تأريخ النهضة و نهضة التأريخ‏

                                        

                           مصطفى العمري

العقل الذي لا يفكر يعني انه ميت , و العقل الذي يسلم بما وجده من اسلافه ميت أيضاً ,

العقل الذي لا يستطيع اكتشاف الخلل البين ولا يرى مناظر الذبح و جريان الدم ولا يهتز لهذا الموت المجاني فهو ميت بطريقة مكثفة . شهد مجتمعنا العربي الكثير من النهضات العقلية و المحاولات الجادة للرقي بواقع الامة , لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل , وقمعت قمعاً استأصالياً لا يأمل منه العودة ولا النهوض . ليس حركة المعتزلة الأخيرة لكنها الأهم يقول روبرت رالي في كتابه اغلاق عقل المسلم , كانت الحملة ضد المعتزلة هي ردة في تاريخ الفكر العربي- الإسلامي، وبداية اغلاق عقل المسلم، والانحطاط الحضاري والفكري، وضعف الدولة العباسية، وتمهيداً لسقوطها الأبدي بركلة من هولاكو, ولم يتعافى العقل العربي من هذا الانحطاط لحد الآن، وما بن لادن ومنظمته الإرهابية (القاعدة) إلا ثمرة سامة من ثمار هذا الانحطاط الذي بدأ قبل 11 قرناً على يد الأشعري فكرياً، والمتوكل سياسياً.
والمعتزلة هم دعاة منح الأولوية للعقل على النقل، وفلسفتهم تتركز على أن الإنسان مخيَّر ويتمتع بالإرادة الحرة، لأنه يمتلك العقل الذي بواسطته يستطيع التمييز بين الخير والشر، والعدالة والظلم، لذالك فهو مسؤول عن نتائج أعماله
لكننا نعتقد ان الكثيرين من أبناء الوطن يحملون هماً لكي ينعتقوا من هذه المرحلة ومن ذلك التراث الغابر , لا ينقصنا في هذا الوقت الا ان نكون صادقين و مؤمنين بمشروعنا التنويري , فزمن الاختباء يجب ان يغادر , ودعوني اقتبس كلمة يرددها الدكتور الوردي كثيراً , أما آن للساكتين ان يتكلموا .
 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

723 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع