كبة السراي... للعابرين نهر دجلة إلى الرصافة

       

العربي الجديد/بغداد - محمد الملحم:على غرار كبة الموصل وكبة حلب الشهيرتين، تشتهر بغداد بكبة السراي، التي تحولت إلى مقصد للعابرين نهر دجلة من جانب الكرخ، إلى الرصافة، أو القادمين من محافظات ومدن أخرى، قاصدين سوق المتنبي، أو طريق السراجين وصاغة الذهب والمجوهرات، أو الباحثين عن التحف القديمة، والكتب النادرة والمخطوطات؛ حيث يتوسط مطعم كبة السراي تلك المناطق.

وعلى امتداد ثمانية عقود، اكتسبت الكبة البغدادية اسمها من السراي العثماني القريب منها، عند ساعة القشلة البغدادية التي تنتصب كحارس لنهر دجلة بجانب الرصافة.

الرائحة المميزة لـ كبة السراي تضطر المارين من على بعد عشرات الأمتار، إلى تأجيل ما جاؤوا من أجله، والنزول عندها لتناول وجبة الإفطار صباحاً، وقوفاً لصغر حجم المطعم، أو جلوساً على الطريق، حيث يعد المطعم الأصغر مساحة في العاصمة بغداد، والأكثر شهرة لدى البغداديين، ويقع في شارع المتنبي، وحافظ على طقوسه بتقديم وجبة واحدة من الطعام "كبة السراي" لأكثر من ثمانية عقود.
يقول الحاج سعد أبو علي، صاحب مطعم كبة السراي، في حديث إلى "العربي الجديد": "جاءت تسمية المطعم بـ كبة السراي نسبة إلى الثكنات العثمانية التي كانت في نفس المنطقة، وتسمى سراي، ويطلق عليها اليوم القشلة".
يضيف أبو علي: "لقد تأسس المطعم عام 1938، وكان مطعماً صغيراً جداً ويجاور ثلاثة مطاعم أخرى لبيع الكبة حينذاك. ولهذا المكان الصغير زبائن ورواد من كل محافظات العراق على مر السنين، توافد للمطعم وزراء ورؤساء وزراء وضباط، وكثير من إعلاميي ومثقفي العراق من رواد شارع المتنبي".
يبيّنَ أبو علي في حديثه إلى "العربي الجديد" أن "الملكة عالية أم ملك العراق فيصل الثاني، على الرغم من أنها كانت تعاني من ألم في بطنها، إلا أنها كانت ترسل سائق العائلة لشراء كبة السراي"، مشيراً إلى أن المطعم يفتح أبوابه من الساعة السادسة صباحاً، حتى الساعة الثانية ظهراً؛ "لأننا نقدم الكبة كوجبة إفطار وغداء".
يصر القائمون على المطعم بأن لكل كبة نكهتها الخاصة التي تميزها؛ فكما للكبة الموصلية بهارها، وحشوتها وحتى طريقة تحضيرها ولفها، والأمر ذاته للكبة الحلبية، فإن كبة السراي تتميز بغزارة لحمها المستخدم من لحم كتف الضأن، والحمص المكسر، وخلطة بهار بغدادية مميزة، ونكهات أخرى معها.
من جهته، يقول فيصل محمود سعودي (72 عاماً)، الذي يعمل بائع كتب، في حديثه إلى "العربي الجديد" إن "سبب نجاح كبة السراي هو الحفاظ على النكهة والجودة لأن الإدارة ذاتها لم تتغير على مر السنين، لقد أسسها الحاج رشيد رحمه الله، ويقوم ابنه الحاج سعد بإدارتها الآن".


أما أحد زبائن المطعم، ضياء الهلالي، فيقول في حديث إلى "العربي الجديد": "كان أبي من زبائن كبة السراي، وكان يصحبني معه منذ كنت طفلاً لتناول وجبة الإفطار هناك، لأنها شهيرة جداً في بغداد وعموم العراق".

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

830 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع