في ذكراك ماذا نقول؟؟

                                    

                   الدكتور علوان العبوسي

تمر علينا اليوم الذكرى الرابعة والتسعون  لتاسيس الجيش العراقي الباسل وبهذه المناسبة يطيب لي ان احيي كافة العاملين الشرفاء بهذه المؤسسة  منهم القادة والامرين وضباط الصف والجنود ومن كافة الصنوف الاحياء منهم والاموات تحية العز والمجد والبطولة مخلداً ذكرى هذا اليوم العظيم الذي اضاء بنوره درب الكفاح المسلح ضد اعداء العراق من اميركان وصهاينة وفرس جيلاً بعد جيل تشهد له ارض الكنانة والشام وفارس ، تحية لك ايها البطل الهمام تحية اكبار واجلال لشهدائك في عليين والله اكبر.

اليوم تمر هذه الذكرى وهي حزينة ومريره  تراني عاجزاً في ألتعبير عنها لما يجول بخاطري من ذكريات  البطولة والانتصارات العظيمة التي سطرها هذا الجيش عبر سفر تاريخه العتيد منذ السادس من  كانون الثاني (يناير) 1921، وحتى الاحتلال الامريكي البريطاني للعراق في 2003،التي جاءت  بجملة من الانتكاسات والهزائم والتشرذم والابتعاد عن الشعب العراقي ، نتائجها باتت  وبالا على الموسسة العسكرية وسمعتها  المشرفة المعروفة .
كتبنا وكتب الكثير من القادة والشرفاء من منتسبي هذه المؤسسة محذرين من البناء الخاطئ لها منذ بدايات حل الجيش العراقي  والغاء الخدمة الالزامية بعد الاحتلال  من مغبة انهيارها المحتمل في اي وقت ، لااريد الاطالة في هذا الموضوع وعلى القارئ الكريم لو تكرم في البحث  بمقالاتي السابقة بعدد من المواقع الالكترونية ما كتبته في هذا الشان واخرها مقالي( تبقى نبراس ذاكرتي ووجداني انت ياجيش العراق الابي المنشور في الكاردينيا الثقافية ) .
كلنا نعلم ان بناء القوات المسلحة يتبع النظام السياسي لاي بلد سلباً وايجاباً ، وطالما لم يتم اعتماد الاسس الصحيحة في بناء الدولة العراقية بعد الاحتلال (2003) ، فقد انعكس هذا البناء على هذه المؤسسة المهمة واصبحت تتلاطمها الامواج الطائفية والعرقية والافكار الشوفينية  بتبني امريكي ايراني لكي لايكون هناك جيش بمعناه المهني الحقيقي مهمته الدفاع عن العراق ، ولكن جيش يراد منه اعلامياً ان يحتل جزء من الدفاع الوطني العراقي المغيب اساساً في الاطر الاستراتيجية  الوطنية .
بدايات التاسيس بعد الاحتلال كان الامر 91 سيئ الصيت الصادر من الحاكم المدني (بول بريمر) في حزيران (يونيو)2004 الذي سمح لتسع مليشيات طائفية وعرقية حاقده كارهة للعراق لتاسيس هذا الجيش ولايزال هذا الامر هو المرتكز الرئيس لمن يرغب الانتماء له ، ثم جاءت الافكار المحاصصية الخائبة ومن بعدها تداخلت اسس التدريب ومفاهيم الادارة والتنظيم مابين الجيش الامريكي وافكار جديدة بعيدة عن تحديد العقيدة القتالية وضعت من قبل  مجموعة من السياسيين والضباط لايملكون النزر القليل من مرتكزات بناء القوات المسلحة والتوصيف الوظيفي شارك معهم شلة من الايرانيين والاميركان وكلهم ينهجون نهجاً واحداً  من الولاء الطائفي والعرقي  لاتهمهم سوى مصالحهم الخاصة اولا ومصالح احزابهم ثانياً بدءً من القائد العام للقوات المسلحة نزولا الى الامرين الاصاغر منحوا الرتب والدرجات الوظيفية والقيادية الكبيرة لاشغال المناصب العسكرية المهمة ، وهكذا اصبح لدينا مؤسسة عسكرية جرارة قوامها عدد من الملايين في وزارة الدفاع والداخلية والامن الوطني والمخابرات العامة  وغير ذلك من العناصرالمش عنه و المغيبة رسمياً عن الحضور، ثم جاء دور المنظمات الايرانية العامله بغطاء انساني التي وصل عددها  أكثر من (36) منظمه تعمل تحت الغطاء التجاري والديني  والسياحي والثقافي والخدمي والاستثماري  في كافة ارجاء العراق تدار من قبل المخابرات والحرس الثوري الايراني هدفها مشروع تصدير الثورة الايرانية والاحلال الديموغرافي الفارسي  للعراق بدل الاصول العراقية ، ثم اضيف لقائمة الامر 91 عدد آخر من المليشيات كعصائب اهل الحق وجيش المهدي ثم جاء دور المرجعيات الدينية بعد سقوط الموصل بيد داعش روجت للحشد الشعبي  جاءت من طائفة واحدة ، ثم جيش العشائر ، والصحوات وهكذا كانت سمة الجيش العراقي الجديد، كلاً يعمل على هواه لاعقيدة قتالية ولاخطط عسكرية موحده وسليمة ولا ادارة رصينه وانما الهدف هو سرقة المال العام وتكريس الطائفية .
رب سائل يسال لماذا سقطت واحتلت الموصل هذا البلد العراقي العربي الاصيل في ساعات معدودة من قبل شلة من المغامرين المتخلفين عقلياً ونفسياً حاقدين على الاسلام الحقيقي لم تمنعهم الحشود الجرارة من الجيش العراقي الجديد هربوا خائفين وجلين تاركين اسلحتهم لتستولي عليها وتعبث بها  هذه الشلة الباغية وعليه يكون جواب السؤال باختصار شديد هو عدم توفر ولو نسبة قليلة من القادة والامرين المهنيين ذو الاعداد الصحيح والغيرة والشرف الوطني لهذه الموسسة في الدفاع عن العراق وشعبه المغلوب على امره .
اذن ماذا نقول في هذه الذكرى الخالدة ، ماذا نقول لقادة العراق  منذ التاسيس وحتى الان ماذا نقول لشهداء العراق الذين قضوا من اجل الدفاع عن هذا الوطن ، ماذا سيكتب التاريخ عنك ياجيش العراق وعن ادوارك في الدفاع عن ارض العروبة والاسلام بعد ان اقتصرت هذه الادوار بعد الاحتلال في قتل ابناء شعبك الذي ساندك طوال سفرك الخالد الطويل بدل دفاعك عنهم، ماذا سيكتب  التاريخ والمليشيات الايرانية تسرح وتمرح في مدن العراق تستبيح قتل العوائل العراقية بدم بارد وتهجير مدن باكملها من اجل احلال العناصر الفارسية ذات الاصلول المجوسية والصفوية  بدل الدفاع عنهم ، هاهم قادة الحشد الشعبي  يطالبون بالتهديد اهالي المقدادية وسامراء وجرف الصخر وبعض مناطق بغداد  ترك دورهم  ويتوعدوهم   بما لايحمد عقباه عند عدم التنفيذ او العودة اليها ، اما  وزير الدفاع فذهب  يستجدي ايران من اجل اشراكها رسميا في الدفاع عن العراق حتى لو كان الثمن احتلاله  وقد استجابت ايران فورا وكان جواب نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال (حسين سلامي) نعم هناك  جيوش شعبية مرتبطة بالثورة الإيرانية في العراق وسوريا واليمن، يبلغ حجمها أضعاف حزب الله في لبنان . ، بدل ان يلجأ لقادة العراق السابقين  الاصلاء واخذ مشورتهم لاحياء هذا الجيش فهم الاجدر من غيرهم وتواقين لهذا الهدف بكل تاكيد ولكن مشورتهم غير مقبولة من قبل ايران والاميركان .


في الختام بكل اسف اقول اصبح الجيش العراقي الحالي جله حمايات للسياسيين والقادة والمسؤولين والاحزاب وعليه هذا ليس بجيش حقيقي مهني مهمته الدفاع عن العراق ارضاً وسماءً ومياهً ، ويمكن درجه تحت عنوان جيش المليشيات العراقية والايرانية ، ولم يبقى للعراقيين سوى الدعاء لله سبحانه ان يحمي العراق وشعبه من الاميركان والصفويين واذنابهم  اعداء العراق وسراق ثرواته وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين به نستعين   في انقاذ شعبنا من لدن اعداء العراق ، كما نناشد حكومة العبادي بالضرب بيد من حديد لكل من سولت وتسول له نفسه النيل من سيادة العراق .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

671 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع