من اجل احياء وتنظيم مراسيم زيارة الاضرحة المقدسة

                                                    

                                    فلاح ميرزا

ان المعانى الاخلاقية والتربوية التى حملها القادة العظام فى صدر الرسالة الاسلامية وما بعدها ستبقى نبراسا  يهتدى بها جميع الاجيال التى تعاقبت بعدها وان ابراز معالمها الحضارية والانسانية للعالم من خلال جمالية اماكن تواجد مخلفاتهم من المؤلفات والقصص التى عاصروها...

اضافة الى ممتلكاتهم الشخصية لتكون دلالة مادية لكل من اراد استذكار مسيرتهم ولاشك فان الرعاية والاهتمام  بذلك وبما يذكر من اراد الاطلاع عليها بالدور العظيم الذى قاموا به فى اسعاد البشرية وصولا الى الحضارة وتفتح افاق العلوم لكل من سعى اليها تأثرا بهم , كما وان المكانة التى تركها هؤلاء العظام فى صفحات التاريخ  تتزداد تقربا يوما بعد يوم لدى عامة الناس   , لذلك فان الاهتمام بها وتنظيم الزيارات لها ومنحها السمات والدلالات الموضوعية والاعتبارىة لكل من يريد ان يتفهم المعانى  والاهداف التى تسعى اليها  لخلق اجواء المحبة والمودة بين الاديان والتى ستساعد على توحيد الرؤى والمواقف التى جاءت بها الرسالة المحمدية التى استقت من دماء هؤلاء القادة  العظام الذين انتشروا فى بقاعها والتى ستبقى على مدى الدهر  تاريخا فريدا تعطرة الارض بحرارتها وعبق عطرها وستكون وساما لكل  من اقتدى بها وحافظ عليها .

تشكل المناسبات الدينية التى يمر بها العراق حالة استذكار ومراجعة للايام التاريخية التى شهدها العراق خلال حقبة من  زمن الصراعات التى  مرت بها الزعامات والاقوام التى تولت حكمه وتسير الامور فيه وفقا لمتطلبات تلك العصور التى كانت تمتلىء بالبحث عن السلطة والسيطرة والكسب المادى والسياسى ولان من العراق كانت  العلوم والحضارة تنطلق الى بقية الامم  اضافة الى دور مصر والشام والاندلس ولان العراق بلد غنى بقدراته  المادية والبشرية والعلمية لذلك كان المسلمين يجدون فيه الملاذ الاوفر حظا وامنا ومكانا للعيش وتلقى العلم مما تركه اصحاب الفقه والكلام والشريعة على مدى الاف السنين  قبل وبعد الرسالة الاسلامية وخاصة رموزهم  ولعل ابرزهم كان الامام على ابن ابى طالب كرم الله وجهه وابنه الشهيد الحسين وموسى الكاظم عليهم السلام واخرين من الصحابة الذين كانوا وقودا لنشرالرسالة  الذين اخضبت دمائهم بترابه فى معارك الشرف والكرامة  لذلك فان ذكراهم لاتغيب عن بالهم  وكذلك من اعلام الفقه والراى  الحسن البصرى ابو حنيفة النعمان والكيلانى والغزالى والرفاعى ومعروف والسقطى و الكرخى والسهروردى وحسين بن المنصور الحلاج وبشر الحافى واخرين الذين لايزال العالم يستذكرهم  ومنهم يستمد العراقيون مواقفهم منذ القدم ولحد الان ولكون تلك المواقف تعطيهم الايمان والامل بعمق رسالتهم الى ينظر اليها العالم من اقصاه الى اقصاه بالاهتمام والتعجب بذلك تاتى مراسم الاحتفال بتلك المناسبات وبالطرق الحضارية ظاهرة تضع الشعوب فى موقف  التامل والمراقبة لما يجرى فيها من حشد جماهيرى يتجاوز الملايين ومن هنا نرى ومن الضرورة بمكان خلق الاجواء التنظيمية والسياحية والمناخية للتى ومن خلالها يجد الزائر وهو يؤدى تلك المراسم بانه قد استفاد من  وجودة فى اماكن الزيارة الوقت الكافى للتعرف لبس فقط على طقوس الزيارة وانما الى اثارها وجوانبها التاريخية والحضارية على الشعوب والامم واهمها مفاهيم الرسالة الاسلامية وقيمها الحضارية والانسانية على البشر وكظاهرة حضارية  وسياحية ايضا تساهم فى انعاش الاقتصاد والصناعة وتحسين فرص العيش والرفاهية لكثير من الناس اسوة بما تفعله بقية الدول مصروتركيا وبريطانيا وفرنسا وايران , ولمساهمة الزائر فى تحمل  نفقات التظيم والاعداد وتهيئة الاجواء المناسبة لراحتهم فى تهيئة اماكن المبيت والاقامةومحلات تناول الطعام والمرافق الاخرى فاننى  ارى ان الدولة بحاجة الى ان تنظر الى الموضوع بالشكل الذى يؤدى لها بالنفع المادى بالاساس وتبقى الجوانب الاخرى ومدلولاتها الروحانية يتحمها من اراد زيارتها لكون ان موضوعها ليس بفريضة تستوجب العمل بها وحتى ان كانت كذلك فانها تشمل الذى ييستطيع ان يؤديها لان موضوعها موضوع دينى علاقة الانسان باحباب الله والذى يحب الله عليه بتوفير مايرضى الله بذلك  ويقينا اننا لو راعينا الامر على هذه الصورة فسنكون قد ادينا خدمة عظمية لتلك الرموز من جانب ومعانيها الاخلاقية والتربوية من جانب اخر بعيدا عن المعانى السياسية انها وفقا للشرعية تكون بيت مال المسلمين ينبغى المحافظة عليه كالذى حافظ علية الامام على واله بيت الرسول عليه وعليهم الصلاة والسلام .
ولاجل ذلك اقترح مايلى
  اولا- وضع رسوم على كل زائر وبحدود مبلغ لايزيد عن دولار ومايعادله بالعملة الوطنية
 ثانيا-  تاسيس هيئة خاصة تضم موظفين اكفاءواصحاب  خبرة واعداد تعليمات خاصة بعملهم واجراءت الزيارة وراحة الزوار

ثالثا-  تهيئة وسائط النقل الجماعى جوا وبرا وبواسطة القطار مع تهيئة ادلاء يجيدون اللغات الاجنبية
 رابعا- اعداد مراكز للاتصالات والنقل الفضائي.

خامسا- انشاء مركز ثقافى يحتوى على مكتبة خاصة بسيرة الرسول وصحابته مع كافة مستلزمات المطلوبة للمركز اسوة بما هو موجود فى بقية الدول

سادسا - ترتبط الوحدات الخدمية المساعدة اداريا بالمحافظة

سابعا- يحق للمستثمرين انشاء مرافق ترفيهية وخدمية والوسائل التى تساعد الزائر للتمتع بالزيارة .
 ان القيم والمعانى التربوية التى تركها ال بيت الرسول عليهم السلام ليست ملك للعراقيين فحسب بل انها  ملك لكل مسلمى العالم لانهم مفاتيح ايمانية معطرةلكل من سار على دربهم وان الاحتفاط بما ورثناه منهم من اماكن مقدسة وعلوم ومعانى اخلاقية ستغير التاريخ الذى سوف يتذكرهم باستمرار لانهم اصحاب حق وعدل وانسانية وان مجدهم  وخلودهم ستبقى تعطرذكراهم

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

460 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع