رسائل هادفة لمعالجة قضايا عراقية ساخنة / الحلقة السابعة والعشرون

                                    

     رسائل هادفة لمعالجة قضايا عراقية ساخنة/ح27

      

                          

       

وجهة نظر في القضية الكردية

بلا شك هناك أختلافات عديدة في زوايا النظر لكل منا ومن خلال مواقعنا المتنوعة، وبالتأكيد هذه الزوايا تشكل خطوطا متوازية لخدمة قضيتنا الرئيسية ككرد، أنا كما تعلمون من عائلة كردية أصيلة سكنت بغداد منذ زمن طويل، وبحكم طبيعة عمل والدي رحمه الله وعملي كانت لنا علاقات متشعبة ضمن أطياف عراقية مختلفة، وضمنها شخصيات أحتلت مناصب مهمة في الدولة العراقية عبر أحقاب زمنية مختلفة، وفي مرحلة ما بعد التغيير، وما توالت من أحداث ومتغيرات سياسية وأقتصادية وأمنية معروفة، وبعدما تحقق ما تحقق على مستوى كردستان وكذلك على مستوى النظام السياسي العراقي الجديد، وهيمنة القوى الشيعية العراقية عبر أمتداداتها المختلفة وخاصة نحو إيران وإقصاء القوى العربية السنية في العراق، وما أنعكس في الغالب على المصالح الدولية والإقليمية وخاصة العربية ذات القدرات الاقتصادية الكبيرة، فكنت غالبا ما أحاول أن أوضح للقيادة الكردستانية  الملاحظات التالية، وكنت أشعر بأني لم أوفق في إيصال هذه الملاحظات لأسباب مختلفة، منها إني كردي عاش معظم حياته في بغداد وغيرها  خارج كردستان وكقائد عسكري محترف لي طبيعتي المهنية الغالبة في نظرتنا للقضايا المختلفة والتي تختلف ورؤية السياسيين وطبيعة العمل الحزبي، وكذلك تأثير طبيعة أنطباعات أخواني الكرد المناضلين في كردستان، ومعايير تقييمهم نحو الكرد الآخرين الذين عملوا ضمن مؤسسات دولة النظام السابق، ولأمور أخرى معروفة:-
جوهر رؤيتي:
أن الوضع السياسي العراقي اليوم بات معقدا جدا مما يتيح للقوى السياسية الكردية أن تستثمر هذا الوضع لتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إذا ما أوجدت نمطا جديدا من السياسة البراغماتية  (المصلحية الواقعية) خارج السياسة الكردية النمطية من حيث الأهداف والأساليب، وأنتهاز فرصة إستراتيجية قد لا تتحقق لنا ككرد مرة أخرى.
المبررات :
1- معظم العرب السنة العراقيين اليوم باتوا مهمشين وقد خضعوا لسياسة طائفية قاسية، ولم تعد لهم أية قوى داعمة مؤثرة لا تتقاطع ومصالح الأمن القومي الأميركية، مما يشكلون قوة مضافة للقوى الكردستانية، إذ يجدون أن القيادة الكردستانية هي أملهم للمحافظة على وجودهم الحي، لضمان مصالحهم كمواطنيين عراقيين، وعليه سيناصروا هذه القيادة (كقوة سنية كبيرة داعمة) في كل المجالات والاتجاهات (تشكل قضية النائب الأول لرئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي نموذجا لهذه الحالة) والتي أجادت القيادة الكردية التعامل بصددها.
2- أن العراق بات ساحة لثلاثة لاعبين أساسيين وهما الولايات المتحدة الأميركية وإيران وتركيا ولهم أستحقاقاتهم ومستحقاتهم، في حين لا يوجد لاعب عربي سني مؤهل لدعم التوازن المطلوب في طبيعة النظام السياسي والأمني والاجتماعي والاقتصادي العراقي، مما يفسح المجال للاعب كردي سيكون له أستحقاقاته ومستحقاته .
3- أن الظروف الحالية تؤهل القيادة الكردية لأستثمار قدرات النخب العراقية وخاصة الموجودين في المهاجر العربية والغربية، وخاصة المقيمين مؤقتا في المملكة الأردنية (تربطني بالعديد منهم علاقات احترام وثقة متبادلة) والتي طردتها سياسات النظام العراقي الجديد وبوسائله المعروفة لديكم، وهذه النخب في معظمها ذات تقييس دولي يمكن الأستفادة منهم قبل أن تنتهي أعمارهم الطبيعية، مما سينعكس ذلك إيجابيا على القدرة المعنوية للقيادة الكردية وسعة تأثيرها.
4- أن المحيط العربي السني المؤثر كالمملكتين العربية السعودية والأردنية والأمارات العربية وحتى قطر سينظر بإيجابية عالية للسياسات العامة للقيادة الكردية، مما سينعكس ذلك بفوائد عظيمة لها من خلال فرص الأستثمار الاقتصادي والدعم السياسي لكردستان.
5- أن معظم القوى الشعبية الشيعية العراقية لم تستفد من هيمنة القيادات الحزبية السياسية الشيعية، مما يمكن أستثمارها كمضاعف قوة للقيادة الكردستانية التي ستكون مؤهلة لقيادة العراق بكامله، من خلال نماذج عديدة منها ازدهار كردستان أمنيا واقتصاديا واجتماعيا.
 
أخوكم
الفريق الركن الدكتور
عبد العزيز عبد الرحمن  المفتي
المقيم مؤقتا في عمان – الأردن
عمان 16 آذار 2012
للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة..

http://www.algardenia.com/maqalat/16658-2015-05-15-22-26-25.html

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1106 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع