كورنيشُ السماوة - الكورنيشاتُ هوياتُ المُدنِ النهرية

      

كورنيشُ السماوة - الكورنيشاتُ هوياتُ المُدنِ النهرية

  

       

هي محظوظةٌ تلك المدنُ التي تخترقُها الأنهر .. وهو محظوظٌ ذلك النهرُ الذي تهفو اليه النفوسُ إذْ تُعلن عشقَها له ، فتبني هياكلَ هويتِها : بيوتاً ومرابعَ ، اسواقاً وشوارعَ ، أحداثاً ومناسبات ... كينونةٌ خَلقيةٌ تتشكَلُ وفقَ هندستِها المكانية تجمعات أُناس يحدوهم العيشُ بيسرٍ وأمان ، خالقين تاريخاً لهم تتهافت فوقَه الاعوامُ في ذاكرةٍ جمعيةٍ يحتويها كتابُ الزمن .

النهرُ صديقُ المخلوقاتِ وعشيقُ الارض
من هذه الفكرةِ وهذا التصوّرِ صارت الكلماتُ البشريةُ تتغنى به ؛ وصار هو داعيةً للبشر أنْ يحتضنوه ليهبهم هويةً لا تُنسى تتباهى بها المدنُ . وسعيدٌ هو البلدُ الذي ينسابُ على ارضِه نهرٌ .. يصبحُ محطَّ عشقٍ ورغبةً في عَيش .
وإذا كان ثمَّة نهران في بلدٍ فهذا يعني أنَّه بلدٌ يُحبّه الله ، ويعشقُه ... وهذا ما جعلَ بلادَ العراق مَحطَّ انظارِ البشرية وهفوِها للوصول اليه والعيش فيه .. إنَّ العراقّ مَحبوبُ الله .

   

السماوة بلا كورنيش
ظلت السماوةُ طيلةَ تناميها كمدينةٍ وهي تجتازُ الحقبَ والعقود بلا شارعٍ يحاذي النهر من ضفتيه ؛ انَّما كانت البساتينُ تمتدُّ هابطةً الى النهر ؛ وإذا وجِدت ثمةَ بيوتٌ فانَّ هذه البيوت تطلُّ على النهر مباشرةً فلا يوجد غيرُ ممشى بعرضِ متر لا أكثر للذي يريدُ السيرَ بمحاذاة النهر. من هنا انطلقَ شاعرُ السماوة مجهولُ الاسم وهو يشاهدُ تلك المرأة التي تهبطُ الى ضفةِ النهر عبرَ سلَّمٍ صخري اعلاه عندَ بابِ البيت مباشرةً تملأ المَساخن أو القدور وتصعد بجهدٍ يسير ، على عكسِ نساءُ سكان البيوت الاخرى التي عليها أن تقطعَ الازقةَ وتجتازَ الشوارعَ وان كانت صغيرة لتملأ مَسخنةً أو قدراً أو تغسل ملابسَ افراد العائلة ... أقولُ من هنا اطلق الشاعر موهبته التي رسمت صورةَ غزلٍ أو اعلانَ حسد :
يا مسعدة وبيتك على الشط
وقبال بيتك يسبح البط
ومنين ما ملتي غرفتي .
ولم يفطن السماويون إلى أنَّ هناك ضرورةً لوجود شارع يحاذي النهر ، ويكون كينونة مكانية تتلقف خطاهم ، وتعد لهم مواقع يقفون عندها أو يجلسون إلا عندما قدم القائمقام الجديد رشيد عبد الله الصوفي .
كان ذلك في العام 1932 حيث أجرى أول جولة له في المدينة ووقف وسط الجسر الخشبي الذي يربط ضفتي الفرات يتأمل المشهد بالنظر الى ضفتي النهر الذي صورته مخيلته شاباً فتياً يتباهى بانسيابيته ، ويسير واثق الخطوةِ بكبريائه .. فتساءل والدهشةُ تتراغى في صدره : أيعقل أن لا تتكحل عيون السماويين بمنظر هذا الفتى الرشيق المتسامي ، ولا تنال نفوسهم هبات الجمال التي يتحلى بها والتي اغدقتها الطبيعة عليه فجعلته بهذا البهاء ؟!
يومها ، أول شيء فعله عند عودته إلى مكتبه في " مخفر الخناق " بصوب القشلة هو أن كتب برقية إلى صديق مهندس يعيش في بغداد يثق به لا ليطلعه بغية استحداث شارع كورنيش فحسب بل لعمل خارطة كاملة للمدينة ، تحتوي على شارعي كورنيش : الاول في الصوب الكبير والثاني في الصوب الصغير ( القشلة ) ليكونا صديقين حميمين للفرات يصاحبانه أبداً داخل حدود المدينة ، ويرسما هوية السماوة المدينية التي تقتضي أن يكون لها شارعا " كورنيش " على ضفتي النهر مثلما شوارعَ وأزقة وإن بهندسة متواضعة .
ولقد وجدَ الصوفي وهو يتحاور مع عدد من اعيان المدينة ان استحداث شارع كورنيش في الصوب الصغير ( القشلة ) لا يتطلب غير قطع اشجار نخيل ؛ ذلك ان الضفة على امتدادها كانت بساتين تطل على النهر ... أما الصوب الكبير فهناك بيوت تتماس وضفة النهر . وكان عليه ان يتخذ قراراً جريئاً باستحداث الشارع وتعويض اصحاب البيوت ما يستحقونه من تعويض ؛ واضعاً في الحسبان جمال المدينة والتاريخ الذي سيذكره في لمسته الحضارية مستقبلاً .... كانت البيوت المتاخمة تعود اغلبها لعائلات آلمشل ، وعلى رأسهم حاج جيجان بائع الأدوية العشبية حيث عوِّضَ ومن معه بقطعة أرض مجاورة لمقبرة الخاتونة في الصوب الصغير ، وكان ردُّ آل مشَل على قرار القائمقام احتجاجات وشكاوي وصلت الى متصرف لواء الديوانية حيث كانت السماوة قضاء تابعاً له .. ولقد وصف ذلك الاحتجاج بـ ( دَقة الصوفي ) أي فعل الصوفي المُستهجَن .. وفي المقابل ابتهج الناس لقرار القائمقام وراحوا يرددون بسعادة : ) :
جيجان زينوا راسه // جادّة وصارت وناسه
ولحسن حظ المدينة ، وصحة نظر القائمقام واصراره على جعل قراره قطعياً رُدّت الشكاوى ؛ فَشُقَّ الشارعان وصارا حقيقة لا يمكن اغفالها .. صار الناس يمرون عبر شارعين طويلين : شارع كورنيش الصوب الصغير (صوب القشلة ) ، ويبدأ من بساتين البندر إلى بساتين الخزاعل .. أما كورنيش الصوب الكبير فيبدأ من بساتين محلة الشرقة ( بساتين آلحرّان ) الى بساتين محلة الغربي ( بساتين محمد علي ) ، وصار طول الشارع يتجاوز الالف متر وإنَّ ظل مترباً لم يمر عليه القار الا بعد ما يزيد على خمسة عشر ؛ اذ انيطت مهمة تبليطه الى المقاول حنش البديري ، حيث كانت عيون المدينة وما يحتشد معها من عيون الناس تتابع نشر القار وتعديله يدوياً من قبل حنش وعماله ليكون مسطحاً وبلا تعرجات ... فلم تكن آنذاك سيارة تمد الاسفلت بطريقة آلية كما مُتّبع اليوم . وتوجهت البلدية لعمل سياج يمنح الشارع ابهة وألقاً وجمالاً فعمَلَت على بناء هياكل مربعة بحوافٍ اسمنتية ظاهرة طُليت بطلاء أبيض تبعد الواحدة عن الاخرى بثلاثة أمتار ، وترتبط بعمودين حديديين اسطوانيين .
ولقد زاد من ألق الشارع وبهائه بناء جسر حديدي عملاق جاء على اثر مشروع ارتآه الملك فيصل الثاني عند زيارته الى السماوة في العام 1953 ونفذته شركة المانية لصالح مجلس الاعمار وافتتحه الوزير خليل كنّه في العام 1957

          

الابنية المطلة على الكورنيش
من اهم البنايات المطلة على النهر في الصوب الكبير كانت مبنى الحكومة قبل استحداث المشروع بكليته .. تلك البناية كانت عبارة عن مجمع حكومي حوى مركزاً للشرطة ، ودائرة بريد وبرق ، ومستوصف صحي .. ويجاوره على بعد امتار مكتب المحامي قاسم زين العابدين .. وانبرى عبد الرزاق الامامي وهو من عائلة الاماميين الميسورة في المدينة الى افتتاح معمل لصناعة الثلج في الشارع  وكان الاهالي يهرعون في ساعات نهار الصيف اللاهبة لشراء قوالب الثلج فيقفون بالتتابع لشراء ربع القالب او النصف على اكثر تقدير حين تكون العائلة كبيرة .
ولقد استفاد الحاج حسوّن الدَّفَّاعي وهو من سكنة حي الغربي من مشروع شق شارع الكورنيش فبنى جامعاً سمّي باسمه . وبنى الحاج عزيز حمود ( والد كل من الفنانين الموسيقيين الشهيرين علاء وجمال ) المعروف بذوقه الفني وسعة خياله بيتاً جميلاً فاستقدم من العاصمة بغداد بنائين يمتلكون ذوقاً فنياً رائعاً جعلوا واجهته برسوم ونحت ملفت للانتباه ومثير للمتعة ( كانت الواجهة بثلاث اسكجات : الاول يمثل نافذة ملونة بتاج باذخ الالوان ،واسياخ حديدية خلفها درفتا النافذة مغلقتان ؛ اما الثاني فكان ثمة يد لم يبن منا غير اصابعها تمتد لتفتح النافذة ، فيما الاسكج الثالث لوجه رجل يطل بهيئته الجميلة ، مبتسماً كأنه يلقي التحية على المارة او على النهر ، او على الاثنين معاً ) .. وافتتح حسن الشيخ موسى محلاً للعطارة ؛ وما كان يلفت انتباه المارة هي تلك الدعاية الضوئية الكبيرة لمشروب الكوكا كولا فوق واجهة الدكان تشتعل اضاءتها ليلاً فتبتهج لمرآها النفوس ... وكان الى جوار الدكان مبنى يعود للسيد مندل الحصيني استأجرته تربية الديوانية ليكون أول مدرسة متوسطة للبنات تعاقبت على ادارتها عدد من المديرات الرصينات لعل اشهرهن الست شميران ابراهيم لازار ، وكانت صارمة وحازمة اثبتت نجاحاً مبهراً .

     

اما كورنيش الصوب الصغير فقد بنيت عنده البيوت الحديثة ذات المعمار الجميل من قبل ساكنيها وخصوصاً طالب عبد الرزاق الامامي الذي بنى بيتاً بطابقين كان مبعث ابهار لأهل المدينة إذ بناه على طراز ابنية الاغنياء المتنفذين في العاصمة بغداد ، يجاوره بيت عبد الستار عباس الامامي ، وجوارهم بيوت الدَّهانيين وآلقدّوري .

     

     العهد الملكي وشارع الكورنيش عندما كان ترابي ولقطة للحاج عباس جبر عبد

ولأن النور الكهربائي وصل المدن العراقية واستغنت عن الفوانيس في اضاءة الشوارع والبيوت فقد انشئت في العام 1953 شركة محلية اتخذت من شارع الكورنيش موقعاً تزود المدينة بالإضاءة عبر المصابيح الصفراء ذات الستين والمائة فولت ، ولم تكن اضاءة الفلورسنت قد وصلت . وحتى عندما وصلت لم تكن تضيء الا عند منتصفات الليالي عندما تُطفىء اغلب البيوت انارتها ذلك أن الفلورسنت الذي هو عبارة عن انبوب زجاجي ابيض يحتاج إلى تيار كهربائي عالي من أجل أن يتفاعل الستارتر مع قوة التيار كي يتوهج الغاز الذي يملأ الانبوبة الزجاجية .

   

ناصر حسين وتأرخة الكورنيش صورياً
من حسن حظ السماوة ان افتتح ناصر حسين الشاب في بداية خمسينات القرن العشرين استوديو للتصوير باستئجاره دكّاناً من الدكاكين المطلة على الفرات والعائدة للاماميين بين معمل الثلج ومقهى جاسم حيث أغلب روادها من المعلمين والمدرسين . لذا ترى معظم ( واكاد أقول أن جميع ) الصور الفوتوغرافية التي يظهر فيها الكورنيش ونهر الفرات ومتعلقاته إنما أخذت بكاميرة ناصر حسين ، وتُركت كنصوص صورية يحتفظ بها التاريخ كجزء من الذاكرة السماوية فأصبح كلُّ مَن يحاول الكتابة عن الفرات وكورنيشيه والأبنية المطلة أو أراد العودة إلى ذكرياته عاد إلى هاتيك الصور لجعلها وثيقة لها اهميتها التاريخية .

         

ومع تفجر ثورة 14تموز عام 1958 واتجاهها للتعمير استحدثت ( في مساحة الكورنيش في طرف الغربي للمدينة ) حديقة وسطية تفصل الشارعين ، ومقابلها بامتداد النهر ثلاث مقاهي على كورنيش الصوب الكبير . كانت هندسة بناية المقهى المخصصة لعمل الشاي بخمسة اضلع لا يزيد مساحتها الاربعة امتار في حين تمتد مساحة المقهى مكشوفة على الهواء على امتداد الشريط المطل على النهر ، وبطول ثلاثين متراً في الهواء الطلق تنتظم فيها قنفات ومناضد خشبية ومسيجة بسور من أعمدة حديدية اسطوانية تحدد مساحة كل مقهى . وكانت لون طلاء هيكل المقهى الاول أصفر ، أما طلاء الثانية فلونه أخضر ، في حين كان طلاء الثالثة باللون الأحمر . ولقد استغلت الحركات السياسية تلك الالوان ابان الخمسينات وامتدت إلى الستينات من القرن الماضي ، فصار البعثيون يرتادون الكازينو الصفراء ، واتخذ الديمقراطيون من الكازينو الخضراء مكانا لتجمعاتهم فيما كرس الشيوعيون الكازينو الحمراء للقاءاتهم .

التعديلات الحاصلة على شارع الكورنيش
منذ أن عُبد شارع الكورنيش على يد المقاول حنش في بداية الخمسينات وحتى السبعينات لم تمتد له يد التعبيد أو الادامة وتصليح التخسفات من جديد لذلك صار الناس يخوضون في الاطيان وبرك الماء حين يهطل المطر شتاءً . وما كان يحصل هو التغيير الذي يتم للسياج المطل على النهر . فقد استبدل في مطلع سبعينات القرن الماضي العمودان الحديديان المتوازيان اللذان يتصلان بالهياكل الحجرية المربعة ( التي بقيت كما هي ) بسياج حديدي مشبك عريض تجاوز ارتفاعه المتر مما اثار امتعاض بعض الناس وعدّوه فعلاً لا ينم عن ذوق سوي ، فراحوا يتقولون على ان السياج صار بمثابة سجن للفرات وعائق يعيق نظر الاهالي عن جماله . حتى أن احدهم كتب ريبوتاجياً صحفياً نشر آنذاك في مجلة " الف باء " تلك الايام يشير إلى سجن النهر بغير ذوق .
التعديل الكبير لشارع الكورنيش
لقد طرأ على الكورنيش من طرف الصوب الكبير فعل مهم ذو شأن مع بدايات العام 1972 عندما شرعت الحكومة المحلية في زمن محافظ المثنى عيادة الصديد وبإشرافه على توسيع شارع الكورنيش وذلك بتهديم البيوت وتعويض اصحابها . وتولت الادارة المحلية اعتماداً على مهندسيها ببناء عمارات سكنية بطابقين ، وأسفلها محلات عُرِضت للإيجار ، أضفى طابعاً حضارياً مرموقاً على المدينة فيما هُدم المجمع الحكومي الذي كان يضم مركز شرطة ودائرة بريد ومستوصف صحي ودائرة استهلاك واستحدث معه مبنى الاسواق المركزية ، أو ما كان يطلق عليه الناس ( اورزدي باك ) ، الذي ضربته طائرات التحالف في العام 1991 وهدته إلى الارض .

اليابانيون وكورنيش السماوة
بعد احتلال العراق في العام 2003 وزعت محافظات العراق على عدد من الدول المحتلة المتحضرة كي تعيد بعض ما دمرته الحرب وما حصل لمدن البلاد من اهوال بفعل الحصار الدولي الذي ضُرِبَ عليها بلا رحمة ؛ فكانت اليابان من الدول التي انيطت بها مهمة مساعدة محافظة المثنى . وكانت المحافظة تتوخى البناء والاعمار وازالة مخلفات الحرب اعتماداً على السمعة الاعلامية الكبيرة التي ترفع اليابانيين إلى مصافي الآلهة في البناء ... لكن ذلك لم يحدث اذ انسحبوا بعد عدة اعوام .
ولقد عشت في ليبيا طيلة عشرة اعوام ، وعدت بعد سقوط النظام بعام . وكنت خلال العام اتابع اخبار مدينتي السماوة عن بُعد . وعندما علمتُ ان خدمات المحافظة أنيطت باليابانيين راحت مخيلتي تبني ، وتشيد . وراحت الصور المشرقة ترتسم تترى خصوصاً وأنا أقرأ خبراً وقرأه غيري يشير إلى ان اليابانيين باتوا في مدينة السماوة يشترون الازبال بالمال . فكل صبي او رب عائلة يأتي لهم بكيس قمامة يمنحونه مبلغاً مشجعاً . ذلك جعلني استعجل العودة الى البلاد وفي مخيلتي مشاهدة العمارات التي يشيدها اليابانيون وترتفع إلى عنان السماء . فاغتبطت كثيراً ، وغبطت اهلي بما رددته نفسي : كم أنتم محظوظون باليابانيين .
ويوم وصلت وفي ظني ان سأرى اليابان جميعاً في السماوة يعملون كخلية نحل ، فاذا بي أفاجأ بالبنية المتهالكة التي تركتها قبل عقد ، وإذا بي أرى الازبال اكواماً كالتلال عن رؤوس الشوارع ومداخل الازقة ، وإذا الكلاب بأعداد هائلة تسير في الشوارع أو تنام عند ظلال الابنية . واذا بالأصدقاء يقرؤون خيبة أملي ، وهم يضحكون ساخرين عندما سألتهم عن اليابانيين ، فقالوا قف معنا قليلاً وانتظر . ولم تمر ما يربو على الساعة حتى سمعت الاصدقاء يقولون هامسين ها هم قد جاءوا .
نعم جاءوا بعربات عسكرية مدرعة خضراء متواضعة وانصاف اجسامهم تظهر من الابواب الدائرية في سطح عرباتهم ، صافين كفوفهم على صدورهم ومنحنين في أداء تحية وابتسامات بلهاء يرسمونها على وجوههم .
لحظتها صاح احد الاصدقاء هازئاً :
هذا ما قبضناه من اليابانيين بناة العالم .

     

كورنيش السماوة والتجديد الأخير
سعى محافظ المثنى ابراهيم سلمان الميالي الذي تولى ادارة شؤون محافظة المثنى في العام 2008 إلى الاهتمام بمدينة السماوة كونها مركزاً لمحافظة المثنى ، وأولى اهتماماً خاصاً بشارعي الكورنيش في الصوبين الكبير والصغير . فاستحدثت مدينتا ألعاب " العلوتي" ، و " الزوراء ". وانشئت متنزهات لعل اهمها " متنزه الوردة " في الصوب الكبير ، و" متنزه الزيتونة "في الصوب الصغير ؛ نصبت فيه وسائل تسلية الأطفال وأدوات الجمناستك للكبار ، ، ورصف رصيفان شارعي الكورنيش الممتدان لمئات الامتار بالحجر المقرنص وانتشرت المصاطب ، واضيئت الانارة الجميلة ليلاً ، وتوزعت المقاهي على امتداد كورنيش الصوب الكبير ... وبذلك صار شارعا الكورنيش المتنفسين اللذين يلتجىء اليهما المواطن السماوي كسباً للراحة وتفريغاً لهموم النهارات الثقيلة .

السماوة
22 أيلول - سبتمبر 2017

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

638 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع