رؤيا لأشهر اللوحات الفنية / ١

            

                      

                       

                   بقلم صباح الراوي


تذكرني هذه اللوحة بلوحة مماثلة يعرفها العراقييون وسموها ( بنت المعيدي ) . وهي لوحة نجدها في سوق السراي في بغداد وشارع المتنبي وانتشرت ايضا في شمال العراق .لم نعرف من الرسام . ظهرت في الآونة الاخيرة دراما عراقية تحمل هذا الاسم ولعل الربط بينهما يدل على ان مثل هذه الشخصية كانت واقع حال وليست من الخيال .

تبقى بعض اللوحات الفنية على مر الزمن مقترنة بأسماء رساميها وعلامة بارزة على موهبتهم العظيمة . وهناك بالمثل نساء خلدهم هؤلاء الفنانون في لوحة ابداعية واحده . وما كان ليتذكرهن التاريخ لولا ذلك وبصرف النظر عن مكانتهن الرفيعة او الوضيعة في الدولة او في المجتمع آنذاك وسواء عرفن بأسمائهن او لم يعرفن على الإطلاق كما هو الحال مع شخصية ( الموناليزا) وهي أشهر من خلدهن الرسامون العالميون على الإطلاق الا ان هذه الشخصية لا تزال موضع التخمين . فمعظم الناس يعرفون ان الفنان الذي رسمها هو ( ليوناردو دافنشي ) لكن هوية المرأة لا تزال لغز للكثيرين بل هناك من يقول ان السيدة في اللوحة هي الفنان نفسه في شكل أنثوي . وعلى أية حال فان النظرية  المقبولة والأكثر شيوعا هي ان المرأة ذات الابتسامة الغامضة هي ( ليزا غيرارديني ) زوجة ( فرانسيسكو دي بارثليميو ) الرجل الذي يمكن ان يكون قد كلّف الفنان بعمل اللوحة . ويعرفها الايطاليون الى يومنا هذا باسم ( الجيوكاندا ) وكانت امرأة مشهورة في سن الرابعة والعشرين وهي ام لابنين . اما الفرنسيون فيسمونها ( جو كوند ) وتعني في الترجمة حرفيا المرأة الضريفة او اللعوب . وقد تعرضت اللوحة الى عدة عمليات سرقة كما هو معروف وهي تستقر اليوم في متحف اللوفر في باريس في بيئة مناخية مراقبة وخلف زجاج مضاد للرصاص في غرفة بنيت خصيصا للوحة وكلفت المتحف سبعة ملايين دولار .ويذكر ان هناك ( موناليزا ) شهيرة اخرى عرفت ب ( موناليزا الشمال ) او ( موناليزا الهولندية ) وهي احدى تحف الفنان الهولندي ( جوهانيز فيرمر ) وتسمى ايضا ( الفتاة ذات القرط اللؤلؤي) التي يستخدم فيها الفنان قرطا من الؤلؤ كنقطة بؤرية في الصورة . وهي ليست صورة ( بورتريت ) بل تعتبر دراسة لرأس امرأة . وكما هي الحال مع جميع لوحات الفنان ( فيرمر) فان الموضوع بالنسبة لهذه اللوحة لم يتم تأكيده أبدا وعلى أية حال فان المذكور تكرارا هو ان موديل اللوحة كانت ابنة الفنان الكبرى ماريا . ويقال ايضا انها ابنة صديقه ( بيتر فان ) ( روجفين ) . اما الفكرة القائلة بان الفنان ( فيرمر ) ارتبط بانسة  باعتبارها ( الجليسة ) فقد دخلت الأدب القصصي الحديث في رواية ( تيرسي شيفالييه  ) التاريخية التي تحمل اسم الجليسة بالرغم من  عدم وجود دليل تاريخي يؤيد هذه الفكرة .
ومن هؤلاء النسوة المخلدات في اللوحات الفنية ( Virginie gautreau) وهي حسناء مجتمع شهيرة وزوجة مصرفي فرنسي . وقد وافقت على طلب الفنان (Gohm Singer Sargent) ان تكون موديلا للوحته الغير عاديه ( Madamm X) وكان قد رسمها بأول عهده في هذا الفن مبتغيا ان تكسبه الشهرة . وقد كان ذلك بالفعل ولكن ليس بالطريقة التي كان قد تخيلها . فقد اختار الفنان بعناية وضعا معينا لموديله حيث يتوجه جسمها بجرئة الى امام بينما يلتف رئسها جانبيا وهو وضع يعبر عن الجزم والتقهقر معا . وحين اكتملت اللوحة وعرضها الفنان في صالون باريس في عام ١٨٨٤ احدثت فضيحة ثقافية متطايرة . فقد صدم الجمهور بردائها المنخفض ومكياجها الأبيض بياض الموتى . واغتاظ الجمهور لحقيقة ان احد شريطي ردائها كان ينزاح عن كتفها وهي علامة مؤكدة على عدم الاحتشام آنذاك . وقد جعلت الفضيحة ( Virginie) تنسحب من المجتمع . وأعاد الفنان ريسم شريط الكتف حالما انتهى المعرض . وقد غادر باريس سريعا بعد الفضيحة لكنه حافظ على القول بان الصورة كانت اروع شيئ رسمه . وقد باع اللوحة الى المتحف المتروبولي في العام ١٩١٦ .
وهناك لوحة للفنان الهولندي الشهير ( فنسنت فان كوخ ) بيعت في العام ٢٠٠٦ بمبلغ تسعين مليون دولار وهي واحدة من خمس لوحات كان قد رسمها الفنان اكراما لصديقه الفنان ( غوغان ) . واللوحة هي ( الازلزليه) ( Madamm ginotix)  ومدام غينو هي امرأة من أزلز كانت متزوجة من جوزيف ميتشل غيتو وتملك مقهى ( دي لا غير ) حيث كان الفنانان يترددان خلال مكوثهما في ( ايرلز ) وهي الفترة التي قطع فيها الفنان ( فان كوخ ) أذنه . وقد رسم كوخ اللوحة في فترة الكئابة السوداوية الشديدة بالنسبة للفنان حيث انتهت علاقته بصديقه ( غوغان ) واستقر في مستشفى الأمراض العقلية .
في التصوير النهائي ل ( مدام غينو ) تحول ( فان كوخ ) عن الشكل الأكثر حيويه الخاص به في التخطيط واتخذ طرية كانت اقرب الى اُسلوب (. غوغان ) . وفي يوم ١٧ حزيران ١٨٩٠ كتب ( فان كوخ ) عن عمله الى ( غوغان ) قائلا انه عمل تركيبي وحيث ان تركيبات الازلزلي نادره خذها باعتبارها عملا يخصها ويخصني كخلاصة لتلك الأشهر من اشتغالنا معا .
اما سلفادور دالي وصورته ( غالا ) التي تمثل زوجته وملهمته والمرأة التي كان يدعوها وكيلته بين العبقرية والعالم الواقعي . وكان هيامه الكلي بها وهي تكبره بعشر سنوات واضحا بلوحاته في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي حيث بدا يوقع على لوحاته باسميهما معا ( غالا دالي ) . وقد اشتهر دالي بكونه غير نظامي ومنفلت في اموره الخاصة . وذكر ان ( غالا ) هي اللتي أنقذته من الجنون ومن موت مبكّر في تلك الأيام . وعلى كل حال فان علاقتهما في للسنوات التي تلت اتسمت بالمرارة بسبب علاقات ( غالا) العديدة خارج الحياة الزوجية التي أدت فقدانها الانتباه الى زوجها غير المستقر والفاقد للثقة بالنفس . ولهذا راحت لوحات ( دالي ) اللاحقة تصور زوجته ( غالا ) في عتمه وضوء يشوبه الضباب .
اما ( بابلو بيكاسو ) فقد كان هو و ( هنريت فيودورا ماركوفتش ) واسمها المستعار (. Dora maar ) متصلين معا لعقد من الزمن خلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي . وكانت هذه المصورة والشاعرة والرسامة الفرنسية الجميلة على نحو ساحر تعرف آنذاك بكونها ملهمة ( بيكاسو ) الخاصة وموديله وصاحبته وشركيته الفكرية . ويذكر ان علاقتهما كانت همجية وعاصفة وغير ملائمة . وقد عانت ( مار ) الى حد كبير من اهتزازات بيكاسو المزاجية لكن حبها له كان من دون قيد او شرط . ( بيكاسو ) الذي عرف بالآلام التي يسببها لعشيقاته غالبا ما كان يرسم ويصور ( مار ) في أشكال مرعبه وغريبة . وكانت (مار ) تنكر في الغالب حب (.  بيكاسو ) الأثيري لها بقولها ان جميع صوره لي كانت اكاذيب فكلها بيكاسو ولا واحدة منها دورا مار . وعلى كل حال فان سلسلة لوحاته التي رسمها لها هي اكثر لوحات بيكاسو تقديرا اليوم . وكانت واحدة من صورها هذه هي التي حطمت الأرقام القياسية في حينها فقد بيعت لوحة ( دورا مار والقط ) بأعلى سعر اختتم به المزاد وهو خمسة وتسعون مليون ومائتان وست عشر الف دولار الى شخص غامض جاعلا منها بذلك واحدة من أغلى اللوحات المباعة على الإطلاق .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

511 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع