بيان تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية في الذكرى السنوية الثانية والثمانون ليوم الشهيد

                                                  

بيان تجمع التنظيمات السياسية  الكلدانية السريانية الآشورية في الذكرى السنوية الثانية والثمانون ليوم الشهيد
------

ليست الذكرى السنوية 82 لمذبحة سميل 1933 هذه السنة كسابقتها بتاتا  لتزامنها مع الذكرى الاليمة والمأساوية الاولى لاجتياح تنظيم داعش الارهابي لقرى وبلدات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي والاخوة الايزيدية في سهل نينوى وسنجار واستهدافهم  قتلا وخطفاً وسبياً للنساء وتهجيرا وتدنيسا للمقدسات والكرامات والممتلكات في ابشع عمليات التطهير العرقي والابادة الجماعية حيث رغم مرور 82 عاماً على مذبحة سميل الدموية التي اقترفت بحق الالاف من ابناء شعبنا المسالمين العزل والذين كانو ضحية الحقد والعنصرية لازالت آثارها الاجتماعية والسياسية والثقافية والوجدانية ماثلة الحضور حتى الوقت الراهن في عقول وافئدة ابناء شعبنا والشرفاء من أبناء الشعوب الأخرى وستبقى على مر العصور وتعاقب الدهور.

ان الذكرى السنوية 82 لشهداء شعبنا في مذبحة سميل تاتي في ظل ظروف قومية ووطنية بالغة الصعوبة والتعقيد ،  واوضاع ومعاناة أبناء شعبنا المهجرين من الموصل وسهل نينوى وسنجار تزداد تفاقما وسوءا لفشل حكومة العراق الاتحادية وعجز المنظمات الاممية والمجتمع الدولي وضعف الاجهزة المختصة في حكومة اقليم كوردستان في التعاطي معها بكفاءة وجدية وشفافية وعدم تنفيذ التزاماتهم القانونية والانسانية والاخلاقية تجاهها من حيث الايواء والاغاثة والرعاية .

حيث إضطرت ألاف العوائل من ابناء شعبنا والاخوة الايزيدية الى هجرة الوطن والتشرد  إلى دول الجوار او في المهاجر هربا من المستقبل المجهول بسبب فقدان الثقة والظروف المريرة وخيبة الامل من كافة الاطراف حيث عانى المهجرون الامرين في الفترة المنصرمة من قيض الصيف وزمهرير الشتاء لما أصابهم من تهديم لكياناتهم الإجتماعية والدينية والعلمية والثقافية والتربوية والإقتصادية ،  وداعش ومن يدعمهم  يوغلون في جرائم التطهير العرقي والثقافي والحضاري عبر سرقة الاثار الاشورية العريقة وتدميرها في نينوى لمحو الذاكرة الوطنية والقومية والانسانية  وتدميراً  لإرثه الحضاري العريق وامام انظار المنظمات الدولية  الثقافية وامام انظار المجتمع الدولي وتزامن ذلك مع الهجمة الوحشية  البربرية لداعش على قرى شعبنا في الجزيرة وحوض الخابور بسوريا وتهجيرهم واسر المئات من الابرياء منهم  . لذلك نطالب التحالف الدولي والحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم  الإسراع بتحرير مناطق سهل نينوى وغيرها  وتوفير الحماية اللازمة وإحترام إرادة سكانها  وفقا للدستور وقوانين الامم المتحدة ذات الصلة وكذلك المتابعة الجدية لاطلاق سراح المختطفات والاسرى والمحتجزين من ابناء شعبنا لدى التنظيمات الارهابية في العراق  وسوريا .


إننا في تجمع التنظيمات  لا نهدف من وراء استذكار هذه المآسي والمواجع  والإشارة إلى تداعياتها الأليمة إلى اجترار الآلام والأحزان  بل نتطلع إلى تجنيب المنطقة وشعوبها تكرار حصول هذه المذابح من خلال نبذ ثقافة العنف والتعصب والعنف والإقصاء والتمسك بقيم العيش المشترك وتكريس ثقافة  التسامح وقبول الآخر كأساس لبناء مجتمع متحضر تسوده علاقات التأخي  والشراكة ، وإن إحياء يوم شهداء مذبحة سميل هو تأكيد على البعد القومي لهذه المناسبة الأليمة ، فدماء وتضحيات شهداء سيفو من طور عابدين  وخوى وسلامس وأورمي ثم سيميل وصوريا وسيدة النجاة وسهل نينوى وخابور وكل شهدائنا الأبرارأينما كانوا  توحدنا وتجمعنا حول القيم والمبادىء التي ضحوا من أجلها حفاظا على هويتنا القومية والوطنية والتاريخية وحقنا في الوجود والحرية وهذا ما يحفزنا على تجاوز خلافاتنا والعمل نحو المزيد من التعاون والتفاهم بإتجاه العمل القومي المشترك  في الوطن والمهجر من أجل تعزيز وجودنا وتحقيق تطلعاتنا القومية المشروعة ، لأنه مهما كان هول الوقائع على شعبنا نعتبرها صفحة من صفحات النظال القومي والتأريخي العريق .

وفي مجال العمل القومي المشترك اذ يؤكد تجمعنا  على اهمية تعزيز وتفعيل اليات العمل القومي المشترك من خلال التجمع مؤكدين تواصلنا وثباتنا على المبادئ المشتركة في وحدة شعبنا وحقوقه  المشروعة المشتركة حيث وان التواصل في العمل القومي المشترك مرتبط بالمواقف القومية والوطنية المشتركة والثبات على الاهداف والمبادىء في الظروف والمنعطفات  الصعبة والتحديات الخطيرة كما نؤكد  حاجة التجمع لرسم ستراتيجية  قومية مشتركة واليات عمل جديدة وفعالة لتحقيق الاهداف المشتركة .

وعن الإعتداءات  والقصف الجوي التركي مؤخرا بحجة إستهداف مقرات  حزب العمال الكوردستاني ، الذي طال قرى ومناطق سكنية أمنة وأدى إلى حرق  بساتين وأضرار فادحة بالغابات وزرع الرعب والخوف بين الأهالي ونزوحهم من قراهم ،  اذ يشجب التجمع  ويدين  هذه الهجمات ، فإننا ندعو  جميع الاطراف الاحتكام الى الحكمة والتهدئة  والعودة الى طاولة الحوار والحل السلمي ، كما ويدعو التجمع الكتل  السياسية  البرلمانية في اقليم كوردستان على تحمل مسؤوليتها التاريخية والوطنية والقومية بالحكمة والتروي وضرورة الالتزام بمبادىء التوافق السياسي المعتمدة  في تشكيل حكومة الإقليم  لتسوية واحتواء الازمة  التي يمر بها  الاقليم  في وقت والجميع في مواجهة أخطر التحديات الأمنية من داعش الإرهابية والأزمات الإقتصادية وغيرها ، وذلك بهدف صيانة الأمن والإستقرار والمكتسبات وتفويت الفرصة على الأعداء  .  

كما ويتابع  تجمع التنظيمات  بقلق عميق الازمات الامنية والاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد ويعي بشكل جيد حجم الإختلافات  المتراكمة والعلاقات المتأزمة بين الكتل والقوى السياسية المختلفة وما جلبه نظام المحاصصة الطائفية الاثنية من أزمات وسوء إدارة البلاد والتهديدات الأمنية لداعش وغيرها  ونزعات التفرد والإقصاء والهيمنة والتهميش للمكونات القومية والدينية الأخرى ،  ومنها شعبنا  ، والافتقار الى الخطط الاستراتيجية على الصعد المختلفة ،  والسعي إلى خلق العلاقات المتأزمة بين الكتل والقوى السياسية وحالة الجفاء والاحتقان بين اقليم كوردستان وحكومة المركز وكذلك سوء الخدمات وبقاء معدلات البطالة والفقر عالية وتفشي الفساد والمحسوبية والمنسوبية رغم تحقق بعض الانتصارات للقوى الامنية العراقية وقوات البيشمركة وقوات الحشد الشعبي وبدعم التحالف الدولي التي نحييها .

ولكننا ندرك في ذات الوقت ان طريق معالجة المشاكل والازمات يكمن في تحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الاجتماعية اللتان تقودان الى السلم الاهلي والاجتماعي واحترام الدستور  وتحقيق شراكة سياسية حقيقية لجميع مكونات الشعب العراقي وبشكل خاص المكونات القومية والدينية  منها والتي تنشد الامن والاستقرار والعيش الحر الكريم .  وعليه يؤكد تجمعنا  على ثوابته القومية والوطنية والدفاع المشروع عن حقوق شعبنا في وطنه وفي مقدمتها توفير منطقة آمنة له في سهل نينوى برعاية دولية لينال  شعبنا حقوقه المشروعة كاملة ، بما فيها المشاركة  في تحرير سهل نينوى ومسك الارض وحفظ  الأمن  فيها بعد التحرير، وتطبيق الحكم الذاتي  لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري في إقليم كوردستان بعد الإستفتاء الشعبي على دستور الإقليم ،  لذلك ندعو شركائنا في الوطن والعملية السياسية الى دعم ومساندة مطالب شعبنا وبقية المكونات القومية والدينية الصغيرة ومنهم الاخوة الايزيدية ، ويرفض تجمع التنظيمات كل  مظاهر الاستئثار بالسلطة وسياسة الإقصاء والتهميش التي تعرَّض لها شعبنا سواء من قبل الحكومة الاتحادية أو في حكومة الاقليم الذي ما زال شعبنا فيها مشاركاً وليس شريكاً حقيقياً  واساسياً فيها .

ستبقى ذكرى شهداء سميل حاضرة في وجدان شعبنا عبر الأجيال فلن يموت حق وراءه مطالب
المجد والخلود لكافة شهداء شعبنا وشهداء الوطن وشهداء الحرية في كل مكان
وستبقى ذكرى تهجير شعبنا قسراً من سهل نينوى بتأريخ 6\آب\2014 محطة نضال قومي وحافز على الثبات والتمسك بالارض والمصير.  

تجمع التنظيمات السياسية
 الكلدانية السريانية الاشورية  
7 \ آب \ 2015

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

649 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع