د.طلعت الخضيري
من روائع ألأدب ألعالمي ألكاتب أسكندر دوماس روايه ألفرسان ألثلاثه
تنفيذ ألمهمه
تركت السفينه الشراعيه ألساحل الفرنسي صباح اليوم التالي وعلى ضهرها الليدي كلارك ‘ وما أن بدأت الرحله حتى خطر لها الرجوع إلى الساحل الفرنسي لتنتقم من دارتانيان وزوجها السابق آتوس ، ألذي هددها كما ذكرنا بالإنتقام منها إذا آذت صديقه دارتانيان ، ولم يعر قائد السفينه أهميه لطلبها ، وكان يعلم جيدا وجوب إطاعه أمر الكاردينال بالحرف الواحد.
وانتهت الرحله بالوصول إلى مدخل ميناء بورتسموث البريطاني , في يوم كان يحتفل به البريطانيون بإنزال أربع سفن حربيه جديده إلى البحر،وظهر من بعيد ألرجل الأول في بريطانيا وقائد بحريتها اللورد بكينغهام ، وهو يشارك في ذلك الإحتفال .
وتجمع ركاب السفينه ومن بينهم السيده كلارك على سطح السفينه ، في أنتظار رسوها كالعاده في أحد ارصفه ألميناء , وشوهد زورق يتجه نحوهم وعلى ظهره بعض الجنود وضابط شاب , وأنزل سلم من الحبال تسلقه الضابط وأخبر الربان أن ظروف الحرب ما بين بريطانيا وفرنسا أوجبت حجر جميع المسافرين في محجر خاص ، للتأكد من هويتهم وقصدهم من دخول البلد ،ثم طلب من الربان قائمه بأسماء المسافرين ، وبعد أن قرأها قدم إلى الربان أمرا بوجوب أصطحابه ليدي كلارك ، لذا طلب منها النزول إلى القارب مع أمتعتها ، وتوجه القارب إلى أحد الأرصفه حيث كانت تنتظره عربه , و تم نقل الأمتعه إليها وطلب منها الصعود األيها بمرافقه الضابط المذكور.
سارت العربه وجلست السيده تفكر ماذا يعني ذلك الإجراء , وبعد فتره غير قصيره ألقت نظره من النافذه ، فوجدت أن العربه قد غادرت المدينه وأخذت بالسير في طريق ممتد ما بين الحقول ، فاستفسرت من الضابط عن معنى ذلك وأين سيتجه بها ، فلم يجب وظل صامتا ، مما دعاها إلى الغضب ، ثم حاولت فتح باب العربه ، فحذرها الضابط أنها ستقتل نفسها ولا ريب ،إذا حاولت الخروج من العربه ،فقررت بعد ذلك رسم خطه جديده ، فأظهرت ألمذله والإستسلام لما يريده مرافقها ،وجلست ساكنه في مقعدها ، مما جعل الضابط أن يتكلم ويطمئنها أنه ينفذ أوامر عليا ، وأنها كحال جميع القادمين إلى السواحل البريطانيه ،والبلد في حاله حرب ، ستحتجز لفتره ما , وبعد فتره وصلت العربه إلى هدفها ، وهي قلعه واسعه ذات لون داكن , وتوقفت العربه وقفز الضابط ليمد يده مساعدا السيده للنزول منها , ثم قادها إلى داخل القلعه وصعدا سلالم متعدده أنتهت بغرفه متوسطه الحجم ، ضمت بعض الأثاث البسيط ، فتلفتت السيده فيما حولها لتجد أن النوافذ قد عززت بقضبان حديديه مما يدل أنها كانت في مكان أشبه بالسجن منه بدار ضيافه ، وسمعت أصوات أمواج البحر ألمرتطمه بجدران القلعه ، وعندمااستفسرت من الضابط عن معنى ذلك ، ومع من ستتعامل ، سمعت صوت وقع أقدام قادمه من السلالم ، ثم دخول رجل طويل القامه ولم يكن هو إلا لورد ونتر شقيق زوجها المتوفي ، والتي هي وريثته الوحيده حسب قانون البلد ، والذي تمنت موته عند مبارزته دارتانيان لترثه .
لقاء الأقارب
بعدأن تعرفت السيده على هويه القادم بادرته بالكلام
_هذا أنت يا أخي؟
- نعم ياسيدتي أنا هو.
- وهذه القلعه؟
- هي ملكي ، وأنا المكلف رسميا بحراستها .
- أيعني ذلك أني سجينه هنا؟
- تقريبا.
_ وكيف عرفت موعد وصولي ؟
- أود أن تخبريني أولا ما سبب قدومك إلى بريطانيا.
- إني أتيت لرؤيتك فما الغرابه في ذلك.
لقد سبق وأن استلم اللورد تحذير دارتانيان ، لذا فأجابها بعد صمت قليل
- هل ذلك هوالسبب الوحيد لعبورك بحر المانش وتجشم عناء السفر؟
- نعم ألست قريبتك ؟
- ما هاذا الحنان ، وأنت أيضا وريثتي الوحيده.
- لا أفهم سيدي اللورد ماتعنيه ، هل هناك أمر مبطن في قولك هذا؟
- أعني هل هناك لديك من رساله لي أو إلى اللورد بكينغهام مرسله من صديقك الكاردينال؟
- صديقي الكاردينال ، ما ذا يعني ذلك؟
- نعم وأخبريني أيضا كيف كنت تعيشين مع زوجك الأول في فرنسا؟
وعند ذلك إنتابها الرعب لما سمعت ،واتهمته بالكذب، واشتد بها الغضب فحاولت الهجوم عليه لولا أنه منعها من التقدم ، بعد أن وضع يده على قبضه سيفه وصرخ بوجهها
- هذا أنت أيتها القاتله ، أعلمي جيدا إنني هنا سيد الموقع ، ولدي قضاه باستطاعتهم إرسال الجلاد ليضع على كتفك الأيمن وشم العار كما فعل القضاه في فرنسا فيما قبل ووضعهم وشم الإجرام على كتفك الأيسر، وسسيكون في حراستك أخلص ضباطي وسيمنعك عن أيذاء أي كائن ما كان.
واستدعى بأعلى صوته ألضابط االشاب الذي رافقها في رحلتها الأخيره قائلا له
- أنت أحب الناس إلي يافلتن وأخلصهم ، وعليك أن تحرس هذه الإفعى ليلا ونهارا ، ولا تدعها تخرج من غرفتها، أو تغريك بكلامها المعسول ، فهي مجرمه ، وعليك أن تحلف أمامي الآن بإطاعتي في كل ما قلته لك ، وحلف الضابط أمام سيده أنه سيكون منفذا لكل أوامره بالحرف الواحد.
وترك اللورد الغرفه دون إضافه شيء آخر.
دهاء السيده
بدأت السجينه تفكر في وسيله للنجاه ، بدأتها بعدم تناول الطعام لمده ثلاثه أيام ، وكان نتيجته هزال وشحوب وجه ، وأخيرا تضاهرت أنها أصيبت بأغماء ورجفه في أطرافها ، فأسرع الظابط فيلتن يخبر سيده بما حدث ، وأسرع اللورد بالحضور إلى جنب السجينه ، وحذرها بإيقاف تلك المسرحيه ، وحذر فيلتن من مكائد تلك المرأه وغادر الغرفه دون أن يعير اهتمام لها.
مرت الأسابيع ، وفكرت السجينه في خطه أخرى للهرب من سجنها , وذلك بالتقرب إلى الضابط فيلتن , حيث كان يحضر دوما خلال تقديم وجبات الطعام لها , وأخذت تمثل دور المرأه المظلومه المغلوب على أمرها والمستسلمه لقدرها ، وأخذت تستدرج فيلتن في ألحديث عن حياته الخاصه ، وتوطدت العلاقه بينهما إلى أن غررت بالمسكين وأخذ يشعر بالموده ثم الحب نحو سجينته ، واستدرجته حتى أخبرها أنه ينتمي إلى مجموعه تسمى بالمتدينون هدفها إصلاح المجتمع وتطبيق الكثير من أصول الدين المسيحي الذي ظنوا به إصلاح مجتمعهم , وأخيرا ظربت السيده ظربتها القاضيه ، عندما أخبرت فيلتن كذبا ، أن اللورد بكينغهام قد اعتدى على شرفها وأنه سجنها حتى لا تفشي السر , أو أن تنفذ تهديدها له بالإنتقام لشرفها , وصدق الشاب المسكين ذلك ، ووعدها أنه سينتقم من اللورد يكينغهام بدلها , ووعدته هي أن تتزوجه بعد أن يهربا إلى فرنسا.
ماذا حصل في بورتسموث في 23 آب 1628
أعطت السجينه فيلتن ما لديها من ذهب ، كان مخبأ بين حاجياتها الشخصيه ، ليقوم بتمويل خطه هربهما ، ونجحت الخطه قبل فجر ليله ممطره كثر بها الرعد والبرق ، واستطاع فيلتن الإتفاق مع ربان أحد السفن الصغيره , الذي رسى بقارب جنب جدار القلعه ، وتحت نافذه السجينه ، وتسلق فيلتن الجدارحتى وصل إلى النافذه فبرد قضبانها بمبرد حمله معه ، ثم أنزل السجينه معه إلى ذلك القارب الذي توجه بسرعه نحو السفينه الراسيه عن بعد من القلعه ، واتفقا أن تنتظره السفينه على مسافه بعيده أمام فصر بكينغهام بعد الفجر ,أما هو فسيتم إنزاله قبل ذلك إلى الساحل ، حيث ينتظره فرس سينقله إلى مقر اللورد بكينغهام لتسليمه رساله كان قد كتبها له سيده اللورد وينتر تخص إبعاد السجينه إلى جزر المستعمرات فيما وراءالبحار.
وكما خططا ، تم إنزال فيلتن إلى الساحل بقارب صغير , وامتطى جواده ليصل إلى قصر اللورد بكينغهام بعد الفجر بقليل ، وكان من عاده اللورد الإستيقاظ مبكرا لتناول فطوره ،وتوجه فيلتن نحو سكرتير اللورد وطلب مقابلته لأمر مستعجل جدا ورساله من صديقه اللورد ونتر، ومن صدف القدر أن خادم ملكه فرنسا الخاص ، قد قدم بنفس اللحظه ومعه رساله من الملكه تحذر اللورد بها عن محاوله إغتياله ، وقرر سكرتير بكينغهام إدخال رسول اللورد وينتر لأنه كان يعلم ألعلاقه ما بين الرجلين ، بينما لم يعلن رسول الملكه شخصيه من أرسله ، لذا دخل فيلتن وواجه اللورد بكينغهام وهو يتأهب للذهاب لتناول فطوره ،واستلم اللورد رساله صديقه فبادره فيلتن بالسباب والشتم ، ثم طعنه بخنجر كان قد خبأه ما بين ملابسه ، واستغاث اللورد بينما هرب القاتل إلى شرفه القصر ليرى سفينه الليدي وهي تهرب بعيدا وتم إلقاء القبض عليه , أما اللورد فقد فارق الحياه و بيده رساله الملكه التي قبلها قبل موته دون أن يستطيع قرائتها.
للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:
http://www.algardenia.com/maqalat/19750-2015-10-28-07-24-53.html
1544 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع