جلسة استذكارية للأديب الكبير غائب طعمة فرمان

        

                 

                 

أقام نادي السرد في اتحاد الأدباء في 2 ايلول جلسة استذكارية للراحل غائب طعمة فرمان، أدار الجلسة الروائي عباس لطيف الذي قال ان جلسة اليوم لقامة أدبية كبيرة في الثقافة العراقية، العملاق الغائب الحاضر بيننا، الذي يمثل ايقونة في الثقافة العراقية، غادر الرواية التقليدية باتجاه بنى جديدة، استطاع ان يبتكرها، والفنان يبحث عن أشكال جديدة، استطاع غائب طعمة فرمان في النخلة والجيران ان يلج الرواية الجديدة ضمن منظور سردي، ورغم انه ماركسي الا انه لم يكرس ماركسيته في الرواية، ولم يحول الايدولوجية  الى الكتابة، رواياته فيها شفرات تنبئ عن تهميش المثقف، استطاع ان يجعل الرواية تسير وفق مسار حقيقي، واستخدم الحوار المسرحي ومجمل رواياته بطلها المكان.

الناقد فاضل ثامر قال ان غائب طعمة فرمان قاص وروائي، أمضى سنوات كثيرة من حياته  في قلب بغداد، عمل في الصحافة وكان شاهدا على مراحل كثيرة دونها في أعماله ، استطاع أن يكشف النبض الحقيقي للشارع، وأسس له شخصية في الثقافة العراقية، واصل مشواره حتى حين غادر العراق بسبب نضاله ضد الدكتاتورية، وكان له حضور معظم السنوات اللاحقة ، أصبح من الأسماء البارزة، له علاقة صداقة  مع الكثير من المثقفين العرب مثل عبد الرحمن منيف، قدم للمكتبة العربية الكثير من الاصدارات، كان مترجما من طراز خاص، أسلوبه مميز بين المترجمين، وكان يحسن الانجليزية والروسية، وكان يمتلك ثقافة كبيرة، وأشار الناقد فاضل ثامر الى انه كتب  الكثير عن اعمال الروائي غائب طعمة فرمان، عن (خمسة أصوات)و( ظلال على النافذة) و ( المخاض) التي  كان لها وقع كبير على نفس فاضل ثامر، فقد أعطاه غائب طعمة فرمان هذه الرواية وقال له انه مصرح له  ان  يفعل ما يشاء في الرواية، وكان غائب في رواية المخاض يعبر عن حالات مخاض وتحول حتى في الشخصية اليسارية العراقية، وبين الناقد فاضل ثامر ان غائب كان كاتبا كبيرا ، استطاع أن يكتب الروايات التي تعبر عن الحاضر العراقي، وكان  يعمل بأناة ودقة، واستطاع ان يترك بصمة في الثقافة العراقية..
 قال الأستاذ باسم عبد الحميد حمودي :ان غائب طعمة فرمان ذاكرة فنية وثقافية كبيرة، رجل بغدادي عاش متنقلا في عواصم عديدة، كان لا يهتم بما يكتبه النقاد عنه، ومنذ الخمسينات كان يكتب القصة القصيرة وخمسة أصوات  هي مجموعة اللقاءات التي تمت بين غائب فرمان،  واربعة من المثقفين  ،وقصصه القصيرة كانت تنبيء عن الروايات وقد كتب قصصا تعد أجنة لرواياته، كان ابن الوسط اليساري، مناضلا محترما من الجميع، في ابان الحكم الملكي خرج الى مصر.
 ترى الفنانة عواطف نعيم ان هناك روايات مغلقة وهناك روايات منفتحة، تتيح للشخصية ان تحاورها، هناك روايات كالنساء قادرات على العطاء، وهناك روايات عقيمة، غائب طعمة فرمان رواياته تستقبلك بترحاب، مما جعل الكثيرين يقدمون على تقديم أعماله اذاعيا وسينمائيا ومسرحيا وتلفزيونيا، كانت البيئة حاضرة  في كتاباته، بكل مافيها من تناقضات، النساء لديه مناضلات فاعلات، النخلة والجيران اول انتاج من خلال المسرح الحديث، وبينت عواطف نعيم ان النخلة والجيران من الأعمال التي يمكن ان تكون نموذجا للأعمال العراقية، وان غائب طعمة فرمان يتنبأ ان العراق سيكون أسيرا لأحلامه ،فهو ما زال في الأزمة ذاتها، كان يجسد في أعماله أجواء بغداد،، اغلب الاعمال التي قدمت عن روايات غائب كانت ممتازة، جعلت الناس تتفاعل مع الشخصيات ، ووضحت عواطف نعيم ان غائب وتشيخوف كتبا عن المسحوقين، والكثير من أعمال فرمان  تحمل صفاته..
قال الكاتب حسين الجاف ان غائب ابن الكتاب، كتب عن اناس القاع والخبازين والمهمشين، هو من المربعة، يحيى حمدي كان صديقه، وكان فرمان قامة كبيرة وجزءا من وجداننا البغدادي.
 قال الفنان كاظم مرشد السلوم ان علاقة الأدب بالسينما وطيدة، والسينما العراقية كانت لها علاقة بالأدب مبكرا، وان المشكلة التي تواجه المخرجين هي التخيل والشخوص والمكان، وأشار السلوم ان المكان الذي اشتغل عليه غائب واضح جدا، لكنه غير واضح بالنسبة للمشاهد العربي، وحين يقرأ احدنا ليس مثلما يقرأ الآخر، وفيلم ( الجابي) من اهم الأفلام العراقية، وبين السلوم ان معظم السينمائيين العراقيين تأثروا بالواقعية الايطالية، وان فيلم ( المنعطف) صور في السبعينات، وكان هناك اختلاف بين الرواية والسيناريو وأشار السلوم ان السينما العراقية تفتقر الى كاتب السيناريو المتخصص.
قال الفنان عزيز خيون ان بغداد آمنة وجميلة وأنيقة، واننا في هذا المكان نصر على الحياة، وان هناك جسرا بين هذا المكان وساحة التحرير، وان قاريء فرمان سيجد مجموعة مخاضات، يحلم ويتأمل رغم الانكسارات،  بين عزيز خيون ان فرمان ينطلق في النخلة والجيران من التلازم السياسي والاجتماعي وان مشكلة المبدع العراقي انه يحصد  ولا يتلمس، وبين الفنان عزيز ان اعمال فرمان سهلة لتحويلها الى اذاعة وتلفزيون وسينما ومسرح ، ففيها بساطة تدل على غنى وتمكن، البطل الرئيس هو البيئة الذي يسير الى جنب الشخصيات، وان الغائب ما زال حاضرا بإبداعه..
 قال محمد علوان جبر ان روايات فرمان الثلاث تناولت ثلاث فترات زمنية، النخلة والجيران اخر الحرب العالمية  الثانية، وخمسة اصوات عشية الغاء الدستور واعلان الأحكام العرفية وان غائب كتب كل رواياته الثمان وهو يعيش في موسكو.
بين الناقد اسماعيل ابراهيم عبد ان الأدب ليس الا لغة، وجميع الدراسات لم تشر الى اللغة التي كان يؤدي بها الغائب الحاضر، غائب طعمة فرمان، وهذه اللغة تشتغل على ثلاث مسميات، المستوى الآول التوزيعي، والنوع الثاني الذي يوزع الكلمات على شكل صياغة، والمستوى الثالث تركيب، والمستوى الرابع هو الوصف اللفظي الذي يهيئ الحالة من اشارات الى قابليات للتأويل وانها تصلح للمستقبل، وقد استفاد من الهذيان، وبين الناقد اسماعيل ان فرمان هو الوحيد الذي استطاع ان يوظف الجمل والألفاظ والأصوات بشكل دقيق لا تحس انها مفتعلة.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

724 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع