ذكريات عن معرض بغداد الدولى

                                            

                               فلاح ميرزا

          ذكريات عن معرض بغداد الدولى/القسم الثانى

    

                         

للحديث عن الذكريات مع معرض بغداد الدولى وما احاطت به دوراته الدولية من مواقف انسانية وحضارية واخلاقية وذوقية تتجمع خلالها الابداعات الفكرية والمهارات الفردية والجماعية ومفردات من انتاجات يدوية بسيطة الى مخترعات فى غاية الدقة والتأثير وباختلاف مستويات المشاركات مابين الشركات الكبرى المعروفة عالميا وبين الدول ذات الصناعات والمهارات البسيطة تتوضح مستويات المقارنة بين الحديث والاكثر حداثة للمعروضات للدول الصناعية وبين الاوطأ من معروضات الدول حديثة النمو فى مجال الصناعة فترى الصناعات الالكترونية المتطورة يقابلها صناعات تقليدية للشركات فى الدول النامية 

  

وبين هذه وتلك يخرج الزائر من له الاهتمام بما يطلع عليه برأيه بمستوى هذا الحدث الذى يجتمع العالم فيه بكل انماطه وتقاليده التى لن تتمكن ان تحصل عليها الا بمناسبة كهذه وهى مناسبة دورات معرض بغداد الدولى والتى تحصل لمرة واحدة فى السنة,وفى اليوم الاول من شهرتشرين الثانى ولغاية الخامس عشرمنه واختيار هذا التاريخ يتوافق مع برنامج المعارض الدولية الاخرى التى يتم الموافقة عليها من قبل هيئةالمعارض الدولية , مع اختلافا بسيطا للايام التى يستمر بها المعرض فاغلب المعارض الدولية لاتتجاوز مدة اقامتها عن اسبوع او عشرة ايام باستثناء معرض بغداد فقد خصصت له خمسة عشرة يوما انسجاما مع حجم نشاطاته ومستويات مشاركة الدول والشركات وكثافة زوار المعرض الذين يعتبرون الذهاب اليه فيه نوع من الفرحة والراحة النفسية الى جانب انها سياحة معرفية للعالم تقدم لهم بصورة مجانية حيث ان العالم المصغر يجدونه امامهم بكل مخترعاته والوانه واطيافه , ان الاعداد لنشاط كهذه وبهذا المستوى ليس بالشئ السهل بل يحتاج الى الدقة والعمل التدريجى المنظم وفق الية زمنية على مدى عشرة اشهر من السنة تتولى الاقسام المختصة الاعداد له وفق السياقات التى تحددها وزارة التجارة والوزارات الاخرى ولان هذا العمل ينقسم الى جانبين..

 

الاول الاعداد لدورة المعرض والثانى لبرنامج مشاركة العراق فى المعارض الدولية التى تقام خارج العراق ولكل جانب منهما يتطلب مواصفات تتلائم ومستويات التطور الذى تشهده قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة والاقتصاد فى كل عام لاننا وفى مشاركاتنا فى المعارض الدولية نقوم بعرض ماهو جديد فى تلك القطاعات ونراقب تأثيرها على اذواق الزائرين لاجنحتنا فى المعارض الدولية وهى بالتأكيد ستؤدى سلبا وايجابا على مشاركة دولهم فى معرض بغداد لكل عام لذلك فان عمل موظيفى المعارض بحاجة الى مختصين يحسنون الاداء ويتمتعون بالكفاءة والثقة لان خطأ بسيطا قد يسبب احراجا للعراق لدى بقية الدول ( المخاطبات الرسمية للدول والسفارات والشركات) ورفع اعلام الدول فى الايام الوطنية لها والنشيد الوطنى.وغيرذلك ) وهناك امور اخرى تستوجب الدقة والمتابعة كالشركات المقاطعة او القيام ببعض الفعاليات الفنية والبهلوانية (السيرك والعاب السحرية) وعروض الازياء الغير ملائمة للتقاليد المحلية , ان الية العمل وتعددها وعلاقتها مع الاخرين فى داخل العراق وخارجه يتطلب معرفة متراكمة لمن يقوم به الى جانب الخبرة, وبجانب هذا التوصيف لطبيعة المهام التى يتخصص بها موظفى المعارض فان المظهر الخارجى له سيكون ايضا ضمن المتابعة وذلك لان العمل يتطلب منه الاحتكاك بأناس يمثلون شركات اجنية وهيئات دبلوماسية فالمظهراللائق للموظف والموظفة يساعد على انجاح مهمته وهذا بدوره ايضا يقرب هؤلاء الى تشجيع شركاتهم على المشاركة فى دورات المعرض , وهناك ايضا الجوانب الفنية الهندسية وورش العمل تقوم بواجباتها كل حسب تخصصه فى الاعداد للقاعات العرض وزراعة حدائقه وتنظيم الازقة مابين قاعات العرض , ويبقى الموضوع الاهم والاكثر دقة التنسيق مابين الوزارات التى لها اجنحة خاصة بها فى المعرض وما ستقوم به من نشاطات , ولان المعرض يمثل انشطة العراق فجناح وزارة الصناعة سيكون الجناح الاهم فى المعرض وسيكون أشارة الافتتاح من خلاله لان مايعرضه الجناح من معروضات تمثل الصناعة الوطنية ستكون مقياسا للتطور الذى شهدته القطاعات الصناعية الخاصة والمختلطة والعامة وسيكون محط انظار الوزراء المدعويين والسفراء والمواطنين لذلك فان لجناح الصناعة الاولية فى العرض ناهيك عن الاجنحة الوطنية الاخرى (جناح وزارة الزراعة والنفط والاعلام)فهى ايضا تعطى لها الاهتمام الكافى,ولاشك فان لاهتمام وزارة التجارة فى انجاح دورة المعرض يتطلب منها تهيئة اللجان المختصة لتسهيل مهمة اقامة الدورة وانجاحها فهى تتولى توجيه الدعوات الرسمية لوزراء التجارةوالاقتصاد والصناعة فى دول العالم لحضور حفل افتتاح الدورة وهذا يتطلب منها تهيئة كل المستلزمات البرتكولية للوزراء المدعوين من المرافقين والاستقبال والاقامة وكل ماتتطلبه تلك المناسبة وغالبا يكون حفل الافتتاح تحت رعاية رئيس الدولة او من ينوب عنه مزدحم بالوزراء المدعويين الذين فى مرة من المرات فد تجاوز عددهم الى تسعة وثلاثون وزيرا انه اشبه بمؤتمر دولى وهذا مما يولد الانطباع على المكانة التى يتمتع بها المعرض,ولا يفوتنى هنا ان اشيد بجهود وزارة الخارجية وسفرائنا فى الخارج لدورهم فى ايصال دعوات المشاركة وحضور الشخصيات السياسية والاقتصادية لدورات المعرض كما وان متابعة الوزارة واجتماعاتها الاسبوعية مع المدراء العامين فى الوزارة والشركات التابعة لها قد  سهل امور اقامة الدورة وبالتالى انجاحها, هذا وقد ساهمت بعض المظاهر البسيطة التى تميز بها المعرض عن غيره من المعارض للدول وهى مناسبة رفع الاعلام الوطنية لها على المنصة المخصصة للاعلام وعادة يقوم بها الوزير المدعو او من ينوب عنه وتتخللها الموسيقى الحية التى تقوم بها الفرقة الموسقية التابعة للجيش  وهى ترتدى الزى الخاص بها وامام عدسات القنوات التلفزيونية المحلية والاجنبية والصحافة والمصورين مع تقديم باقة ورد مهداة من الوزير يقوم بتقديمها مديرعام المعرض احتفاء بتلك المناسبة  ساهمت فى جلب السعادة والفخر لهم لان رفع العلم مسألة مقدسة لدى الدول, وقد هذا الشعور كثير من الوزراء المدعوين منهم الفرنسى والبريطانى والامريكى والنمساوى والايطالى واخرين من دول اخرى عربية واجنبية ,ويتبع ذلك البوم من الصور يحتوى المناسبة تلك, ناهيك عن ماتعنيه الجوائز التى تقدم لاجنحتهم منها الذهبية والفضية والبرونزية التى يتم صناعتها فى سويسرا,ان نشاطا كالذى اشرنا اليه يبقى بحاجة الى اطر تمنحه الالوان الجمالية لذلك فان اختيار فريق التشريفات الذى يتولى مرافقة الوزراء والشخصيات المهمة التى تحضر تلك المناسبات (رفع الاعلام, حفلات الاستقبال, زيارات الاجنحة)وهم من الجنسين بحاجة الى مواصفات دقيقة لانهم سيكونوا اقرب الناس للضيوف المدعوين واكثرهم احتكاكا فحسن المظهر والاناقة والثقافة واللغة عوامل تستوجب توفرها لكل واحد منهم وبثقة عاليه وطيلة فترة تعاملى معهم وعلى مدى اربعة عشرة عام لم المس منهم سوى اداء المهمة الموكلين بها على احسن وجه وبافضل الصور ولقد شهد الجميع بذلك على الرغم من ان عدد الاجانب الذين عملوا بالمعرض ومع الشركات والذين حضروا دوراته تجاوز على الخمسة الاف اجنبى.. 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

830 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع