت فلست املك مضربا             ولقد طعنت فلست املك مطعنا
ماكان عندك كان قولا فاصلا                يسبي العقول فأيُ قول عندنا
جيش العراق ولم ازل بك مؤمنا             وبأنك الأمل المرجى والمنى
وبان حلمك قد يطول به المدى              لكن عزمك لن يحيق به الونى
جيش العراق إليك الف تحية.              تستأف كالزهر الندي وتجتنى

وللحديث صله

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

549 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع