٥٢ لوحة لاربعة فنانين: اقامة اول معرض للفن الرقمي في بغداد

             

عبد الجبار العتابي:لمناسبة اختيار بغداد من ضمن المدن الإبداعية لعام 2016 ، اقيم على قاعة عشتار التابعة لدائرة الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة ببغداد معرض للفن الرقمي بالتعاون مع الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة وهو الأول من نوعه ، شارك فيه أربعة فنانين تشكيلين هم: الفنان المغترب زهير شعوني والأستاذة الجامعية الفنانة الدكتورة سناء محسن والشاعرة التشكيلية غرام الربيعي إضافة الى الفنانة هند السامرائي .

ضم المعرض 52 لوحة ،مختلفة الاحجام،وهي تجربة مزجت مابين الفن التشكيلي التقليدي وعلم التكنولوجيا الرقمية الحديثة .
والمعرض هو الأول على مستوى العراق وهناك من يقول ربما هو الاول على مستوى الوطن العربي ، وقد شهد المعرض تنوعا  في الافكار والالوان وكانت اللوحات تسترعي الانتباه والتأمل على الرغم من انها تجربة حديثة العهد في العراق ،مع اعتقاد البعض انها ستشق طريقها بين الفنون التشكيلية الأخرى .
طاقة الخيال
كل لوحة من اللوحات تشد المتلقي اليها بحثا عن الصورة الحقيقية لها والتي اشتغل عليها الفنان عبر (الفوتوشوب)، وهذه اللوحات تدعو للتأمل وقراءة افكارها والخيال الذي وظفه  الفنان وما اضاف اليها من الوان ، وكانت ممتعة لاسيما ان الفنانين الاربعة اشتغلوا عليها بحرفية فجاءت لوحاتهم محلقة بجناحين من الجمال والدهشة وقد ابدع الفنانون في رسم افكارهم معتمدين على العديد من الاشياء التي منحتهم طاقة الخيال للتعبير عن مكنوناتهم وكأن بعض اللوحات ليست رقمية للاتقان الكبير الذي عمل عليه الفنان الذي هو في الاصل فنان تشكيلي تمرس على رسم اللوحة بالفرشاة والالوان . وقد اعجبني ان اللوحات كانت بلا عناوين لتطلق العنان لخيال المتلقي .
فالفنان الرقمي يلتقط صورة ما ثم يبدأ بالعمل عليها في الحاسوب ليوظفها الى شكل اخر ويضيف لها اشياء ويعالجها ببرنامج الفوتوشوب ، كما يضيف عليها الضوء والظل واللون والشطب والاضافة الى ان تكتمل لديه اللوحة .
لذلك يؤكد النقاد ان الفن الرقمي من فنون الحداثة وهو وليد جديد له هويته وهو يعتمد على الاجتهاد الشخصي وثقافة الفنان .

شرطه : ثقافة شاملة
والفن الرقمي حاليا بدأ يأخذ منحنى كبيرا في العراق ويؤكد العارفون ان هناك موجة لدى اغلب الفنانين التشكيليين العراقيين لاسيما الذين لديهم باع طويل بالفن التشكيلي ويمتلكون ثقافة شاملة لان هذا الفن يعتمد على الثقافة الشاملة اولا وثانيا على المهنية في استخدام الكاميرا ،بمعنى ان لم يكن لديه نضوج او مهنية بالكاميرا الرقمية وكذلك الحاسوب فلن يستطيع ان يخرج هكذا اعمال
ويشير النقاد التشكيليون ان هذا الفن يعتمد على المعلوماتية والفوتو شوب لاقتناص اللحظة من تلقايتها فيكوّن منها تكوينات بحيث المتلقي يستطيع ان يؤوله او يقرأه عدة قراءات وليست قراءة واحدة ،اي انه لايحجم المتلقي يقدر ما يطلق خياله لتصورات واضافة عناوين وهذا نوع من الابداع .
لذلك يرون انه بالنسبة للعراقيين يعتبر فنا مغايرا ،فالكاميرا والحاسوب اضافتا الكثير وجميل ان يتم مواكبة العصر والحداثة .

الامكانية المحدودة
 من هنا اكدت الفنانة هند السامرائي ان: الفن الرقمي موجود منذ التسعينيات وقد بدأ بـ (كرافيك دزاين) ولكن الفنانين بدأوا باستخدام الفرشاة والوان الباستيل والالوان الخشبية والمائية وكلها في الحاسوب،كما بدأوا باظهار الافكار والاشكال
واضافت : نحن في العراق حديثة العهد ،نحن نرسم رسوما رقمية واضحة
وتابعت : لكل نوع من انواع الرسم مساوئه ومحاسنه، الرقمي محاسنه ان لديك مكانا معينا وتجلس الى الحاسوب ،لكن صعوبته تكمن في البرامج والاجهزة الخاصة به التي تأتي من اليابان بسعر الف دولار، ولكننا نعمل بامكانيتنا المحدودة .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

763 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع