من حكايا بنت البستاني - منديل بأوية

                                                  

                          كتابة - إيمان البستاني

            

                 من حكايا بنت البستاني - منديل بأوية

            
 دُعيت الى دار احد الاصدقاء المصريين بكندا وكانت الدعوة للتهنئة والتبريكات لشرائه دار جديدة , استقبلتنا زوجته الشابة عند المدخل والمكان يعج بصناديق تحوي اغراضهم المنقولة , رائحة اصباغ لازالت في المكان , ثمة عدة عمل و صندوق تعود لنجار كان يصنع شيئاً قرب شباك المدخل , تركها مع علبة سكائر تخميني انها فارغة , كل شيء يقول لك انهم اي اصدقائنا قد باتوا ليلتهم الاولى فقط في دارهم الجديد ولم يفعلوا شيئاً في يومهم الاول في الدار سوى شرب قهوتهم والرد على مكالمات خارجية , مكالمة واحدة منهم داخلية  للمطعم الذي تم طلب طعام الدعوة المفروش بلا صبر على مائدة انيقة في المطبخ  ,كانت هناك على بداية الدرج  لوحة بورتريه لأمراة مصرية , ذهلتني بجمال رسم فستانها و منديل رأسها  الذي يسمونه ( منديل بأوية ) كانت اللوحة تشبه لحد كبير سيدة الدار( زوجة صديقنا)  مما جعلني ابتسم لاحظوا اصحاب الدار وقفتي الطويلة امام اللوحة  , ولأنهم زاروا بيتي وشاهدوا حائط الكاليري المزروعة عليه لوحاتي ومدى ولعي بالرسم  , قالوا لي هناك لوحة اخرى  في الطابق الاعلى اخذوني اليها , كانت اللوحة قد وضعت بأهمال على طرف منضدة يملأها غبار وكانت تضاهي الاول جمالاً , اللوحة الثانية هذه تفاصيل البرقع على وجهها مذهل للغاية والكردان على الصدر تم رسمه بعناية  , اما زرقة ثوبها , لا اعلم كيف الرسام ابتدعه , هل جلبه من الجن الازرق مثلاً ,

     

سألتهم عن الفنان قالوا لي انه ( محمود فتيح ) أشهر الرسامين المصريين وكلما ارادوا لوحة جديدة يشتريها لهم الباشا والد صديقنا في مصر ويبعثها لهم , لذا خمنت انه يختار شخوص اللوحات مشابهة لزوجة ابنه , حركة فيها ذكاء و بعد نظر و ذوق وحنكة سياسية و دبلوماسية تستبعد اي خلاف سوف ينتج مسبقاً من جراء اعجاب ابنه لأي لوحة فيها خلاف لتقاطيع زوجته, جلسنا وأكلنا و شربنا ولكن اسم الفنان بقى محفور في ذاكرتي
محمود فتيح المهندس المعماري ....الذي اختار الفن طريقاً يعد من أمهر المتعاملين مع الألوان عامة وبالأخص الألوان المائية , هو مهندس مصري من مدينة بورسعيد , تخصصه الدراسي في الهندسة المعمارية , تخرج من فنون جميله اسكندريه عام 1980 وإحترف استنساخ أعمال المستشرقين كما ابرع في رسم البورتريهات, لم يعمل في مجال العماره منذ تخرجه
البارحة فقط عثرت عليه بين مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي, اضفته لمجموعتي , كنت سعيدة بالتحدث معه وقلت له بعد ان ارسلت له هذا المقال بأنني تمنيت لو صافحته , ومن يدري ربما لوحة على درج خير من الف ميعاد
في أمان الله

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

660 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع