اضطهاد العلماء والمفكرين :12 - كريستوفر كولومبس (ت1506)

                                         

                       أ. فؤاد يوسف قزانجي

 يعد كريستوفر كولومبس الايطالي من ابرز المكتشفين في العالم : ليس لشجاعته في ركوب البحر والمحيط وحسب ، بل لعلمه و ممارسته وشدة تحمله في اثناء اربع رحلات في سفن شراعية من اجل اكتشاف قارة امريكا وجزر المحيط الهادي ،وجعل الاوربيون يتوجهون الى قارة امريكا اللاتينية منذ القرن السادس عشر .

ولد كولومبس في جمهورية جنوة في ايطاليا عام 1451 م ، ثم اكتسب الجنسية الاسبانية . طرح افكاره في اختراق المحيط الهادي والدوران حول العالم امام ملك اسبانيا ، التي كانت من ابرز الدول البحرية في القرن الخامس عشر ، من اجل ان يمده بالمال والبحارة في رحلته التي تتطلب ثلاثة سفن وعدد من البحارة المتمرسين ، وذلك للسعي  في  الدوران حول العالم، لكن الملك الاسباني لم يقتنع برايه ، وكان مستشاريه من رجال الدين قد رفضوا الفكرة وحذروه اذا ما ذهب بعيدا ووصل حافة الارض،حينذاك سيسقط هو وبحارته ويهلك ، لان معظم الناس كانوا لايزالوا  يعتقدون ان الارض مسطحة .
كان كولومبس بحارا متمرسا وملاحا مجربا : فقد درس الملاحة وعلم الفلك والرياضيات في جامعة بافيا، وتتبع افكار ورحلات من سبقوه ،كما تعلم الاسبانية واللاتينية والبرتغالية .
وهكذا اضطر كولومبس ان يذهب الى البلاط البرتغالي ويطرح فكرته ثانية من اجل تمويل رحلته، فتمت الموافقة عليها، وكانت رحلته الاولى في عام1491 ، حيث كانت سفنه تجري بين جزر الكناري وجزر البهاما، وكذلك كولومبيا ، فظن انه وصل الهند ، وعند عودته ،ظل خمسة اشهر يسير ببطىء لشدة الرياح حتى اقترب من البرتغال،حينما قامت سفينة فرنسية باطلاق النار من مدافعها على سفينته ،فاغرقتها، وكاد يغرق بعد ان سبح لمدة طويلة لاجل ان يصل الشاطىء .
 اقتنعت اسبانيا بقدرته وامكانيته الملاحية ، فمولت رحلته الثانية في عام 1492 التي وصل فيها الى اراضي امريكا اللاتينية،حيث فتحت امام الاوربيين وخاصة اسبانيا التي استحوذت على عدد من تلك البلدان في امريكا الجنوبية مبكرا .
اما الرحلة الثالثة فقد ابحر عام 1498 فوصل الى ترينيداد ومن ثم الى جنوب امريكا، ومع ذلك لم يكن كثيرين يعتقدون بعودته سالما . يبدو انه كان فظا مع الاهالي ، فاعيد الى اسبانيا موقوفا ومقيدا بالاغلال . ولما وصل قررت اسبانيا انتزاع الميداليات والالقاب النبيلة ،بعد ان اتهمه قائد الكتيبة المرافقة بالمروق . وكانت رحلته الرابعة عام 1502 حيث جوبه عند عودته بعاصفة شديدة كاد ان يموت غيها، علما ان اسبانيا استطاعت بجهوده، ان تستحوذ على كثير من البلدان في امريكا الجنوبية ، واكتفت البرتغال بالاستيلاء على البرازيل، وهكذا اصبحتا من اغنى الدول في ذلك العصر . ومع ذلك اقامت اسبانيا دعاوى  قانونية وغير قانونية على كولومبس لامتصاص ثروته . اصيب كولومبس بالروماتزم وامراض اخرى ومات مبكرا في عام 1506 ،بعد اقل من سنتين  من عودته من رحلته الاخيرة ، لما  اصابه من نكد وهم ، ولم يتمتع بالثروة التي جمعها ،وكان عمره لايتجاوز الرابعة والخمسين،ودفن في مدينة فالادوليد (بلد الوليد) الاسبانية  . ولم تلتفت اسبانيا ولا البرتغال ولا ايطاليا الى منجزاته واكتشافاته الا بعد وفاته بفترة طويلة !
تاثر بشجاعته واقدامه كثيرا من المكتشفين والرحالة ، وصاروا يقرأون ماكتبه في رحلاته وما وصفه من جزر وامكنة . وسار على دربه كلا من ماركو بولوالايطالي وبعده جون كابوت البريطاني وغيرهما .

اهم المصادر
1- Wikipedia
2- www.history. com

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1007 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع