بين كبة البرغل الموصلية وكبة حلب العراقية

                                   

                  سميرة الحايك / استراليا

    بين كبة البرغل الموصلية وكبة حلب العراقية

    

كتب الله علينا نحن العراقيين في السنوات الاخيرة التنقل في البلدان العربية ثم الانتهاء اخيرا في مكان بعيدا جدا عن موطننا ..

اتذكر سنة 1992 سالتني زميلة معلمة مصرية زاهدة انا اول مرة ارى عراقيين بهذا العدد ببلدان عربية ، فكنا نراهم موجودين بالسفارات أي السلك الدبلوماسي او اساتذة معارين بعدد قليل ..

في المجمع التابع للجامعة جنسيات مختلفة من العرب والهنود وكن نتبادل اطباق الطعام المختلفة ومنها كبة التمن المقلية التي  يسمونها كبة حلب ولقد احبوها السوريين وعلمت منهم لايعرفون عنها شيئا ولا يعلمون لماذا سميت باسم حلب!!؟؟ .

  

أما كبة الموصل اعتقد بانها موصلية ومعظم اخواننا المسيحيين يجيدون عملها باتقان . بالنسبة لي فانا تسلسلي الخامسة من البنات ( كانت والدتي وحدها تتحمل الطبخ أما البنات  لاشغل ولاعمل فقط دراسة ورغبة قوية بالمطالعة ولحد آلآن وانا جدة احتفظ بجانبي محفظة واقلام رصاص ومبرا ة وممسحة ) الى ان تخرجت وتزوجت وابتعدت وهنا تعلمت اطبخ كل شي واتذكر قبل سفري مع زوجي الى بريطانيا  للدراسة زارني اخي في بغداد وطلب ان اعمل لهم كبة البرغل الموصلية ..

       

الله يجزئ الزوج جلب جميع معداتها ولكني فشلت في اعدادها لذا أضطررت أن أشتري كبة  جاهزة من السوق ، ولكنني كنت أجيد اعمل كبة برغل بالصينية بالفرن .

في الغربة تحس بانك من تاكل طبخات بلدك بان الطعام ليس مذاق فقط وانما هو ذكرى للاهل والوطن والتراث لذلك لم انقطع عن تحضير كل الاطباق التي اعلمها اينما ذهبت وحتى الشاي المخدر على الفحم وشربه بالاستكان.من الأمور المفرحة ان بناتي وزوجات الأولاد يجيدون طبخنا وعمل الحلويات العراقية بشكل جيد وهذه نعمة ربانية .

في رمضان  اتصل بي ابني ابو عبدالله الذي يعمل كمبرمج كمبيوتر بشركة  انه يحب اليوم ان يقضيه معي طالبا مني عدم اعداد اي فطور لحين مجيئه !!.

جاء ومعه طفليه الصغيرين وقدر كبير ومصفاة كبيرة وكفكير لااعلم من اين حصلهم فنحن نسكن بمدينة اغلبية بيضاء وقلة قليلة اجانب ، ارتجف قلبي فانا استطيع ان اطبخ له مايريد ولكن كبة الموصل هي عقدتي!!!.

افرغ مائدة الطعام وبدا يفتح الكبة على اوراق النايلون وببطل زجاج عادي اكمل 35 كبة وهو يسلق ويرفعهم وانا بس اشرف على تبريدهم لحفظهم في المجمدة!!

               

اوشكنا على الفطور والكمية لم تنتهي طلبت منه ان يتركها لأعملها كبة حامض شلغم اجيدها باتقان .

شكرت أبا عبدالله اعطيته لعمل الكبة 9 من عشرة لجودتها واتقانها وشكرته ودعوت له ان يحفظه هو وعائلته من كل سوء ويجعل اولاده قرة عين له .. اللهم امين..

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1098 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع