صفحات من مــذكرات الكاتب والصحفي عبدالله عباس

       

 صفحات من مــذكرات الـكاتب والصحفي عبدالله عباس

    

    

صدر عام 2010 في السليمانية  للكاتب والصحفي الكردي عبدالله عباس رئيس تحرير صحيفة ( هاوكاري – التضامن ) من 1997 الى 2003 مذاكراته الصحفية  بعنوان (قرأه لذكريات الماضي القريب : 2003 – 2009 ) يتحدث فيها عن ذكرياته الصحفية منذ ليلة بدأ الهجوم لاحتلال العراق ليلة 20 اذار الى يوم 9 نيسان يوم احتلال مدينة بغداد .

    


وعبدالله عباس من ابرز الصحفيين الكرد في تاريخ الصحافة الكردية المعاصرة حيث دخل عالم العمل في الاعلام منذ عام 1964 عندما تعين مذيعا ومترجما في الاذاعة الكردية في بغداد ، انتقل بداية عام 1970 الى عالم الصحافة المكتوبة حين كلف مع اربعة من زملائه الصحفيين الكرد من وزارة الاعلام لاصدار صحيفة ( هاوكارى ) حيث بقي فيها متدرجاً مواقع العمل فيها من سكرتير التحرير الى مدير التحرير ثم رئاسة تحريرها من 1997 الى 2003 .في هذه الصفحات التي قمت بترجمتها من اللغة الكردية ‘ يروي السيد عبدالله  عباس ما عاصره من الاحداث منذ بدأ العدوان الامريكي وحلفاءه لاحتلال العراق ليلة 20 اذار الى 9 نيسان 2003 يوم دخول العدوانين الى بغداد .
   

  
     
بغداد من 3/20  إلى 9/4 وأحداث خلف الستاره الشفافه
• ترجمة وإعداد / جوهر شاربازيري
لاابالغ في القول: كصحفي صاحب تجربة ولمدة 32 عاما ولاكثر من عشره سنوات الاخيرة كنت في موقع قريب جداً من مصدر القرار في شؤون الاعلام المركزي في العراق ‘ كنت ومنذ اواسط التسعينات القرن الماضي اشعر ان العراق و اهله ينتظرون ايام صعبة ومصيريه وننتظر الانهيار و سيكون صعب على العراقيين نظرا لشعوري بأن كل شيء في الاعماق منهار ولكن كل ما فيه ان الجرأه على اعلانه كان صعبا نظرا لتقيم الوضع من منطق التعنت والغرور ‘ وعليه يستوجب لكل من تكون لديه هذه القناعة ان يسكت ويصبر ( صبرايوب ) ... لذا عندما توجهت الادارة الامريكية الشريره ومن معها من الاشرار  في العالم الى القوة لاسقاط دولة العراق وإذلال شعبه وتأريخه ( وليس ادعاء النفاق والكذب حمل عنوان المخزي : تحرير العراق ) اقول لذا استغربت عندما وجهه اول ضربة على بغداد ( وهو يأن تحت اشد الجراحات اخفها الحصار القاسي ) ان الهجوم  والاحتلال استمر لعشرين يوماً ...!  وماكنت اخفي شعوري بذلك المصير من المقربين مني في العمل وا لاصدقاء الموثوقين ‘ من العاملين معي اذكر زميلي الدكتور محمد الزهاوي ..

  

ومن الاصدقاء اذكرالاخ فاروق سلوم حيث كنت افتح لهم قلبي بدون اي قلق حيث كنت اضحك و اسخر من كل كلام ينطلق من اعلامنا ( بما فيه الصحيفة التى كنت رئيس تحريرها ) تعني اننا سنهزم قوى الشر التي تخطط لاحتلال بلدنا ‘ لم يكن  سخريتى نابع لاسامح الله من تعبير عن ( تمني ) لحدوث ماحدث ..! بل كان الضحك بكائي لمصير مؤلم الذي ينتظره الشعب العراقي الطيب و وطني الجريح اصلاً من ان العدو الذي يريد احتلالنا ‘ احقر عدو على وجه الارض وهدفه الاساس احتلال الارض واذلال الناس اصحاب الارض ونحن كنا لاحول لنا ولا قوة الا ( نفخ اعلامي ) ولانبحث عن اي افق نرى فيه قوة المواجهة لانقاذ مايمكن انقاذه خصوصا عندما سيطر العدو على ارادة ماكانت تسمى المعارضة وكنت اعرف ان نسبة 75 % منهم كانت هدية من تصرفات الاغبياء في الحكم حيث قدموا هؤلاء المعارضين على طبق من الذهب لامريكا و اعداء الحاقدين على العراق .
لعل هناك من الذين يفكرون في المكاسب الذاتية تجاه هكذا اوضاع يسألون : اذا كانت الصورة امامك كانت بهذا الوضوح ‘ لماذا لم تفكر لتخلص نفسك من خلال اختيار ( تبديل الموقع ...! ) ؟ .. جوابي وبكل صدق وامانة انشاءالله وبعيدا عن كل انواع المزايدات ( اخص مزايدة –خط مائل– الذي ادعى به كثير من الانتهازين بعد احتلال واذلال شعبهم :

   

كثيرا ما كنا عندما نتحدث عن الاختيارات الصعبة في تلك المرحلة نشبه وضعنا بحدث يروى عن النبي عيسى عليه السلام ‘ حيث يروى ( .. انه يسير مع مجموعه من مريده في الطريق شاهدوا جثة حمار ميت ‘ فكل من كان معه غلقوا فمهم و انفهم من شدة كراهية رائحه الحمار الميت عدى النبي عيسى ‘‘ فعندما اجتازوا المكان سالوه من كان معه كيف استطاع تحمل الرائحة الكريهة ولم يغلق انفه ؟فأجابهم: لانني لم اركز مثلكم كل احساسي وتفكيري على الرائحه الكريهه وعندما اقتربت من الجثة ركزت على بياض اسنانه  الى ان عبرنا المكان ....!!) ...
في حياة البشرية ‘ لايمكن وعلى طول الطريق ‘ ان نكون في وضع او موقع يسمح لنا ان نحقق كل امنياتنا وطموحاتنا التي تخص عامة الناس وإرضاءهم  ‘يحدث كثيراً ان شخصاً يخدم جدياً في صفوف الجيش الذي تقوده سلطة مستبدة ‘ عندما يكون اداء واجبه العسكري لاينسجم  مع ضميره كفرد ضمن المجموعة ‘ ولكن لايستطيع ان يكون له الدور المطلوب في تغير اتجاه العملية الذي ينسجم مع ضميره كفرد ‘ ولكن تأتيه فرصة كي لايكون مشارك مباشر في اذية الناس فيشعر ذلك الجندي بنوع من الرضا النفسي كفرد حتى ولو لم يكن موقفه لم يغيير في اساس وهدف العملية ‘‘ مثلاً اروى لكم حدث حقيقي لتوضيح ما اريد قوله : ( .. في حزيران 1963 بدأت السلطة حملة شرسة واسعة في مدن كردستان لالقاء القبض على مؤيدي الثورة الكردية ‘ كانت نصيب مدينة السليمانية اكثر ضرراً حيث  بدات الحملة من المساء واستمر الى الفجر ‘ رأينا ان اكثرية الرجال وشباب المدينة ملقي القبض عليهم لمن عمرة 16 سنه فما فوق ‘ في تمام الساعة 1 ليلا وصلت المفرزة المسؤولة عن تفتيش  البيوت الى دارنا ‘

                   

عند دخول احد الجنود الى غرفة الاستقبال في البيت شاهد صورة كبيرة للشيخ محمود الحفيد معلق على الحائط انزلها واراد ان يكسرها عندما دخل الضابط ‘ اتذكر برتبة نقيب اخذ منه الصوره وساله لماذا نزلت الصورة ‘ اجابة الجندي : سيدى صورة لاحد العصات ...! فكان رد الضابط وامامنا ضرب الجندي بصفعة قوية قائلاً نصاً : هذه صوره لشخص اشرف منك ومن كل عشيرتك واعتذر من ابي و رجع الصورة الى مكانها وخرج مع الجنود ودون ان يلقي القبض على احد منا ...! ) عند الصباح عرفنا ان الدربونه التي كانت بيتنا ضمنها من الدرابين النادره التي لم يتم القاء قبض على احد فيها....
على اتساع الكرة الارضيه الذي منطقتنا من ضمنها على وجه الخصوص ‘ لايوجد نظام حكم مثالي وملائكي ومبارك وعادل مطلق بمافية النظام الذي يحكم الحجاز والفاتيكان ‘ فكان نظام العراق ومنذ 1968 الى عام 1978 تقوى بجهد ودعم عالمي واسع من القوى والجهات التي كانت الناس تنتظر منهم الخير‘ وبعد ظهور التوجهات السيئة من ذلك النظام الان تدعى تلك القوى ان حكام العراق انحرفوا و خدعوهم بشعارات العدل والاشتراكية والتقدم ‘ هذا التبرير نابع من النفاق في العلاقات المصلحية ليس الا وتهرب من دعمهم الذي ادى الى تقوية النظام و وصفه بالذكاء لمصلحته بحيث اصبح يهدد مصالحهم ( وليس مصلحة العراقيين ) ‘

                         

ان ماكان يسمى القوى التقدمية واليسار داخل العراق و في المنطقة قاموا بتقديم نهج النظام بقوة وتقدمية بحيث كان ( بريجنيف ) يهدد امريكا بجرأة صدام حسين للدفاع عن الحرية والتقدم ‘ ان الحزب الشيوعي في العراق كان يبشر العراقيين بأن صدام حسين سيصبح كاسترو العراق لبناء الاشتراكية العادلة ...!!! من هنا فان الصحفي المنتمي الى القومية الكردية في هذا العراق الملئ بالتعقيدات المستعصية في اكثر من المجالات الاجتماعية ومجتمعي الكردستاني اكثرا تعقيداً ‘ قمت باتخاذ موقف جريء لم يستطيع ان يتخذه اي من المثقفين والصحفيين  الذين كانوا معي في صفوف الثورة عام 1974 حيث قدمت استقالتي من التنظيم الحزبي لاني اكتشفت عدم انسجام مايعاني الناس ومايجري في ارض الواقع و بقيت كمستقل ضمن المثقفين في الجبل بانتظار النتيجة والتي كانت مؤلمة لتضحيات وطموحات شعبي

          

حيث ان صدام حسين وعلى بعد الالف الكيلومترات وقع اتفاقية الجزائر مع الشاه وانهارت قوة انتفاضة الكرد في الجبل دون ان نفهم شيء .... بعد هذا الحدث وموقفي تجاه الالتزام الحزبي الضيق وعودتي الى موقع عملي الصحفي في بغداد ومباشرتي بالعمل ‘ وبالاعتماد على الضمير الحي والموقف النظيف بعيدا عن الانانية وارضاء لهذا وذاك ‘ اقتنعت في الظرف المعقد الذي يعيشه شعبي انا بهذا الموقف المهني النزيه بعون الله استطعت ان اقدم لصحافة وثقافة شعبي اكثر بكثير من الذين يتباهون بالانتماءات التنظيمية الضيقة مهما يدعون ( سعتها الخدمية ) من هنا اتجهت الى العمل معتمدا على المقولة ( من حسابه نظيف لايخاف من المحاسبة ) ‘ وكنت على يقين راسخ بأن ضمن النظام في العراق توجد مجالات وزوايا نظيفة والناس النظيفين ممكن نعمل معهم بالممكن الذي يرضي الضمير ونخدم من بحاجه الى الخدمة ‘ وبالنسبة لطموحات شعبي المشروعة شعرت بان المجال امامي اوسع لتقديم الخدمة المطلوبة في تلك المرحلة من خلال العمل لتطوير العمل الثقافي والصحفي بما يجعل بناء ارضية لمستقبل مشرق ‘ وكنت ولايزال مؤمن بان هذا الاختيار ( الشخصي مستقل دون لعب الازدواجية لخداع اي طرف )  صحيح ولو لم يكن راى بان داخل النظام هناك زاوية بيضاء ونظيفه للصالح الحقيقي للطموح الكردستاني ‘ لما نجح الجهد لتشكيل ماسميت ب لجان التنسيق بين الاقليم و المركز بما يخدم متطلبات الناس في كردستان يكون اساساً لمنع الانقطاع الذي يتمناها الذين لايريدون الخير لوحدة العراق ‘ ام ان البعض يريد ان يكون المبدأ الثابت هو: ان ما مسموح من الاختيارات للعبة السياسية ضيقة مشروع اما اختيارات مهما تكون مشروعة على مستوى الانساني والاخلاقي للفرد حرام اذا لم يكن ملحق بالاخرين ...؟!  ‘ انا اخترت بقاء في بغداد باعتماد على هذا الاختيار المهني خارج تعقيدات السياسية الضيقة ‘ وكنت اتصرف بموجبة ...
منذ نهاية تسعينات القرن الماضي رغم المحاولات (الفارغة) لاظهار: ان كل شيء بخير ‘ بدأ ت علامات الانحلال المجتمعي و التعامل المؤسساتي بالتوسع ‘ كمثال بسيط  كنت عائدا بسيارتي الى البيت وقرب علامة العبور الضوئي توقفت بأنتظار الضوء الاخضر عندها تحركت باتجاه الاشارة الثانية فاجاءني ضابط المرور برتبة ( نقيب) اوقفني جاءني من الجانب الايمن وفتح باب سيارتي وجلس بجانبي قائلاً ليش حركت قبل ان تشتعل الاشارة الخضراء ..؟ قلت لاانا تحركت بشكل اصولي ‘‘ قال لاانت الظاهر مستعجل وانت الان مخالف ... سوق ونتفاهم .. تحركت وقلت له : ترى اني صحفي اذا عاقبتني دون الحق ساكتب عنك ...!! فاخرج هويتة من جيبه و وضعة امامي ( للان اتذكر اسمة الثلاثي ) وقال بثقة : اكتب وهاي اسمي صحيح ولايهمك ... انت لو تنطيني خمسةالالف لو تغديني فى المطعم القريب من الفلكة الثانية لو احجز سيارتك .....!!! فما كان مني الا ان اسلمه المبلغ المطلوب واودعوه ...
اخطر علامة انحلال انه في حينة سخرت الادارة الامريكية وحلفاءها كل الامكانيات الاعلامية والدعائية ضد العراق و تحريض الناس ضد الدولة راينا في اواخر التسعينات استلام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون لمعلم فاشل كان ( وللان ) ينفخ باسم  التاريخ و في اول موقف بعد مباشرته كشف عن عنصريته عندما كتب عن مسلسل يروي ثورة الشيخ محمود الحفيد ضد الانكليز : ( انه قام بالتمرد بتحريض الانكليز ضد وحدة العراق ووقع بعد ان كتب :... يرفض ....!!! ) واستلم اهم صحيفه مركزية في بغداد الى شخص  عنصري جاهل اخر كان يقوم يومياً باستفزاز منتسبي صحيفة ( هاوكارى ) ويتهمهم بانهم يصدرون سريا نشرات لتأييد الانفصالين الى ان انا بادرت لتصدي له عندما قدمت شكوى مباشر وبحضوره امام الاستاذ الدكتور همام عبدالخالق وبحضور جميع رؤوساء تحرير الصحف اليومية والاستاذ حميد سعيد الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة والاعلام قبل ان يصدر قرار تقسيمها الى وزارتين ‘ والحمد الله الشهود  اكثرهم احياء وقلت نصاً : ان وجود شخص مثل هذا الدخيل في الصحافة على راس اشهر صحيفة رسمية لايعني الا اننا متجهين للانهيار .
 والان لنعود الى اصل الموضوع الاحداث :
- تحديدا كان اخر ايام شهر شباط 2003 وكان الوقت مساءً ‘ كنت جالساً في غرفتي اراجع بعض البرقيات الخبرية للصفحة الاولى للجريدة  عندما جاءت الزميلة ( أ ...) وهي كانت عضو فرقة في حزب البعث وتركت العمل التدريسي ودخلت عالم الصحافة في جريدة ( الجمهورية ) ‘ و كانت تعرف مواقفي السياسية وكنت اتحدث معها عن الوضع بدون تردد وابدي ارائي حول الاحداث ‘ وهي ايضاً شخصية مثقفة متفتحه على تقبل اراء الاخرين باحترام ‘ جائتني وقالت بالنص : ( هناك توجه حزبي لاخذ اراء الاخرين ‘ اي غير الحزبين من خلال سؤال محدد : ماذا نفعل لكي لايحصل الحرب الذي تهدد به الادارة الامريكية ... واذا حصل الحرب لمواجهته ؟ ) سألتها : وهل تعتقدين يفيد هذا الاستطلاع بشيء ؟ بمعنيين : الاول هل هنا ارادة تسمع لاراء الاخرين ... وهل هناك متسع من الوقت لادار ما يطرح والعمل بها ؟ ...هي اكدت بأن التوجه جاء من القيادة بشكل جدي ‘ قلت : وهل توصلين ما اطرحه عليكِ ؟ اجابت بالإيجاب ....فقلت لها نصاً مايلي : ( انا هنا اطرح وجهة نظري من منطلق إنتمائي القومي في العراق ‘ وانا على يقين ان ادارة امريكا تعلن الحرب ‘ ولكن عندي نوع من القناعة ان المقترح الذي اقدمه يمكن ان يكون احد المنافذ عند التوجه الى تنفيذه يفتح طريق لانقاذ مايمكن انقاذه ‘ لاني اعتقد ليس امامنا اختيار من ناحية الوقت والفرصة غير التفكير الجدي بمحاولة عملية وجدية نستطيع انقاذ مايمكن انقاذه لصالح العراقيين في المرحلة اثناء وبعد الحرب ‘ مايجري من اخفاء و تحديد مواقع بديلة و الكلام الاعلامي النابع من العواطف لايفيد عندما تبداء الحرب لان من يقود الحرب احقر قوى الشر و نحن اتعب بلد وشعب نواجه عدوانيته المدفونة بطون جائعه و حاله نفسية تعبانه ومتوترة للاخر مع الاسف ‘ اعود الى التفكير في الوقت الضائع لكسب القدرة على انقاذ مايمكن انقاذة كالاتي : اقترح وبسرعة اجراء ودون عقد التكبر ان تصدر القيادة قراراً صادق الوعد و مؤمن بالتنفيذ الفوري  بكل جدية وهو اعتراف دستورياً و قانونياَ بالوضع القائم في اقليم كردستان ‘ اي ان الفدرالية المعلنة والمنفذه عمليا معتمد على رغبة الشعب الكردي الواسع والمشروع في الاقليم حالة دستورية مشروعه معترف بها من قبل الدولة العراقية وحل فوري لكل مظاهر غير المنسجمة مع هذا الاعتراف الدستوري والقانوني ‘ وفي اعتقادي المتواضع ارى ان توجه جدي و ( أوكد توجه جدي وليس تكتيكي فقط لدرء التوسع وتاثير التدميري للحرب ) ارى ان لهذا الاختيار يؤدي الى احراج موقف و خطط الاهداف الامريكية والإيرانية وكل الجهات المدعومة لاسقاط العراق ) هي سالت : كيف ؟ فاجبتها : ( مثل ما قلت ان ماجرى في اقليم كردستان وتم تنفيذه من قبل القيادات الحركة الوطنية الكردستانية جرى بالاعتماد على التاييد الواسع للقاعدة الشعبية ‘وان الحكومة المركزية شبه معترفه بها وذلك من خلال لجان التنسيقية بين وزارة المركز والاقليم فلماذا لاتحول هذا الاعتراف الى صيغة دستورية وقانونية ‘ فان اختيار القيادات الكردية للفدرالية مرتبط بالعراق بحد ذاته جدير بالتقدير ) .. هي سألت : لنفرض ان القيادة عملت هذا ‘ ماذا سيحصل ؟ اجبته : انا لست من الذين يفكرون في مجالات السياسية من منطلق العاطفة فقط والحمد لله لي شيء من الخلفيات الفكرية واعرف موقف الاصالة لعموم الكرد وهو ليس وماكان شعب عدواني في الموقف والتصرف التاريخي مع الاحداث الا اذا شددوا علية العدوان الذي يستهدف مصيره و وجوده ‘من يمد له يد التعاون يقابله بيديه الاثنتين ‘ وانا اشعر ان كثير من المسؤولين في المواقع التنفيذية يعرفون هذه الحقيقة ‘ اضيف الى ذلك ان اكثرية القياديين الكرد يشكون بتوجهات الادارة الامريكية ويعرفون لامبدئيتها في التصرف مع اهداف شعوب المنطقة وهي لاصديق لها الا ضمان امن للكيان الاسرائيلي المسخ ‘لذا اعتقد ان قرار كهذا الذي اقترحته سيؤدي في الاقل في هذا الوقت الى تحيد القيادات الكردية تجاه الهدف الرئيسي للامريكين ‘ ويضعهم امام التزام التعاون مع دولة التي اقرت بصدق  حقوق الكرد المشروعة بجد ودستوريا وليس كتكتيك كما حصل في المراحل السابقة ) واختتمت كلامي بقول: ( ما اقترحته حلم ...! ولكن اعتقد ان تنفيذه ممكن جداً بوجود ارادة صادقة وعلى اساس العمل الصادق لتوجه نحوه انقاذ مايمكن انقاذه لان الحرب العدوانيه لاحتلال العراق واسقاط دولته قادم لامحال ...!) هي سكتت لفترة ... بعد ذلك قالت : تعرف .. والله فكرة جيده جدا لو اخذت بجد بنظر الاعتبار .. أنا اتمنى `ذلك من كل قلبي ياصديقي ... بعد مرور ا يام وعندما وجه الرئيس صدام حسين رسالته الخاصة الى الاستاذ ( مام جلال ) وكانت رسالة استفزازية غير مبرره في توقيتها و مضمونها ‘ في نفس اليوم الذي اذيعت من وسائل الاعلام الرساله كنت لاازال في موقع صحيفة هاوكاري كنت في الطابق الرابع من بناية دار الجماهير وعلى السلم باتجاه الطابق الثالث التقيت ب الزميلة ( أ ...) بعد السلام  سالت : هل اطلعت على الرسالة الموجهه الى السيد الطالباني ؟ فاجبتها : يظهر والله اعلم انتِ اوصلتي مقترحي بشكل معكوس او ان حزبكم يتصرف بمفهوم المثل القائل : استشيرك ولكن لااسمع ما تطرحه ....!
على اية حال ‘ تم ابلاغنا ( جميع رؤوساء تحرير الصحف اليومية : الثورة والجمهورية وهاوكارى وبغداد أبزيرفر و العراق والقادسية اضافة الى مجلة الف باء والمدراء العامين لفضائية بغداد وتلفزيون بغداد ) ومنذ 1 شباط 2003 من قبل السيد محمد سعيد الصحاف وزير الاعلام بالحضور  في كل صباح وقبل الذهاب الى مقر عملنا في مكتبه للاطلاع على مستجدات الوضع ‘ في تلك الفترة كان الاستاذ الراحل امير الحلو وبسبب اصابته بازمة قلبيه وبقرار خاص من رئيس الجمهورية نقل من موقع رئاسة تحرير مجلة الف باء الى مستشار الخاص لوزير الاعلام ‘ فتم تاسيس مكتب خاص له مقابل مكتب الوزير ‘ انا شخصيا كنت على علاقة جيده جدا مع الراحل امير الحلو ( ابو خالد ) كان رحمه الله طيب القلب متفتح على الافكار والتوجهات العصرية في السياسة واعلامي نشط وذكي ومحبوب من كل العاملين في الوسط الصحفي ‘ فكنا عندما نصل الى مكتب الوزير ‘ ندخل اولاً الى مكتب الراحل الى ان ياتينا خبر من مدير مكتب الصحاف باستعداده لاستقبالنا فنذهب جميعا ومعنا الاستاذ الحلو حيث يشارك في اللقاء والمناقشات ‘ والغريب في الامر هو الحدث الذي لااريد اغفله دون الاشارة ‘ هو ونحن نقترب من الحرب ‘ ونجتمع لهذا السبب ‘ كانت مجموعة من مهندسي الديكور يعملون في تصمييم مكتب الوزير وتزينه بالزجاج الملون ونقشة بتصاميم التراث الاسلامي المستورد من المغرب خصيصاً ....!! وهذه الظاهرة بحد ذاتها دليل على لامبالاة بما ينتظره البلد من قادم الايام ....!! وكنا عندما ندخل صالة المكتب ونرى العمل في تصميم وتنفيذ تلك الديكورات  نضحك على هذا التصرف الغريب في تلك الفتره العصيبة .
على اية حال ‘ خلال تلك الاجتماعات التي استمرت الى يوم 3/19 لم نسمع تطرق الى اي خطة استراتيجية للاعلام اذا حصل الحرب وكيف نواجه اعلام الطرف الاخر ...كل الاحاديث تدور حول الموقع البديل للعمل وكم من الكوادر المطلوبة للعمل اثناء الحرب و كيف نحصل على وقود السيارات الصحفيين واين نخزن الوقود ‘ وهل تصدر الصحف يومياً ‘ فمثلا انا اقترحت اصدار صحيفتنا يوميتان في الاسبوع لعدم امكانية ضمان حضور كوادر العمل وتم الموافقة على ذلك ‘ وبالنسبة للموقع البديل قسمنا ( سرداب دار الجماهير مع جريدة الجمهورية للعمل فيه ‘ وكان في السرداب غرفتين احدها خصص لرئيس تحرير جريدة الجمهورية واخرى لهاوكاري ... كان اجتماع 19 اذار اخر اجتماع وحصل الهجوم لاحتلال العراق بعد منتصف ليلة 20 منه ‘ عندما خرجت من بيتي صباح ذلك اليوم متوجها الى مقر الجريدة كنت اتصور اصل الى الموقع وارى بناية دار الجماهير منهارة تماماً وذلك لشدة اصوات القصف التدميري كنت اسمعها عندما بداء الهجوم ‘ ولكن عند وصولي الى بناية الجريدة رايتها كما كانت وان منتسبي هاوكارى كلهم ودون استثناء مجتمعين امام الباب الرئيسي وينتظروني ...! بعد السلام دخلنا الى سرداب دار الجماهير بعد ان طلبت من العاملين في قسمي الادارة والحسابات بالرجوع الى بيتهم وبدانا العمل لاصدار الجريدة واستمرينا  نصدر هاوكاري الى يوم 8 نيسان ...
يوم 24 اذار تم ابلاغي للحضور الى مقر وزارة الاعلام حسب طلب سريع من الوزير‘ توجهت الى المكان و عندما دخلت بناية الوزارة قيل لي ان الاجتماع في سرداب البناية ‘ دخلت المكان رايت جميع الزملاء رؤوساء تحرير الصحف الخمسة اليومية جالسين

 

وبعد ذلك بقليل دخل علينا الاستاذ طارق عزيزوبيده سيكارتة المشهورة  ومعه السيد محمد سعيد الصحاف ‘ احاول هنا وبامانه انشاءالله اروي ماحدث في الاجتماع بقدر ما اتذكره دون اي زيادة او مبالغة ‘‘ مقدما الذي جلب انتباهنا ان الاستاذ طارق لم يجلس طوال فترة الاجتماع وعندما طلب منه الوزير ان يجلس رفض وطلب منه ان يجلس هو حيث بقى في صدر الطاولة التي كنا جالسين علية وبقدر مساحة عرض الطاولة ياتى ويروح و يتنفس بسكارته بين حين واخر نفساً طويلاً  ظاهرا على وجه التوتر واضح وجلي ..
رحب السيد الصحاف بحضور( ابو زياد ) ورحب  بنا ايضاً طلب منا ان نشرح امامه طبيعة عملنا في الظرف الراهن ففعلنا ذلك حيث قدم كل رئيس تحرير كيفية اصدار صحيفتة ودور منتسبي كل صحيفة في انجاز العمل و ....الخ بعد ذلك قال الوزير : ان السيد نائب رئيس الوزراء الاستاذ ابو زياد يشرح لكم الوضع السياسي الان ... بدأ السيد النائب بتوجه التحية لصمود والمقاومة الباسلة للجيش وجماهير الشعب العراقي وصمودهم امام شراسة العدوانين وخص بالتحية لصمود اهل جنوب العراق وتصديهم للعدوان واكد ان كل ذلك يعود لشجاعة القائد الذي يقود المعركة .....! بعد هذا احاول ان اسجل محتوى كلام الاستاذ طارق كما اتذكره ‘ لاادعي انه نص الكامل كما كان ولكن متأكد وبثقة حقيقة المعنى و المضمون ما قاله :  قال : ممكن ان نسمي هذا الهجوم الامريكى  بالعودة الثالثة ...( تذكير مني : بعد انتهاء حرب الكويت قامت امريكا مرتين بقصف ولعدة ايام بغداد العاصمة ‘الاولى كانت خلال الايام الاخيرة لحكم بوش الابن ‘ والثانية في بداية حكم كلنتون وسمي الهجومين في اعلام العراق ب : عودة العدوانين الاولى والثانية .... عودة الى كلام ابوزياد ) و لايطول اكثر من اسبوعين الى ثلاثة ...يبدأ مجلس الامن بطلب من الروس وحتى فرنسا على الادارة الامريكية وحلفائه ‘ ويمكن مقابل ذلك ان تجبر امريكا المجلس باصدار مجموعة جديدة من قرارت العقابية ضدنا من اجل ان تبقى باب العودة واستمرار العدوان العسكري مفتوحة ......!!!! ) بعد ان اكمل كلامه لم تمر ثواني حيانا تحيه مستعجله وذهب باتجاه الباب وذهب خلفه وزير الاعلام  بحيث اننا جميعاً بدأنا ننظر الواحد للاخر بحيره واضحة من هذا الحدث وفي ذلك الظرف الرهيب ...!! اتذكر جيدا ان السيدة الكريمة الاستاذة ناصرة السعدون رئيسة تحرير بغداد اوبزيرفر جالسه بجانبي سألتها نصاً : افتهمتي شيء استاذتي ؟ واجابت نصاً : لاودعتك إبني ....!!

                                     

وخرجنا جميعا  والحرب لتدمير بغداد مستمره و الناطق الرسمي في العراق السيد محمد الصحاف يضَحك ويبكي اهل العراق ‘ منذ بداية شهر نيسان انتشرة ظاهرة غريبة في بغداد ‘ حيث دفعت باليات عسكرية ‘ سيارات نقل الجنود و مدرعات حتى في بعض المناطق دبابات في درابين اكثر محلة من محلات بغداد مما ادى الى ذعر الناس المتخوفين من ان تؤدي هذه الظاهرة الى هجمات جوية من الامريكين فكانت عائلتي من ضمن المرعوبين من هذه الظاهرة ‘  لذا مساء يوم بعد الاجتماع الذي تحدثت عنه ‘ نقلتهم الى قرية ( سبتي )في ديالى عند احد اقارب زوجتى الراحلة ( ام شوان ) وعدت نفس اليوم الى بغداد
يوم 8 نيسان تحديدا ‘ بعد اكمال الصفحة الاولى من الجريدة خرجت موتجها الى مطبعة جريدة ( العراق ) للقاء الزميل الراحل نصرالله الداودي رئيس التحرير حيث انتقلت ادارتها الى المطبعة خلف بناية دار الطلبة في باب المعظم ‘ وانا ادخل المطبعة التقيت بالراحل ( ضياء حسن – ابوهدى – قبل الحرب بفترة كلف بالعمل كمساعد للمدير العام لفضائية بغداد) بعد التحية قال لي : صدفه جيدة رايتك هنا كنت في طريقي اليكم انت و هاني وهيب رئيس تحرير الجمهورية اريدكم تحضرون لمقر فضائية بغداد الاستاذ الصحاف يريد اللقاء برؤوساء تحرير الصحف اليومية ‘ قلت له : حسنا سأتي مع الزميل ( ابوشيلان – الراحل نصرالله الداودي ) .. عندما دخلت غرفته كان يحضر للذهاب فخرجنا سويا و تركت سيارتى هناك وذهبنا بسيارته ‘ كان مقر فضائية بغداد في بناية التلفزيون التربوي في الاعظمية ‘ عند وصولنا راينا شاب بالملابس الزيتوني واقفا في باب البناية بعد ان عرفناه بنفسنا وسالنا عن مكان السيد وزير الاعلام طلب منا نتبعة وادخلنا الى بيت بجانب بناية التلفزيون عند دخولنا اشار باتجاه الحديقة قائلاً : سيد الوزير ‘  فرأينا السيد الصحاف يتمشى ذاهبا وايابا في الحديقة  وبيده جهاز راديو صغير وضعه على اذنه اليمنى ‘ عندما راءنا اقبل وصافحنا ولاننا ولقربنا من مكان تواجده وصلنا قبل الاخرين  جاملنا بالقول :الاكراد دائما في المقدمة  ...!! لاحظنا ارباك واضح في وجه ايضا لاحظنا ان علامات الوزير منزوع من كتفيه ‘ بعد قليل وصل الراحل امير الحلو و الاستاذ سامي مهدي رئيس تحرير جريدة الثورة وهاني وهيب رئيس تحرير الجمهورية فطلب منا نتبعة باتجاه صاله البيت كانت فيها مجموعة من المقاعد غير منسقه وفي الزاوية كانت توجد منضدة وخلفها مقعد ( خيزراني ) كل واحد منا سحب مقعد وجلس بعد جلوس السيد الصحاف على مقعد خلف المنضدة  ووضع الراديو امامه ‘سادت الصالة لفترة ليست بالقليلة الصمت كنا ننتظر ان يتكلم ‘ لا ادري لماذا انا شعرت ان السيد الصحاف في اثناء هذا الصمت كان يتمنى ان يبادر احدنا بكسر الصمت ويفتح اي موضوع يكون بداية للحديث حول الوضع ولماذا هو و نحن هنا ...؟! لاني شعرت جازما  ان السيد الوزير ليس لديه معلومات اكثر مما نعرفه نحن من خلال رؤيا الوضع بشكل مباشر ...! اضافة الى  تصوري انه ارسل للقاءنا فقط كي يكسر الوضع المعلق المزعج الذي واقع فيه ...! بعد ان ضغط السكوت على جميع كان صوت استاذ سامي مهدي هوالذي حرك الجو المزعج وذلك عندما قال : يظهر ان قراءة وزير الدفاع صحيحه ( قبل هذا اللقاء بيومين على ما اعتقد نشر تصريح عن وزير الدفاع الفريق الاول الركن سلطان هاشم معلناً بأنه يتوقع وصول القوات الامريكية  وخلال عشرة ايام الى مشارف بغداد ....) .
شعرنا وبوضوح ان السيد الصحاف ماكان يريد ان يتحدث بواقعية عن الوضع ‘ فمد يده وسحب مجر احد مجرات المنضدة التي امامه واخرج ( كاسيت تسجيل ) وقال : في هذا الشريط خطاب للسيد الرئيس سيذاع هذه الليلة من الاذاعة  ويشرح سيادته الموقف ...‘‘سألت انا: من اي اذاعة سيادة الوزير ... منذ مساء امس انقطع نهائياً الكهرباء عن بغداد ؟ قال وهو لا ابالي وبعدم قناعه بما يقوله واضحا من نبرة صوته : الاتعلم عندنا عشرات محطات اف ام ممكن من خلالها ايصال حقيقة الوضع ....!! بعد صمت قليل من الجميع ‘ قال الراحل نصرالله الدواودي رئيس تحرير جريدة العراق : انا مريت اليوم من شارع حيفا مرورا بوزارة الثقافة رايت الناس ينهبون محتويات البنايه ...! اجاب السيد الصحاف بنفس الاسلوب وقال : اي ... اذا الوزير المسؤول تارك مقر عمله ...هذه النتيجه متوقعه ...!!! فتدخل الراحل امير الحلو وقال : سيد الوزير هناك طرق عديدة لتوضيح حقيقة الوضع للناس ماذا يفعل المتواجدين في المقرات الحزبية المليئه في بغداد لماذا لايلجاؤن الى طريقة مباشرة لتوضيح الوضع بصورته الحقيقية كل مقر لاهل منطقتهم مع انه اسلوب بدائي كان المفروض نجاوزه ولكن هومحاولة لاطمئنان الناس.....
شعورنا نحن جالسين  بسقوط كل اركان جدار السلطة السياسية في بغداد واضح في وجوهنا وهو ما كنت شخصيا اتوقعه كما اشرت في البداية ‘ وايضا كان واضحاً ان السيد الصحاف ايضا يشعر به ولكن كان يضغط على نفسه لإبتلاع مرارة الحقيقة ولا يعلنها وهو في موقع المسؤولية ...! لذا ختم الاجتماع بقوله : على اية حال كنت ارغب في لقاء بكم ...الله معكم تفضلوا روحوا شوفوا شغلكم ويمكن يصلكم بالليل نص خطاب السيد الرئيس مطبوعاً .... قام وصافحنا جميعا وغادرنا المكان عائدين الى اماكن عملنا ‘ اوصلني الزميل الراحل نصرالله الى امام بناية دار الجماهير . نزلت الى السرداب مكان عملنا ودعوة العاملين في هاوكاري للاجتماع وبقناعة فكرية بعيدا عن كل توتر او خوف والحمدلله ( وانشاءالله ان جميع الزميلات والزملاء الذين كانوا حاضرين يرون هذه الصفحات ويؤكدون صحة ما اروي ) قلت لهم : من بكرى لانصدر جريدة وكلكم الان تتركون العمل وتذهبون الى بيوتكم بسلام انشاءالله انا متأكد ان كل شيء انتهى ولا ارى اي مبرر لعدم اعلان هذه الحقيقة .. اتمنى ان نلتقي وانتم بخير ...) ولم اعطي مجال لاي سؤال او مناقشة وخرجت باتجاه مطبعة جريدة العراق في باب المعظم ودخلت غرفة رئيس التحرير المرحوم نصرالله وجلست معه مبتدئين بتقليب صفحات وصور رحلة خداع النفس والناس دون مبرر .... مع الاسف )

  

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

727 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع