الاحداث الدراماتيكية التى وقعت اخيرا بحاجة الى وقفة

                                                  

                                 فلاح ميرزا

لم تتمكن اية جهة سياسية او معلوماتية او استخبارية ان توضح المعالم الفكرية والدوافع التى انطلقت منها المجموعات الاسلامية حاملة السلاح والتى اطلق عليها مسميمات مختلفة ومتنوعة فى الاهداف والوسائل والغايات وبالرغم من الاهتمام الكبير الذى رافق نشاطاتها من قبل الاعلام والدوائر المختصصة بهكذا انماط من التنظيمات ليس لانها تحمل شعارات دينية وتعبر عنها بأساليب القتل والارهاب وتستخدم فيها اسلحة نارية متطورة فحسب

وانما لانها تسعى الى تغيير ديمغرافية الارض لدول  وتغيير البنية السكانية لها وهذا مما لا يتفق عليه المجتمع الدولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بأستثناء ماحدث ليوغسلافيا والاتحاد السوفيتى فى اواخر القرن الماضى ,وتقبلها العالم على مضض ولكن اثارها لازالت باقية وقد تزداد كثير من التفسيرات والاجابات عليها بصورة وباخرى لكنها فى اسوء احوالها لم تتأثربما قيل ويقال عن ارتباطاتها بدوائر استراتجية دولية لاتجرء اي منها توضيح نهاية السيناريو المعد لها والغريب فى الامر ان تلك المجموعات لم تكتفى فى تعاملها مع الاحداث بصفة مطالب وضغوط على الانظمة وانما تجاوزت ذلك الى اسقاط انظمة واحتلال اراضى لدول واستخدام القوة العسكرية المفرطة لحل مشاكل فى اسوء احوالها لاتستوجب ذلك وماجرى فى القرن الماضى  من  حروب قادتها المانيا مع من اختلفت معها فى برامجها السياسية وكان الجانب الاقتصادى والصناعي يعبر عن النظرة الاستعمارية لها و لم يكون الدين سبب فى اشعالها وبسقوط المانيا تحولت الولايات المتحدة من دولة تدعو الى حرية الشعوب وفق مفاهيم الديمقراطية والانسانية الى دولة القوة والاستغلال لامكانيات الشعوب بدلا من بريطانيا وفرنسا التى كانت تتعامل مع شعوب الاقطار التى استعمرتها بطريقة الاستعباد والكراهية . وبسقوط شاه ايران ومجيئ اصحاب العمائم اصحاب نظرية اسلامية تختلف فى مفاهيمها عن ماهو قائم فى العالم العربى والاسلامى اتضحت الصورة التى ستكون عليها  المنطقة وخطورة ذلك على مستقبلها على امتداد السنوات القادمة, وبافتعال الحرب بين العراق وايران التى انهكت العراق اقتصاديا  وماليا ودفعه باتجاه احتلال الكويت لحل تلك المعضلة وبسقوط الاتحاد السوفيتى    ودول المعسكر الاشتراكى اصبحت الولايات المتحدة صاحبة الشأن فى العالم فان المشروع الذى بدء به  الرؤساء رونالد ريكان وبوش واخيرا اوباما  وبدافع الخوف من تنبؤات الكهان والرهابنة اليهود وادعائهم  انها وردت فى التلمود وكتاب العهد القديم  بان الشيوعية قادمة اليها من الشرق الاوسط هذا المشروع كان يسير وفق مااريد منه ان يكون وماكان لتواجدهم فى افغانستان كرد فعل لتلك التنبؤات واتخاذ الدين كغطاء لهذا التدخل وفسح المجال للمجموعات الدينية فى العمل مع فرقهم العسكرية وما تبع ذلك من احداث درامتيكية وتفجير ابراج نيويورك  واحتلال افغانستان والعراق الا خطوة اختبارية متقدمة لوضع منطقة الشرق الاوسط فى اذهان هؤلاء المخططين الاستراتجين فى الادارة الامريكية لاسباب اولها اقتصادية واستراتجية لقربها من دول روسيا الاتحادية وثانيها الحاجة الماسة لنفوطها  وثالثها وجدت فى الجانب الدينى خير من يعينها فى تنفيذها وتدريجيا وضعت الخطوط العريضة للعمل بها مستقبلا من خلال تهيئة الوسائل التى تساعد على اثارة العامل الدينى المبني على النزعة الوراثية لحملة الرسالة المحمدية والتى غابت عن الاذهان طيلة اربعة عشر قرن وبظهور دعاة اسلاميين وبتشجيع من دوائر استراتجية خاصة بعلم النفس والعقيدة  ظهر دعاة اسلاميين عرب تواجدوا فى افغانستلن تحت اسم القاعدة وبرز منهم ابن لادن والظواهرى وعبدالله عزام وعشرات اخرين من العرب فى الباكستان وافغانستان لتاسيس مجموعات مسلحة سميت بالقاعدة , ومن ثم تفرعت الى مجموعات اخرى وتحت مسميات متنوعة وسهل لها الطريق للقيام بنشر الايدلوجية المطلوبة  لكل تاثر بهم وارادوا الانتماء اليهم من مسلمي العالم استنادا الى الشريعة  وتلك كانت البذرة الاولى التى تطورت بمرور الزمن لكى تكون مجموعات فدائية تؤمن بعقيدة تاسيس انظمة اسلامية فى المنطقة العربية وفق الشريعة المعدة لها من تلك الدوائر ومن هنا يأتى دور ايران فى المقدمة لنشر تلك المفاهيم وكان لبنان احدى المحطات الرئيسية لهذا النموذج من العمل بسبب تواجد منظمات فلسطينية تشجع ذلك وامتد العمل بالمخطط الى العراق ولكن بحذرشديد  واتخاذ سوريا محطة لتسهيل مهمتها من الجانب اللوجستى ,  وباحتلال العراق اخذ المخطط منحى اخر وتحولت من العمل السرى الى العلنى وعن طريق مجموعات عملت ايران  تحت غطاء الملشيات وتم تاسيس مجموعات متنوعة الوسائل والاهداف تعمل تحت امرة ايران ومراقبة الولايات المتحدة  وقسم منها علنى والقسم الاخر لايستطيع احد ان يتعرف عليها ومن هنا تأتى علامات الشك والربية والتساؤل حول داعش التى برزت الى الساحة بقوة فى العدة والامكانية بعكس المجموعات الاخرى التى عرفت من خلال عملها فى الارض السورية منذ سنوات ورغم ان كل من امريكا وايران اظهرتا معاداتها لهذا التشكيل الا انها بذات الوقت تتفق معها وبقوة على السير نحو ما تسعى اليه مستقبلا وهو جعل الاسلام يتحول من العرب الى الفرس  عن طريق نشر ثقافة الفرس الدينية للمذهب الصفوى وهذا يعنى ان السعودية سوف لاتكون غائبة عنه وبالتالى مصر وتلك الدولتين هما ركيزتان للمسلمين  القائمة على شريعة محمد والخلفاء الاربعة . والموضوع طويل الا ان تحليل عميق وخطير صادر من شخصية خاضت فى الميدان بعنوان داعش والهلال الفارسى الدكتور حذيفة عبد الله عزام خبير بشؤون الجماعات الاسلامية والقاعدة وهو نجل عبدالله عزام ابرز قيادى الجهاد الاسلامى فى افغانستان اشار فى حديث له عقب احتلال الموصل بالقول من الصعب على من لم يعيش تجارب جهادية سابقة ان يفهم مجريات الامور وان يدرك الحالات وان يدرك خواتيم الاحداث وحين يخاطب المرء ارباب المراهقات الجهادية واصحاب المغامرات الثورية الذين ينظرون الى الجهاد على انه ضرب من افلام(الاكشن) التى تبرز شخصية البطل الذى يفعل كل شئ بلا رقيب ولا حسيب ويكسركل القوانين  فيقتل ويحرق ويسرق ويسلب وينهب ويرعب ويدمر كل شئ ليظهر بطلا لا يوقفه احد  ومن اعتاد متابعة الافلام القتالية يدرك ان التركيز كله يكون على شخص البطل وانه بقدر مايجتذب اليه المشاهدين  ومع الاسف ماتزال العقليات الطفولية لارباب المراهقات الجهادية تظن ان الجهاد هو عبارة عن اشباع غريزة الفت تلك المشاهد فتمثلتها بمعزل عن الغايات وسارعو بكلام هو لكل مجاهد كما يقول (كيس قطن)لن يفهمه من ابى على نفسه الا ان يكون(كيس قطن) او محرد ضاغط على الزناد يسيره اصحاب المشاريع خدمة لاهدافهم  يوم ان دخلت دولة الاجرام باغية الى الموصل (طلبت اجتماعا عاجلا) لمن نثق بهم ويفهمم من اهل الراى والحكمة من قادة الجهاد واجتمعت بشيخينا الشهيد...باذن الله ابى عبدالله الحموى واستمر اللقاء بيننا من الساعة الرابعة عصرا وحتى العشرة صباحا طلبت اليه رحمه الله قراءة للحدث وتحدثنا طويلا  فقال رحمه الله المستهدف من دخول الموصل هو دير الزور وكانت تلك نظرة ثاقبة منه رحمه الله ولكننى قلت له الامر ابعد من ذلك شيخنا  قلت له يومها وكان حراك العشائر السنية فى العراق قد بلغ اشده واوجه واوشك ان ياتى ثماره  ولمن لايعلم  يقول الدكتوراصرح بهذه المعلومة للمرة الاولى ان حراك اهل السنة  فى العراق كان يقف قادة الفصائل السنية التى جاهدت الامريكان وقاتلتهم دولة الاجرام باغية وفككتهم فصيلا فصيلا وانا هنا اتحدث كشاهد   اوشك الحراك السنى  يؤتى اوكله  وأرق نورى المالكى وأقض مضجعه وكان الحراك السنى بدء بالزحف على بغداد من الشمال من نينوى ومن محافظة الانبار وكاد الحراك السنى الذى ظهر     بصورة ثورة شعبية على الظلم والطائفية وتعاطف معه العالم كله وكان يقف وراءه قادة وشيوخ الفصائل الجهادية التى اخبرنى احد قادتها حين طلبت لقاءه وجاء الى مشكورا وهو قائد سابق لاكبر فصيل جهادى فى العراق انهم يقودون الحراك ولا يرودون ان يظهروا فى الصورة لئلا يستعدوا العالم ولتظهر الثورة على انها حراك شعبى سنى من طائفه سماها المالكى الطائفى سوء العذاب  بدأ النظام الطائفى يترنح وبدأ الزحف نحو بغداد وكان لابد من استخدام الكرت الذهبى والبطاقة السحرية الرابحة لا من اجل ضرب الحراك السنى فى العراق فحسب بل لضربة مزدوجة للحراكين السنيين معا فى العراق وسوريا وفجأة ودون سابق انذار وبدون مقدمات تسقط الموصل(بقدرة قادر)بيد دولة الاجرام الباغية وكما اخبرتنى قيادات الفصائل السنية المجاهدة التى بقيت لها جيوب فى العراق والذين اجتمعت اليهم مشكورين بعد احداث الموصل وقالوا لى انهم يتجهون الى الاماكن التى فيها المال والذهب والسلاح دون ان يتكلفوا عناء البحث فهم يعلمون بدقة مكان كل شئ وسقطت الموصل دون عناء او قتال وتلاشى عشرون الفا من حاميتها وذابو والغريب انهم خرجوا على اقدامهم وتركوا حتى سياراتهم وسلاحهم الشخصى وهناك تسجيلات استمعت اليها تؤكد بان اوامر صدرت اليهم بالانسحاب وعدم القتال وقلت للشيخ الحموى ارتقب الليلة او غدا فاذا عبرالسلاح الى سوريا (وتلك علة اصدار الاوامر الى حرس الحدود باخلاء المعابر وتركها فما نظنه عين الصواب )وهى  انها طعنة مزدوجة وضربة للحراكين السنين فى ان واحد  ولم تغرب  شمس اليوم التالى الا وعبر الشيشانى يستعرض بجانب الهمرات بعد بعضة ايام  تكتب التايم  تحت عنوان ضربة معلم ياسليمانى  لقد افشلت دولة الاجرام الحراك السنى فى سوريا والعراق  بسقوط الموصل وقالت التايم ان سقوط الموصل تم بتخطيط رافضى ومجوسى  وتحقق خلالها اولا  تهيئة الارض لنزول الايرانيين كلاعب رسمى لضرب اهل السن والمرة الاولى يبارك العالم تدخل ايران ثانيا تقويض اخر كيان سنى متماسك عجز الروافض تفكيكهم ولن اضرب امثلة على مدن الانبار  حيث ساعدت ايران على تفتيت مدنها والمثلث السنى اليوسفية اللطفية المحموديةوكذلك ديالى وبغداد باستثناء الموصل فقد تركوها لهؤلاء دولة الاجرام ثالثا تقديم خدمة جليلة لمشروع الشرق الاوسط الجديد فبدلا ان يتجهوا الى بغداد  توجهوا الى مناطق الاكراد  رابعا سيتم انسحابهم من الموصل كما انسحبوا من تكريت ليكملوا هدفهم بالقضاء على سنة الشام وهو اشبه بضربة معلم لنحاج المشروع الفارسى المجوسى ليس الهلال الشيعى وانما المشروع القومى الفارسى وفى سبيل ذلك ستضحى بالاف الشيعة العرب والنظام السورى ترك مدن لدولة البغى فيها جنود سنة وقدمتهم ضحايا لهم للتخلص منهم
ان التاريخ لن يتخلى بما تركه اصحابه من وقائع حول ماجاء به منهج الافتراق الاصولى والفقهى الذى منه ولا تزال تعانى منه الامة والى الان  فهو يثبت ان مابدأ كحب ومولاة للنبى وال بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام تطور الى نظرية دينية كاملة وصلت فى اقسى مراحل غلوها الى تأليه الائمة وجعلهم بمرتبة اكاسرة الفرس القدماء الذين حازوا على المجد الالهى حيث تفاض عليهم العظمة والجلال من السماء. ان الفرس ليس بالقومية او العنصر الفارسى كجنس بل ان الثقافة الفارسية السابقة لدخول الاسلام والتى تسللت عبر مراحل متعددة متراكمة الى الثقافة الشيعية  وخلفت هوة ازدادت اتساعا بين السنة والشيعة وما ورد عن قصة زواج الامام الحسين عليه السلام من بشهرنابو بنت يزدجر الثالثة التى انجبت على ابن الحسين واصبح منهم ملوك الفرس قد نفاها سعيد نفيسى وعلى شريعتى اذ لم تكون لدية ابنة بهذا الاسم كما وان التاريخ يذكر بان الصفويين ساعدوا الاوروبين ضد الدولة العثمانية المسلمة حيث قام اسماعيل شاه بمراسلات كثيرة مع البرتغاليين يدعوهم لغزو الجزيرة العربية وانه واثناء وجوده فى الخارج للعلاج شاهد مظاهر احتفالية تجسد قصة صلب المسيح منها تجريح الجسم بالات حادة وضرب الصدور والتى لاتزال يعمل بها فى البرتغال واسبانيا الى اليوم فعمل على تطبيقها فى ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام واصبحت  اشبه بعقيدة يزداد الايمان بها عام بعد عام ولكنها تمارس بغير اهدافها الانسانية التى تدعو الى المحبة والتسامح كما اراد لها ان تكون ال بيت الرسول عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

590 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع