الكاتب النرويجي جون فوس يتوج بجائزة نوبل للآداب ٢٠٢٣

العرب/ ستوكهولم - أعلنت الأكاديمية السويدية التي تمنح جوائز نوبل سنويا، تتويج الكاتب النرويجي جون فوس بجائزة نوبل للآداب للعام 2023، وذلك عن “مسرحياته المبتكرة”، حسبما أعلنت لجنة التحكيم. واختارت الأكاديمية الكاتب البالغ من العمر 64 عاما نظرا إلى “مسرحياته المبتكرة ونثره المجدد الذي أعطى صوتا لما لا يوصف”.

وصفت الأكاديمية الروائي والكاتب بأنه “واحد من أكثر الكتاب المسرحيين شهرة وعرضا لأعمالهم على نطاق واسع في عصرنا”، كما أشادت بكتاباته النثرية. وقالت إن كتاباته تكشف “فقدان الإنسان لتوجهه”. وبيّن محكمو الجائزة، وفق بيان لهم، أن لدى فوس المتوج هذا العام الكثير من القواسم المشتركة مع سلفه في أدب النينورسك النرويجي تارجي فيساس.

وأضافت اللجنة “تجمع مدينة فوس بين الروابط المحلية القوية، سواء اللغوية أو الجغرافية، مع التقنيات الفنية الحديثة. وقد أدرج في كتابه Wahlverwandschaften أسماء مثل صامويل بيكيت، وتوماس بيرنهارد، وجورج تراكل”.

وتابعت لجنة نوبل “في حين أن فوس يشارك أسلافه في النظرة السلبية، إلا أنه لا يمكن القول إن رؤيته الغنوصية الخاصة تؤدي إلى ازدراء عدمي للعالم. في الواقع، هناك قدر كبير من الدفء والفكاهة في عمله، وضعف ساذج أمام صوره الصارخة للتجربة الإنسانية”. وولد فوس عام 1959، واعتمد بصورة كبيرة على أسلوب أصبح يعرف باسم “أسلوب الحد الأدنى لفوس”.

كاتب مبتكر

كان فوس أحد المرشحين للفوز بجائزة نوبل للآداب في السنوات الأخيرة، نظرا إلى مسيرته الحافلة في عالم الأدب، إذ يعتبر واحدا من أهم الكتاب في أوروبا، حيث بدأ مسيرته منذ ما يقرب من أربعين عاما وكتب الروايات والمسرحيات والقصائد والقصص والمقالات وكتب الأطفال، ترجمت أعماله الحائزة على جوائز إلى أكثر من خمسين لغة، وتم عرض مسرحياته أكثر من ألف مرة في جميع أنحاء العالم.

نشأ فوس في مزرعة صغيرة في منطقة Hardanger بالنرويج، درس الأدب في جامعة بيرجن وعاش كاتبا متفرغا في معظم حياته، وعمل صحافيا، كما درس في أكاديمية الكتابة في هوردالاند، وكان أيضا مستشارا أدبيا لإعادة ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة النرويجية، في عام 2011، منحته الدولة النرويجية مكان إقامة فنانيها الفخري مدى الحياة The Grotto، الواقع في أوسلو، بالقرب من القصر الملكي.

بعد أن قدم كتابه “أحمر، أسود” عام 1983، نشر حوالي خمسة عشر كتابا. تضمنت كتبه من السمات المميزة أبرزها التكرار، والمونولوج الداخلي، والأسلوب الموسيقي المثير للذكريات وقد استمر فوس في نشر النثر والشعر وكتب الأطفال خلال الثمانينات.

لكن أبرز نقلاته النوعية كانت كتابته أعمالا للمسرح ساهمت في صناعة مجده الأدبي. وقد تم إنتاج ونشر مسرحيته الأولى “ولن نفترق أبدا” عام 1994. للتتوالى أعماله المسرحية التي قدمت المئات من العروض ونالت نجاحا واسعا لما تميزت به من أسلوب مبتكر.

وتحبس الأوساط الأدبية والثقافية في شتى أنحاء العالم أنفاسها في انتظار الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للآداب، والتي تعتبر الجائزة الأكبر والأهم عالميا، والتي تتحكم في سوق القراءة وصناعة الكتاب بشكل كبير.

وما إن يتم الإعلان عن اسم الفائز حتى تنطلق الصحافة العالمية والساحات الأدبية والثقافية في شتى أنحاء العالم في جدل حول أحقية المتوج، ورصد لتجربته وإضاءة على منجزه، إذ غالبا ما تخاتل الجائزة التوقعات وتمنح لاسم غير مرشح بقوة، أو غير مرشح بالمرة من قبل المتابعين.

جائزة نوبل

يفسر البعض وقت الانتظار الطويل هذا بالمعايير المتشابكة لاختيار الفائز، بين القيمة الأدبية والموقف السياسي. وتمنح الجائزة المرموقة 11 مليون كرونة سويدية (حوالي مليون دولار) للفائز بها. ولا تنشر الأكاديمية قائمة مختصرة بالفائزين المحتملين، مما يجعل التكهن صعبا.

وخلف جون فوس الكاتبة الفرنسية آني إرنو التي توجت بالجائزة العام الماضي. وهي كاتبة معروفة بمؤلفاتها ذات الأسلوب السهل الممتنع والمستوحاة من تجربة الطبقة والنوع الاجتماعي الشخصية، تركز بصورة كبيرة على أعمال السير الذاتية، حيث أشادت الأكاديمية لدى إعلانها عن الجائزة بـ”التأثير العالمي لعملها الذي يمكن أن يصل إلى الجميع”.

وقال أمين عام الأكاديمية ماتس مالم إنه لم يتمكن من الوصول إلى إرنو هاتفيا قبل الإعلان عن فوزها. وجرى اختيار الكاتبة الفرنسية، التي تكتب روايات واقعية، وعن الحياة اليومية، من قائمة تضم 233 مرشحا، لا يتم الكشف عن أسمائهم.

ويتم الإعلان تقليديا عن جائزة نوبل للآداب باعتبارها الرابعة من جوائز نوبل، حيث جرى الإعلان عن الفائزين في الفئات العلمية للطب والفيزياء والكيمياء من الاثنين إلى الأربعاء. وعادة ما يتم تقديم الجوائز في حفل في العاشر من ديسمبر، الذكرى السنوية لوفاة المتبرع بالجائزة ومخترع الديناميت ألفريد نوبل (1833 - 1896).

ولعل تتويج الكاتب المسرحي والروائي النرويجي جون فوس يأتي مفاجئا للكثيرين الذين تعودوا على الرهان على أسماء معروفة ومتداولة في سوق الكتاب والترجمة، بينما أثار هذا الفوز مجددا حسابات الكتاب والأدباء العرب على وسائل التواصل الاجتماعي، في تجدد للسؤال القديم الجديد حول عدم تتويج كاتب عربي بالجائزة منذ تتويج نجيب محفوظ سنة 1988.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

467 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع