الحقيقة ليس لها قياس واحد عندما يتناولها الاخرون نيابة

                                   

                       فلاح ميرزا

لوتمكنا من معرفة الاسباب التى دفعت كثير من القادة المعرفين فى التاريخ الى اتخاذ قرارات مصيرية حملت بلدانهم كوارث وويلات وماسى وعلى مدى التاريخ كالحروب فلا يستوجب لنا ان ننتبه بما قيل ويقال

ليس بالضرورة تصديق عن كل ماكتب عن مواقف لدول او سياسات لاحزاب او حكومات  وعن وشخصيات تبوءت مراكز مهمة ولو وضعنا كل تلك الكتابات فى مراة الزمن لكتشفنا بان الذين وضعوا احرف تلك الكلمات قد اجتهدوا فى النقل والتعبيروالمعنى وخصوصا عند قيام الكاتب او الناقل بترجمتها من لغة الى اخرى او احيانا اللغة العربية نفسها فالنقطة تحت حرف او فوقة تعطى معانى مختلفة وبالتاكيد فان الذى يريد بعملية النقل هذه لغاية بنفس يعقوب وغالبا تبرز تلك الامور فى ظروف مطلوب منها ان تؤدى غرض ما وتنتهى بانتهاءه وعادة يصاب بها هؤلاء الذين اصبحو فى عداد الموتى ولم يتمكنوا من الرد ولعل الذى يثير اهتمام الاخرين وهم هؤلاء الذين كان لهم كرزما مع الناس ولازالوا يعيشوا فى مخيتلهم فالذى قيل عن  السياسيون وعن الزعماء والرؤساء والوزراء ليس بالقليل وعلى سبيل المثال لا الحصر مقتل كنيدى وعلاقتة بمارلين مونروا وكوبا والشيوعية وعن تشرشل رئيس وزراء بريطانيا وعن هتلروملوك وامراء  وزراء دفاع كثيرون سلبا او ايجابا والذى يهمنا ما يقوله اصحاب الالسنة الطويلة المتعطشين للمال والشهرة للنيل من قادة عظام لازالوا بنظر الاخرين هكذا يصفون ففى السابق سمعنا اقوال نسبت الى نائب رئيس وزراء العراق امين سر حزب البعث 1963 باننا اتينا الى السلطة بقطار امريكى وهو لم يثبت انه قال ذالك وعن رئيس الحزب مشيل عفلق انه امريكى وان عبدالكريم قاسم عميل انكليزى وان الرئيس صدام مع الامريكان واخرين وهكذا الى مالا نهاية من التهم التى لم يثبت صحتها وان قيلت من قبل ناس معروفين كالذى كتبه المتخاذل طاهر العاني الذى اصبح فى غفلة من الزمن وزير وعضو قيادة قطرية
 السيرة التاريخية للاحزاب الوطنية فى العراق بعد استقلاله يضعنا امام تسؤلات مشروعة للمراحل التى قطعتها تلك الاحزاب  فى توعية الشعب العراقى بقضاياه الوطنية المطلوبة حينذاك واهمها ترسيخ الروح الوطنية فى اذهان افراد المجتمع وبكافة مستوياته التعلمية والثقافية والتى بدونها لم تكون باستطاعتها النهوض بالمجتمع نحو بناء العراق الذى يحمل ارثا حضاريا توارثه عبرتاريخ امتد الى الاف السنيين والتى لازالت متاحف العالم ومكتباتها تحتفظ بمخلفات تلك الحقبة من الزمن ورغم ذلك فان تلك الاحزاب عوضا ان تكون عاملا مساعدا للنظام الوطنى الذى تاسس بعد الاستقلال بل على العكس من ذلك فانها ساهمت فى توسيع الفجوة بينها وبين القائمين علىه الذين جاؤا لادارة الدولة الفتية بتكليف من بريطانيا التى كانت تتوالى ادارة شؤونه بعد انتصارها على العثمانيين الذين تولوا ادارة المنطقة فى القرون السابقة ووضعوه فى حالة من التخلف والبؤس والتنوع فى نسيجه الاجتماعى مابين العرب والاكراد والتركمان والمسيحيين واقوام اخرى ولكل من هؤلاء تاريخ يحمل تراث وثقافات تلك الاقوام وتحت تاثير النظام العالمى الذى وجد بين الحرب العالمية الثانية الذى انقسم الى قسمين النظام الراسمالى تحت زعامة الولايات المتحدة والنظام الاشتراكى تحت زعامة الاتحاد السوفيتى ولكل من هاذين النظامين نظريات سياسية واقتصادية ارادت عن طريقمها السيطرة على امكانيات وثروات بلدان العالم لترويج مشاريعها التجارية والصناعية التى كانت بامس الحاجة اليها نتيجة الدمار الذى وقع عليها من جراء الحرب وبدلا ان تتفهم تلك الاحزاب ماهو المطلوب منها للنهوض بالعراق وضعت نفسها مكبلة امام الافكار المستوردة من النظامين وعملت على التمسك بها وتثقيف المنتمين اليها بترويجها فى الاوساط الشعبية  وبالتاكيد فان تلك الممارسات وضعت الحكومات  وهى فى مراحلها الاولى امام مشاكل مالية واقتصادية واجتماعية بين مواطنى البلد الواحد الذى تنوع فى المذاهب والانتماءات ولاشك فان اول تلك المشاكل كانت يتحملها الحزب الشيوعى الذى اقتبس من افكارماركس ولينين والثورة البلشفية وسيلة للانطلاق بها للعمل بين المواطنين ومتخذين من وضع العراق الجاهل والغير متعلم نقطة ضعف تضاف الى النظام الملكى وتحميله مسؤولية هذا الوضع على الرغم ان قادة هذا الحزب كان لا يمتلكون مؤهلات علمية وثقافية تعطيهم هذا الحق وما يثبت صحة مااقول فان مذكرات قادة هذا الحزب وما كتبوه يوضح ذلك  والتى فى مجملها تحتوى على صراعات داخليه فى اغلبها هى البحث عن مراكز متقدمة فى سلم الهياكل التنظيمية وقليلا تجد ان تلك الخلافات بسبب مواقف السلطات الحاكمة وخصوصا بعد سقوط النظام الملكى وقيام نظام جمهورى فى عام 1958وغالبا تتركز صراعات قادةة الاحزاب  مابين الميل الى تبؤء مركز مرموق فى سلم الحكومات او الرغبه فى البقاء قيادة الحزب ونادرا تجد ان الخلاقات تنسحب على مواقف وسياسات الحزب تجاه تطبيق شعاراته او ايدلوجيته الفكرية  وبالمقابل وجدت الاحزاب الاخرى ذات التطلعات العربية والقومية بان قيام نظام وطنى  وذو انتماء وفكر قومى عربى او حتى دينى يتطلب الدعوة الى الوحدة او الاتحاد مع دول عربية اخرى انطلاقا من الشعور المشترك واللغة والدين والجغرافيا والتاريخ يساهم فى تنمية واستثمار الامكانيات التى تتوفر فى تلك الدول الى جانب العوامل المادية والمعنوية المحفزة لها باعتبارها مصدر قوة يحسب لها حساب امام القوى الاخرى وكان اهم تلك الاحزاب هو حزب البعث العربى الاشتراكى الذى تبنى شعار الوحدة ولاشتراكية طريقا يسعى للوصل اليهما عن طريق الحكومات وبين موقف الحزبين الكبيرين الشيوعى وحزب البعث تجاه الضغط على الحكومات العسكرية للنظام الجمهورى الجديد تباينت المواقف وتطورت لتصل الى نقطة اللا لقاء بينهما واصبح كلا الطرفين يناى باللائمة على الاخر بل توسع ليصل الى الشتائم والمشاجرات وتطور الى القتل بين منتسبى الحزبين وعند هذا الموقف كان الاولى لقادة الحزبين ان يكونوا بالمستوى الذى يضعون فيه مصلحة الوطن وقواه الوطنية فى حدقات عيونهم اصر كل واحد منهم على ابراز عضلاته امام الاخر وان كان الحزب الشيوعى هو البادئ فى الموصل وكركوك 1959وبغداد بمساعدة السلطة والبادى اظلم كما يقول المثل الا ان حزب البعث عاد ليمارس نفس الاسلوب فى عام 1963 عندما اسقط نظام عبد الكريم قاسم وخروج منتسبى الحزب الشيوعي وهو يحملون السلاح دفاعا عن عبد كريم قاسم نتيجة لموقف قادتهم المتسرع والغيرمدروس وبهذا الموقف الانتحارى تلقى الحزب درسا لن ينساه ادى الى انهيار الحزب من الخارج والداخل واستمر ليصل الى بقايا قياداتهم التى كانت بعيدة كل البعد عن معاناة منتسبى الحزب والتى ساهمت فى تمزيقه فى السنوات اللاحقة بعد ان كان يشكل القاعدة الجماهرية لدى العراقيين وللاسف كان قاعدة بلا قيادة لنقول وبمفهوم اخرى قيادة لاتريد قيادة سلطة لانها لاتتمكن منها بل ارادت توجيه السلطه من خلف الكواليس من الاوكار الحزبية ودول النظام الاشتراكى ومعضمهم هكذا كانوا ولو اطلعت على ما كتبه قادتهم لعرفت حقيقة مااقول والا لماذا حدثت الانشقاقات فى الحزب فى ستينيات القرن الماضى بين اللجنة المركزية والقيادة المركزية وبالنسبة لحزب البعث فان ما جرى فى تنظيماته كالذى جرى للحزب الشيوعى وان كان المثل الذى اعطى لقادة الحزب الشيوعى ينطبق وبنفس المواصفات على حزب البعث باستثناء صدام حسين الذى يعتبر قائدا استثنائيا يخلتف عنه بقية القادة لما يمتلكه من مواصفات قيادية تنظيمة ساهمت فى انتشال الحزب من الانشاقات التى حدث للحزب قوميا وقطريا والتى ساهم بها القادة السابقون عليه فى مركز القيادة منذ ستينيات القرن الماضى والتى ادت الى وقوع الحزب فى مواقف ابتعدت عن الفكر القومى ضنا منهم بان المشكل تكمن فى فكر الحزب وليس فى فكرهم ومؤهلاتهم فما جرى بعد ثورة 1963 للحزب وارتباك قادة التنظيم وهزيمتهم امام قادة الحزب ولد صراعا على مستوى الحزب القومى وكانت نتيجته انشقاق فى قيادات الحزب القومية والقطرية مابين 1964-1968 ولولا القائد صدام والجهد الشخصى الاستثائي الذى بذله لتجميع الحزب قبل 1968 استعدادا لمحاولة العودة الى قيادة السلطة فى العراق فكان له ذلك وبدء فى اعادة مجد الحزب الذى اعاد فيها المواقف السابقة للاحزاب التى كانت تعمل بالبضد منه واقصد بذلك الاحزاب االشيوعية والقومية  والكردية وفتح لهم ابواب الحوار معهم وابواب المشاركة فى السلطة الوطنية لخدمة الشعب رغم ان قسم من قادة الاحزاب لم يروق لهم ذلك وعلموا على وضع العصى فى عجلة المشاركة فعملوا وتحت تأثير الرغبات الشخصية ورغبات قوى خارجية افشال تلك المحاولات وصولا الى التعاون مع قوى نتاصب العداء لهم لاحتلال العراق وهذا ما شاهدناه بعد الاحتلال الامريكى والترحيب به طمعا فى منصب او مكسب متناسين المبادئ التى دفع مئات الالوف بدمائهم فداء لها وتسارع قادة الاحزاب الذى لم يعد الناس يذكوروهم وحتى الزمن بنشر غسيل مواقفهم المتخاذلة بواسطة الصحف ودور النشر ومحطات التلفزة الفضائية اوكتابة مذكرات يصنعون بها مواقف بطولية لانفسهم ويدينون بها احزاب وقادة شهداء ومناضلون مطاردون والذين لازالوا فى معتقلات الاحتلال وبسرعة البرق تخلوا عن مبادئهم وقيمهم وشرف الانتماء لاحزاب وطنية بحثا وراء المال والشهرة ورغبة فى العيش الرخاء انهم بذلك يضحكون على انفسهم وعلى تاريخهم البائس وكثيرة هى المذكرات والتصريحات التى تكتب والتى تقال سواء مباشرة او غير مباشرة ولكن ايهما  الصحيح منها فالتاريخ يعيد مجراه والايام دول فسوف ياتى اليوم الذى يثبت ان ماكتبه هؤلاء عن مواقف تدين بها قادة شرفاء سواء بالنسبة للحزب الشيوعى او حزب البعث كانت مدفوعة الثمن لهؤلاء الذين لاثمن لهم

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

961 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع