باقة ورد عدت بها!!

                                                  

                       بقلم ئه فين چرمگا

             

صباح يوم كنت اتصفح الاخبار ،ولفت انتباهي خبر ، فنانة مصريه احبها الجميع في الوطن العربي وبذات الوقت هي أحبتهم ،حيث دخلت المستشفى لتلقي العلاج ،في مدينة زيورخ التي أسكن فيها ،المدينة ذات المصابيح التي تعكس أشعتها على بحيرة زرقاء ،قررت في داخلي البحث عنها ،رغم كثرة المشافي مختلفة الاختصاصات ،لملمت اوراقي ، وجلست أخطط لرحلة بحث عن المعروف والذي يرقد في المكان المجهول ،ابحث عن فنانة أسعدت جماهيرها طيلة رحلة فنية طويله ، دخلت المستشفى حاملة باقة الورد التي أنتقيتها لتلائم مريضتي  وتسعدها بألوانها وروائحها الزكيه لتبعد عنها ،حالتين الاولى ،المرض ،والثانيه علاج غريب في الغربه .
استمريت بالبحث في عموم مشافي المدينة حاملة اسم الفنانه ،لأجري معها حوارا صحفيا ، ولكن دون جدوى ،عدت الى سكني متألمه لعدم حصولي على أية نتيجه ، لم أكن يائسة مما حدث ،بل قررت معاودة البحث في اليوم التالي ،وكانت النتيجه ذاتها، مصادفة أتصل معي والدي ،وسردت عليه تفاصيل معاناتي ،قال :

انت تبحثين عن فنانة مجهولة في مدينة اوربيه!!

لماذا هي مجهولة ياوالدي ،فالكل يعرفها في الوطن العربي وحتى في العالم ،هي نجلاء فتحي ،ضحك والدي..وقال لو بقيت ايام وليالي تبحثين فلم تجدي نجلاء فتحي ،قلت لماذا ياوالدي ،قال :
الا تعلمين ياأبنتي أن الفنانه نجلاء فتحي ،هو أسم  فني،وأن أسمها الحقيقي هو (فاطمة الزهراء حسين احمد فتحي )،وتذكرت بعد حين ان معظم الفنانين لهم اسماء فنيه وقلة من الآخرين أحتفظوا باسمائهم الحقيقيه .
قال والدي ،لابد ياأبنتي أن تعرفي بعضا من تفاصيل من تودين زيارتهم ولذلك ساعرفك بموجز بسيط عن فنانتنا الجميله نجلاء فتحي ،أنها :

       

فاطمة الزهراء حسين أحمد فتحي ،التي ولدت في يوم ٢١ ديسمبر من عام ١٩٥٠ في محافظة( الفيوم ) وقضت طفولتها فيها ،وفي بداية حياتها تزوجت من ( أحمد) نجل الكاتب أحسان عبدالقدوس ،وانتهى زواجها بعد عام واحد ،ثم تزوجت من المهندس( سيف ابو النجا ) ،وأنجبت ابنتها ( ياسمين ) وانفصلت ،وتزوجت للمرة الثالثه عام ١٩٩٢ من الإعلامي ( حمدي قنديل).
قلت استمر ياوالدي فهي قصة متداخلة أحب ان ترويها لي ،ثم قال ،هل تعرفين من اطلق عليها أسم ( نجلاء فتحي) ،أنه العندليب الأسمر ( عبدالحليم حافظ) ،وبدأت مشوارها الفني عام ١٩٦٦ وأصبحت نجمة لامعه في سبعينات القرن الماضي التي كانت مرحلة توهج وانطلاق لمشوارها الفني ،وأصبحت علامة مميزه من علامات السينما المصريه والعالميه ،وحصدت الكثير من الجوائز .وكان اخر خاتمة أعمالها عام ٢٠٠٠ هو فلم (بطل من الجنوب).وبعدها توجهت الى العمل في الجمعيات الخيريه ورعاية الأيتام .
عليك ياأبنتي أستمرار البحث ليس باسمها الفني بل ابحثي عن ( فاطمة الزهراء حسين ) عسى أن يكتب لك النجاح .
نهضت صباح يوم جديد..... للبحث في الاسم الجديد .حملت حقيبتي وباقة الورد بحثا عن الاسم الجديد ،دخلت المشافي واحدة بعد الآخرى

                    

وآخر المطاف وجدتها في مشفى الجامعه Universitätsspital.
وانا في باب الإستعلامات أسأل عن فاطمة الزهراء حسين ،أخبروني أنها تأتي للعلاج وتعود ،وطلبت عدم أشعار أي شخص بمكان أقامتها ،طلبت من موظفة الإستعلامات لمساعدتي في ارسال باقة الورد من قبلهم ،لكن لديهم تعليمات بكتمان سرها ،لملمت اوراقي ،لململت جراحي ،وعدت حاملة باقة الورد الى سكني ..

        

قررت في داخلي أن تبقى باقة الورد الى حين وهي  ذكرى لفنانة أحببتها .وادعوا أن لاتعود للمشفى مريضة بل نلتقيها لو بحلم طارئ ،او مصادفة لأروي لها قصة البحث عنها ومفارقات مررت بها..  

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

745 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع