وطن الضياع

جابر جعفر الخطاب

بحرٌ من الخير يجري في أراضينا
والفقر ُ أنشبَ  أنياب الردى فينا
وفي المحيطات آلافٌ  مشردة ٌ
ِزُفـت على مسمع الدنيا قرابينا
ويطعمُ الموج َ أجسادا مسافرة ً
طهرُ الشباب أفانينا  أفانينا
كل البحار على آلامنا  اتحدت
كأن ّ َ ما بينها  حلفٌ  يعادينا
ويا  أبا مازن ٍ إنّا  سواسية ٌ  1
فنحن  نغرقُ دوما  في مآسينا
إن كان إخواننا  في اليمّ ِ قد هلكوا
فنحن ُ  بحرُ الهموم السود يفنينا
ما كان صنعَ دخيل ٍ ما نكابده ُ
إنّا   صنعنا  بلايانا  بأيدينا
هذي  الأصابع  ألقتنا  بتهلكة ٍ
نعضُها  ندما  لو كان  يشفينا
إنّا   بُلينا  بشحاذين  همُهُم ُ
أن يستبيحوا الحمى والعرفَ والدينا
لو أن  قارونَ  أهداهم  خزائنه ُ
لفتشوا  بعد  هذا  جيبََ  قارونا
تلبسوا  الدينَ  إخفاءا  لمعدنهم
وفي  حقيقتهم  بانوا  شياطينا
ألقت بهم  دورة  الأقدار  في  وطني
 فأصبحوا  سادة ً فيها   سلاطينا
سخرية  الدهر أن  نبقى  إلى  زمن ٍ
به  المقاييس  ما  عادت  توافينا
فيأمرُ  الناسَ  بالمعروف  ممتهن ٌ
للعرف  والقيم   العليا ويدعونا
يصب   أقوالهُ  الجوفاءَ  هادرة ً
على  الجماجم  أحجارا  فيرمينا
أيطردُ  الشرُ خيرا  من  مرابعه ِ
ويصبحُِ  اللصُ  فوق  المال  مأمونا
ويُبعَدُ  العالم  الباني  ليُخلفه ُ
من  أشبعَ  العلم َ تزويرا  وتهوينا
أرضُ السواد رياحين ٌ  لساكنها
فكيف  يعبر  للآفاق  محزونا
وكيف  يبحث  عن  خبز  ٍ ومأمنة ٍ
مَن  أطعمت  أرضُهُ  أمس  الملايينا
   لا  تطلبوا  الخير من نفس ضَمت وروت
فالشحُ  باق  ٍ بها  يلغي  الموازينا
بل  من  نفوس  ِ كرام ٍ  غادرت  شبعا
ولم  يزل  في  شعاب  النفس  مخزونا
15/ 1/   2016
1 – أبو مازن هو الصديق الشاعر الدكتور
كريم مظهر  العميري

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

633 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع