هموم الفقر في رمضان

                                     

                        خالد القشطيني

لا بد أن يشعر الفقير والمحتاجون بقسوة فقرهم بصورة مكثفة في شهر رمضان المبارك؛ إذ يرون الموائد الرمضانية الوفيرة والحلويات الزكية المعروضة في الأسواق ويشمون روائح الشواء والطبخ وكل ما لا سبيل لهم إليه. وقد أجزل كثير من الشعراء في التعبير عن هذه المشاعر الموجعة.

كان منهم هاشم الرفاعي الذي عاش على الفول، سيد أطعمة الفقير، فلم يجد زادا غيره يتسحر به ويفطر عليه، فقال:
الفول أكلي ما حييت وإنني
متحرق شوقا إلى القلقاس
البطن خاو كالجيوب وأشتهي
ما في المسامط من لحوم الراس
وعبر شاعر آخر، محمد الأسمر، عن مشاعر شعبه ككل:
قيل شهر الصيام آت، فقلنا
نحن شعب يصوم في كل آن !
نحن لسنا نصوم في العام شهرا
واحدا بل نصوم طول الزمان
وراح أبو الحسين الجزار يبكي حظه في عجزه عن شراء شيء من حلوياته المفضلة: الكنافة، فقال:
ما رأت عيني الكنافة إلا
عند بياعها على الدكان
كم ليلة شبعت من الجوع
عشاء إذ جزت بالحلواني
حسرات يسوقها الطرف
للقلب فويل للفكر عند البيان
كثيرا ما يفضي الجوع بالمحتاج إلى كسر صيامه سهوا وعفوا؛ إذ يرى أطايب الطعام أمامه فيمد يده إليه. وها هو الأبشيهي يروي في كتابه «المستطرف في كل فن مستظرف» حكاية أحدهم فقال، ذهب رجل إلى فقيه يسأله، قال أفطرت يوما في رمضان. فأجابه قائلا: اقض يوما مكانه. قال قضيت وأتيت أهلي وقد عملوا مأمونية فسبقتني يدي إليها. فأكلت منها. فقال له الفقيه اقض يوما آخر مكانه. قال قضيت. وزرت أصحابي وقد عملوا هريسة لذيذة. فسبقتني يدي إليها وأكلت. فقال له الفقيه، أرى ألا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك!
دعا رجل الدكتور مصطفى رجب إلى تناول السحور معه. ولكن صاحبه هذا كان ضيق اليد فأشغله بالحكايات والكلام دون أن يوفر ما يكفي من طعام للسحور. فخرج منه وقال هذه الأبيات:
قصة بعد قصة بعد أخرى
تلو أخرى ودق طبل السحور
قطرات لو أنها من سموم
ما أضرت بعنكبوت قصير
عينات لا تبطل الصوم أصلا
هينات كدمع طفل صغير

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

965 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع