دم مراق في العراق

                                    

                      طارق رؤوف محمود

في عصرنا الراهن أقرت قوانين دولية من أهمها (القانون الدولي الإنساني) الذي جاء للتعبير عن قيم سامية نصت عليها الشرائع السماوية والقوانين البشرية بهدف تكريم الإنسان وبلغة قانونية ألزمت الدول والإفراد احترام هذه  القواعد ، .

لحماية الإنسان وكرامته . كما ان قواعد حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني كل منهما يكمل الأخر لان الحقوق الأساسية للإنسان كما هي معرفة في القانون الدولي ومدونة في المواثيق الدولية تظل سارية في كل الظروف .   ولما كان للقانون الإنساني أهداف تسري معظمها خلال الحرب والنزاع المسلح فان مضمون حقوق الإنسان يتفق مع الضمانات الأساسية التي يكفلها القانون الإنساني ، و منظومة حقوق الإنسان تعمل على ضمان حرية الفرد المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ضد أي تعسف.. وبذلك يتحقق الهدف المشترك مع القانون الإنساني بضمان كرامة الإنسان والحفاظ على سلامته وامنه من خلال القواعد الدولية المستقرة والمتعارف عليها .
ما يحدث الان في العراق من عنف يتجاوز كل هذه القوانين والأعراف الدولية بل حتى القوانين الداخلية وتعد جرائمه من جرائم الإبادة للجنس البشري تخضع للمسائلة امام المحكمة الجنائية الدولية ، ان دماء أبنائنا تسيل على ارض العراق كالأنهار على ايدي المليشيات والعصابات لا فرق بينها وبين  جرائم ما يسمى داعش لم تستطع السلطات الثلاث في الدولة إيقاف نزيف الدم وحماية المواطن ، وكذلك الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية المعنيتان بمراقبة تنفيذ قواعد القوانين الدولية الخاصة بحقوق وكرامة الانسان  لم تفعل شيء حيال  هذه الماسي .
اما الدول الكبرى والتي تتحرك اساطيلها وجيوشها  في جميع انحاء العالم بسبب جريمة واحدة أصابت مواطنيها وتقتل وتدمر بصواريخها وطائراتها المناطق التي تشك ان مرتكبي الجريمة انطلقوا منها  وتضغط على الأمم لمتحدة باتخاذ اقصى العقوبات بحق هذه الدول ، الغريب ان هذه الدول التي تدعي  رعايتها لحقوق الانسان وكرامته لم تتحرك بخطوات جدية لإنقاذ شعب يباد على مر اكثر من عشر سنوات وكان دم هؤلاء يختلف عن دم أبنائهم ، صمت وسكوت غريب ؟ امام اعينهم داعش الإرهابية تقتل وتمزق شعب وتدمر تأريخه وحضارته ومليشيات تقتل وتخطف وتسرق وتشرد تنفيذا لأجندات خارجية مع هذا لم تتحرك هذه الدول ولا الأمم المتحدة ولا ممثلها في العراق بجدية وبعزم كما تفعل لأوطانها. ! اما الدول العربية وجامعتها فمشغولة بخيبة جهودها التي لم تفلح بحل مشكلة واحدة من قضايا هذه الامة المظلومة.  اذن من يوقف هذا الدم المراق ؟ لا الدولة ولا الأمم المتحدة ولا الدول الكبرى ولا مجلس الامن ولا محكمة الجنايات الدولية.؟ عجيب لم تعد هناك عدالة على وجه البسيطة.
شعب يتظاهر في كل محافظات العراق يعلن عن مظلوميته ودم أبنائه وفضائيات تبنت مطاليب الشعب وتصرخ بوجه الفاسدين وتكشف سرقاتهم وتفضح جرائمهم ويتم الرد عليها بغلق مكاتبها وتهديد العاملين فيها ومطاردتهم واختطافهم وقتل مراسليهم
أصبح الامر واضحا الحكومة برئاسة الدكتور حيدر العبادي لا تستطيع تنفيذ الإصلاحات ولا ابدال  وزارته بأخرى تكنوقراط لان اطراف الفساد تتصدا لها وتفشلها كما انها لا تستطيع احتجاز أي فاسد او مجرم من العصابات لأنه محمي من المليشيات التي تمتلك كل الأسلحة الثقيلة والمقرات والعجلات والملابس العسكرية لهذا عمليا قوى الامن عاجزة عن التصدي لهم وهذا ما لاحظه الشعب في كل الازمات اليومية. بل اصبح الامر اكثر وضوحا بعد ان كشرت دول الجوار انيابها بنهش جسد العراق ونهب خيراته وتصدير سموم الحقد والكراهية بواسطة ميليشياتها المنتشرة في الغراق دون وازع من تقاليد الجيرة والأعراف الدولية والإنسانية  .
والحكومة كما  هو معروف فقدت فرصتها الأولى بالإصلاح عندما خرج الشعب مؤيدا لها عن بكرة ابيه  ، الان سنحت لها فرصة ثانية من خلال المظاهرات الكبيرة جدا التي شملت معظم محافظات العراق وبالأخص بغداد فهل تفعل ؟
لا حل بيد احد الا الشعب هو الذي يستطيع تحويل سفينة العراق الى شاطئ الأمان اذا استمر بالتظاهر واصر على تنفيذ مطالبه  .. وسيفعل والا فالأعداء يبغون مسح سجله؟!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

699 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع