كريــم كابــان ستون عاماً من الغناء الكردي الاصيل

                                                            

                            اعداد : بدري نوئيل يوسف

                        

       

كريم كابان اسمه عبد الكريم جلال محمود عزيز كابان ولد عام 1927 في مدينة السليمانية في محلة شيخان ،تعلم القراءة في الكتاتيب الدينية ثم انهى المرحلة الابتدائية في المدرسة الفيصلية بعد أكمال الدراسة دخل سلك الشرطة .

عائلة كابان احدى العوائل المعروفة في مدينة السليمانية ولها دور كبير في المجتمع الكردي فقد كان ملا سعيد كابان أول من وضع قواعد اللغة الكردية عام 1920 ونقل القراءة والكتابة من الحجرات الدينية الى المدارس ، وأخيه الشهيد والفنان قادر كابان اول من اخرج الاغاني الفلكلورية الكردية من بطون ذاكرة البيوت الى منصات المسارح وتقديمها بشكل حضاري الى الجمهور ، وللفقيد الفنان  خاصية وهي احترامه للشعر والتراث والفلكلور الكردي الاصيل أثناء تلحينه لكلمات اي قصيدة مهما بلغت صعوبتها .
بدء الغناء في بداية الأربعينات من القرن الماضي سجل أولى أغنية في الإذاعة الكردية باسم (له رى ى دلداريدا) ، نفي عام 1963 الى جنوب ووسط العراق لموقفه السياسي وبقي هناك الى عام  1969 ، انخرط عام 1974 بثورة الشعب الكردي ونفي بعد عودته مرة أخرى الى وسط العراق وتعرض الى الكثير من المشاكل والمضايقات في حياته الوظيفية والمهنية ، وضع العديد من الالحان وكان له اليد الطولى في الحفاظ وأحياء العديد من الاغاني الفلكلورية الاصلية ، يعد كريم كابان مدرسة في الغناء الكردي وهو حسب النقاد يعتبر مطرب كل الأجيال إذ اغانيه تتردد بين  الشباب والشابات إضافة الى موهبته في التلحين ، والملاحظ في أسلوب كريم كابان ان الكثير من المثقفين العراقيين برغم عدم أجادتهم اللغة الكردية إلا أن أغانيه تطربهم ويحفظون الكثير منها ، تميز بروحه المرحه أثناء فترة انضمامه الى الثورة الكردية عمل الفنان كريم كابان على جهاز اللاسلكي الخاص في الإذاعة الكردية في مخيم مجاور لمخيمات الاعلام اثناء النضال السري ،وكان يشيع جوا مريحا من الحبور بروحه الطيبة وخفة دمه وما كان يدير من مقالب وتشويش على اتصالات الجيش العراقي.
رغم ان الموسيقى الكردية متأثرة بالموسيقى العربية والفارسية فقد أستطاع الفقيد ان يقدم فناً كردياً أصيلا دون تأثير من الاخرين و يخدم الفن والموسيقى الكردية فضلا عن الصوت الجميل السحري الذي يمتلكه ، ويملك أحساسا وعاطفة وسليقة فنية رائعة ، فهو ملحن من الطراز القدير .كان احد اعضاء فرقة موسيقى السليمانية وصوت كابان هو احد اهم الاصوات التي مرت على الفرقة ، وهناك مرحلتان مر بهما الفنان الاولى هي مرحلة تسجيل أغنياته في القسم الكردي في بغداد  ، والمرحلة الثانية هي اتصاله بفرقة موسيقى السليمانية وتبدأ بعام 1974 وهي الفترة التي شهدت تأسيس فرقة الثورة الفنية مع فناني اربيل ودهوك وكركوك والسليمانية وفي تلك الفترة قدم الفنان عملين كبيرين هما(ياران)و(اغنية الليل)والتي سجلتا فيما بعد في  استوديوهات فرقة موسيقى السليمانية، ثم قدم اغنية (خندان)و(فينوس)التي تعتبر من روائع الكلاسيكيات الكردية سواء من الوجهة الفنية الموسيقية او من ناحية اختيار الكلمات والألحان.
عام 1974 شهدت ولادة الاغنيتان الرائعتان(ياران)و(سيتم) وقد كان لهما صدى كبير في أوساط البيشمركه في داخل
كردستان اللتان أذيعتا من اذاعة الثورة الكردية انذاك وكان المشجع الرئيس هو الدكتور كمال مظهر الذي حث الفنان كابان على تقديم هذين اللحنين وفعلاً تم ذلك ، و قدمت الاغنيتان مباشرة على الهواء .
وكان الفقيد يدعو المغنين والفنانين الشباب الى الاهتمام بالفلكلور فهو المنبع الاصيل للغناء الكردي ويدعوهم الى ان يحيوا بعضهم ، لان الفن رسالة المحبة.
ومن الملاحظ أن الفقيد الفنان كريم لم يتخلى عن خندق النضال والشرف يوماً تجاه حقوق الشعب الكردي ، وكانت الابتسامة مرسومة دائماً على شفتيه والأمل راسخ في قلبه ، والحب يسكنه ، ظل مؤمناً بانتصار شعبه بزوال الطغاة الذين مهما قتلوا وعذبوا واحرقوا فإن نهايتهم محتومة ولابد للأغنية الأصيلة الخلود .
قلد مركز "كه لاويز" الأدبي والثقافي الفنان الكردي الفقيد القلادة الذهبية وذلك لجهوده الكبيرة في خدمة الفن الكردي الأصيل .
وسميت احدى حدائق وساحات مدينة السليمانية باسم كريم كابان تقديرا لجهوده في مجال تطوير الاغنية الكردية.
وخلال حياته الفنية البالغة 60 عاما ،كان للفقيد الفنان كريم كابان مائة انتاج فني ، لكن بعضها تعرض للتلف بمرور الزمن ولم يتم حفظها.ووافته المنية فجر اليوم الخميس(14/1/2016) ، في عمر ناهز 88 عاما. ان الله وان اليه راجعون .

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

860 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع