ماذا بعد داعش وتحرير الموصل؟؟

                                        

                     أ.د غازي ابراهيم رحو
 
مع اقتراب الايام بشكل متسارع لتحرير الموصل من القوى الظلامية  التي جلبت الويلات والماسي لابناء الموصل بجميع قومياتهم وطوائفهم ومللهم واديانهم..

وبالذات المجاميع الانسانية التي ابتليت بالدواعش وقاست الالم بالدرجة الاولى هي المكونات  والشرائح الاجتماعية من المسيحيين والايزيدين والشبك ومن متابعة  التصريحات والاجتهادات والتحضيرات التي تقوم  بها القوى الامنية  من زارة الدفاع والداخلية وقوات البيشمركة ورجال العشائر  والاعلانات التي تتم والخاصة بتشكيل وحدات عسكرية  لمختلف  الطوائف والتجمعات الاجتماعية والدينية والقومية والعشائر  يتبادر الى تفكيرنا  قرب بدء عملية تحرير الموصل التي يتمناها كل عراقي وكل محب لارضه ومدينته...ويوم امس الاول كان لي لقاء  مع السيد اثيل النجيفي محافظ الموصل المتواجد حاليا في الاردن لفترة قصيرة وقد تحدثنا  بما يتعلق بالموصل وما سيحدث لها في الايام القليلة القادمة والتحضيرات المطلوبة للتحرير وما بعد التحرير حيث بأت تقترب شيئا فشيئا ساعة التحرير , لان  التفكير اليوم ينصب على ما بعد تحرير الموصل نظرا لما عانته المدينة من تغيرات ديمغرافية سكانية اجتماعية وثقافية ,, وطرحت على السيد اثيل ما يتوجب القيام به ما بعد داعش  وضرورة البدء باقامة مؤتمر جامع لمختلف القوى الفاعلة في الموصل منذ الان لدارس الوضع الذي سيئول في الموصل بعد زوال الدواعش والذي هو بمستوى الاحتلال واكثر منه  ..  حيث من المهم اليوم ويتوقف على الجميع من مجلس المحافظة الى المحافظ الى اهل الموصل الاوفياء الى شيوخ العشائر  الى افياء الموصل  من ابنائها  اللذين لم تتلطخ اياديهم مع الدواعش في اي امر من الامور  المؤلمة التي مارستها القوى الظلامية   بان يتوحد  الجميع لغرض دراسة وتحديد متطلبات ما بعد داعش  حيث نعلم جميعا  ان هنالك مجموعات من الموصل انضمت الى الدواعش والبعض الاخر قام بسرقة جيرانه وسيطر على حقوق الناس الاخرين وساهم في تهجير ابناء الموصل من مختلف الاديان والطوائف ومنهم المسيحيين  الاصلاء حيث نرى اليوم دور المسيحيين وقد افرغت من محتوياتها   وصودرت رواتب واموال المسيحيين الموجودة في البنوك  وصودرت  المصالح الخاصة للقطاع الخاص  منهم,,,,  وتم بيع البعض منها  للاخرين وبمبالغ زهيدة لانها تعود الى المسيحيين  كما ايضا جرى لاخواننا المسلمين من اللذين نزحوا ايضا من الموصل بسبب الدواعش بالاضافة الى اخوتنا الكرد والايزيدين  نفس ما جرى لاخوتهم المسيحيين ,,, ولهذا فمن الضروري جدا وكما اعلمت السيد اثيل النجيفي بان يتم تهيئة مؤتمر عام لاهل الموصل بالذات يشترك به المسؤلين والسياسين من مختلف الشرائح  والاديان والقوميات هدف هذا المؤتمر  هو دراسة  الوضع الذي  سيحدث بعد داعش  من انتقام وتهجير جديد للبعض من العوائل التي وقف ابنائها مع داعش ان كان بموافقتهم وقناعتهم  او ان كانت رغما عن البعض  منهم  ,,, بالاضافة الى  الصراعات الاجتماعية والسياسية والامنية والاجتماعية  وحتى الثقافية التي هي افرازات سيئة من افرازات داعش في الموصل والتي يتطلب معالجتها من خلال وضع استراتيجية لسياسة جديدة تعمل على معالجة  الاوضاع الاجتماعية وكذلك الاوضاع السياسية وايضا الاوضاع المالية بالاضافة الى الاوضاع الثقافية ..فما حدث في الموصل منذ اكثر من ستة اشهر من اختلافات كبيرة  ادى الى تغييرات كبيرة في البنى التحتية للمدينة والاجتماعية والثقافية  والتي تتعلق بتنظيم المدينة من جميع الجوانب وفي مختلف القطاعات حيث يتطلب وقفة كبيرة وتهيئة منذ الان لعملية دراسة الوضع الحالي لمدينة الموصل وما حدث لها من تغييرات وكيفية معالجة تلك التغييرات  ووضع الحلول اللازمة لها  والتي تعالج الحالات  الكثيرة التي ستظهر الى الواقع ايضا  بعد التحرير  ولكي تكون الدولة متهيئة لما سيحدث بعد التحرير وطرد داعش فهذا يتطلب تهيئة كاملة لكي لا نفقد حلاوة التحرير من خلال فقدان التنظيم  كما حدث ويحدث للنازحين والمهجرين الان......هذا بالاضافة الى ضرورة التفكير الدقيق والتريث  قبل العودة الى المناطق المحررة وخاصة في الموصل وبالذات للعوائل النازحة والتي تعاني اليوم  من النزوح القسري والتي تتامل العودة باسرع ما يمكن من ابناء شعبنا المسيحي حتى تستقر الامور وتتبين وتتوضح المواقف  وهذا جميعه يحتاج الى ان يكون هنالك تخطيط مستند الى خطط تضعها القوى الفاعلة والتي عليها ان تهيء لذلك من خلال  الدعوة منذ الان لاقامة مؤتمر عام  يهتم بالموصل وتحريرها ووضع الاسس لاعادة هيكلتها بالشكل الذي يعطي لاهل الموصل الهدوء والامان واعادة الحقوق وهذا ما يجب التفكير به منذ الان ووضع المعالجات المطلوبة ...دعوة لجميع المهتمين بهذه المدينة  التي عرفت  بجمجمة العراق  بان يتركوا الصراعات الثانوية ان وجدت وان يجنبوا الموصل ويلات الخلافات بعد التحرير وان يبدأ الجميع بالتفكير في كيفية التعاون بين جميع الاطراف لمعالجة الاخطاء التي ادت الى تدمير الموصل من قبل الدواعش والتفكير بكيفية لملمة جراح ابناء الموصل  الاوفياء لمدينتهم والتعاون في تقديم ما تحتاجه الموصل بعد التحرير وامتثال الجميع ومن مختلف الاتجاهات السياسية  والقومية والاثنية الى مد يد العون لهذه المدينة المتالمة وعدم جعل الخلافات الجانبية تدمي القلوب مرة اخرى لكي يستطيع المسؤلين عن المدينة من رفع والغاء دموع الالام التي جعلت ابناء الموصل متالمين لما حدث لهم ..وان لا يحملوا اهلها المتالمون اكثر مما حدث لهم ؟؟؟فهل سنرى هذا التعاون وهذا التكاتف  في اعادة بناء ما خربه الدواعش ام سيكون البعض بديلا للدواعش  ويعمل على ايذاء ابناء جلدته ومدينته في ان يرفض التعاون بينه وبين الخيريين لرفع الظلم الذي لاقاه ابناء الموصل ..دعوة كريمة للجميع للتفكير بما سيجري ما بعد داعش ؟؟؟؟        

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

955 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع