العراق... ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات إلى ٧٤واستقالة ٤ نواب

        

أسامة مهدي : اعلن في بغداد مساء الاحد عن ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات العراقية في نهاية يومها الثالث الى 74 شخصا وإصابة حوالي 4 الاف آخرين فيما أعلن اربعة نواب استقالتهم من عضوية البرلمان تضامنا مع التظاهرت ومطالبها المشروعة، داعين إلى استقالة الحكومة.

وأعلنت المفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان في العراق في بيان صحافي مساء اليوم الثالث للاحتجاجات الشعبية التي بدأت الجمعة وتابعته "إيلاف" ارتفاع عدد قتلاها إلى 74 شخصاً وإصابة حوالي 4 الاف اخرين متظاهرا وعنصرا أمنيا نحو 4 آلاف إصابة لمتظاهرين وعناصر أمن وكشفت عن حرق وإلحاق الاضرار بـ 90 مبنى حكومي وخاص ومقرات حزبية.

استخدام القوات الامنية الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المتظاهرين

واشارت المفوضية الى انها راقبت التظاهرات الجارية في بغداد وعددمن المحافظات من خلال فرقها الرصدية التي تواجدت ليلا ونهار في أماكن التظاهرات وتعرضت لإصابات..

وقالت إنه في الوقت الذي تؤكد فيه على حرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي التي كفلها الدستور العراقي والعهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية فقد اشرت استخدام القوات الامنية الغازات المسيلة للدموع والمياه الساخنة والقنابل الصوتية والهراوات لتفريق المتظاهرين أثناء المصادمات التي حصلت بين القوات الامنية في بغداد وعدد من المحافظات أثناء دخول المنطقة الخضراء وأبنية المحافظات.

وأكدت تعرض العديد من المتظاهرين والقوات الامنية الى إصابات حيث بلغ عدد الإصابات 3654 مصابا اغلبها بسبب الغازات المسيلة للدموع وغادر معظمهم المستشفيات .. فيما تم فرض حظر التجوال في المحافظات التي شهدت التظاهرات وتعطل العديد من المصالح الاقتصادية للمواطنين وصعوبة التنقل فيها وغلق العديد من العيادات والصيدليات مما ولد زخما كبيرا على المستشفيات.

تحول التظاهرات لاعتصامات

وأشارت الى تحول التظاهرات الى اعتصامات في العديد من المحافظات وتم تفريقها بالقوة من قبل القوات الامنية باستخدام الغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية في محافظات بغداد وميسان والبصرة وذي قار.. اضافة الى قيام القوات الامنية بحملة اعتقالات في محافظات البصرة وذي قار وبابل حيث بلغ عدد المعتقلين 158 أطلق سراح 123 منهم 12 والمتبقي 35 وكان سبب الاعتقال هو فض الاعتصامات في محافظة البصرة وذي قار و3 معتقلين في بابل بسبب قيامهم بحرق دور المواطنين.

تقييد حرية القنوات الاعلامية وتعرض كوادرها للاصابة والاعتقال

وسجلت المفوضية تقييد حرية القنوات الإعلامية والصحافيين وتعرض مراسل قناة السومرية الى إصابة حادة وثلاث من كادر التلفزيون الألماني وقناة العراقية واعتقال مراسل قناة الديار حسين العامل وإطلاق سراحه بعد يومين من الاعتقال.

وقالت ان عدد القتلى ارتفع الى 74 ضحية اغلب إصابتهم بطلق ناري نتيجة التصادمات بين المتظاهرين وحماية المقرات الحزبية عند محاولة الدخول اليها اضافة الى حالات الاختناق بسبب الغازات المسيلة للدموع.. وكشفت عن حرق وإلحاق الاضرار بـ 90 مبنى حكومي وخاص ومقرات حزبية من بعض الأفراد الذين أرادو حرف التظاهرات عن مسارها السلمي.

نهب ممتلكات

كما اشرت المفوضية حصول حالات نهب وسرقة لمحتويات وممتلكات عائدة لدور الدولة ومؤسساتها والممتلكات الخاصة.. وصعوبة وصول سيارات الإسعاف الى أماكن التظاهرات لنقل المصابين واضطرار المتظاهرين لنقل المصابين بسيارات التكتك مما أدى الى صعوبة الوصول إلى المستشفيات والخطورة على حياة المصابين مع تأشير الزخم الكبير على المستشفيات الصحية وقلة الأسرة والعلاجات التي تقدم للمصابين.

واشارت المفوضية الى مشاركة العديد من النقابات والمنظمات والجامعات والمدارس في التظاهرات.

واشادت بدور القوات الأمنية بتطبيق معايير الاشتباك الأمن وعدم حمل الأسلحة وحماية المتظاهرين والتواجد معهم في داخل التظاهرات والاعتصامات وتقديم الورود لهم في العديد من المحافظات.. كما ثمنت دور المتظاهرين والحفاظ على سلمية التظاهرات والتعاون مع القوات الامنية ودورهم الكبير في حماية الممتلكات العامة والخاصة بالتعاون مع القوات الامنية في العديد من المحافظات.

واوضحت انها تلقت 64 بلاغا وشكوى من عدد من المتظاهرين والقوات الامنية وستقوم بإكمال الإجراءات وفق قانون المفوضية وإحالتها الى الادعاء العام ومحكمة حقوق الانسان.

ودعت الحكومة العراقية الى تنفيذ مطالب المتظاهرين المشروعة والتي تعزز واقع حق الإنسان وكفالته. ولاحظت امتناع وزارة الصحة والمستشفيات ودوائر الصحة في بغداد وعدد من المحافظات عن تزويدها بالإحصاءات الرسمية لعدد الإصابات والشهداء والذي يعد مخالفة لقانون المفوضية رقم 53 لسنة 2008.

وطالبت المفوضية جميع الوزارات والمؤسسات ووزارة الصحة والداخلية بتسهيل فرق المفوضية وتزويدها بالإحصائيات والبيانات الرسمية بغية إيرادها في التقارير الرسمية التي ستصدرها المفوضية حول رصدها للتظاهرات.. كما دعت المفوضية الحكومة الى حماية الممتلكات العامة والخاصة والمتظاهرين الى عدم السماح لمن يريد حرف المظاهرات عن سلميتها ومطالبها المشروعة.

حرق مقار حزبية

وإضافة لذلك فقد اقدم متظاهرون مساء الاحد على حرق مقار حزبية ونيابية في محافظة بابل جنوب بغداد وقال مراسل وكالة شفق نيوز نقلا عن مصادر امنية "ان محتجين أحرقوا مساء اليوم مكتب منظمة بدر بقيادة هادي العامري بالكامل.

واضاف ان المحتجين أقدموا ايضا على حرق منزل النائب أبو صادق الحلي رئيس كتلة بدر النيابية مع 3 سيارات عائدة له وحرق مكتب النائبة منال المسلماوي عن كتلة بدر أيضا.

استقالة اربعة نواب تضامنا مع المحتجين

وعقب ذلك، أعلن اربعة نواب استقالتهم من مجلس النواب العراقي تضامنا مع المحتجين داعين إلى استقالة الحكومة.

وقال نائبان في تحالف سائرون المدعوم من قبل رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر عن الحزب الشيوعي رائد فهمي وهيفاء الأمين استقالتهما من البرلمان.

وقال النائبان في بيان خلال مؤتمر صحافي تسلمت "ايلاف" نصه ان انتفاضة الشعب تتصاعد يوما بعد آخر انتفاضة شعبنا العراقي من اجل التغيير الجذري والانتقال ببلدنا الى وضع جديد يفتح أمامه آفاق التطور والتقدم ويوفر لابنائه الحياة الكريمة المستقرة الآمنة.

واشارا الى انه بدلا من الاستجابة السريعة لمطالب المتظاهرين المشروعة، أغرقت الانتفاضة الباسلة بالدم وسقط عشرات الشهداء وآلاف المصابين، في سابقة قل نظيرها حيث اعتمد القتل العمد وسيلة للتشبث بالسلطة حتى لو كان ذلك بثمن بحر من دماء المنتفضين السلميين.

واكدا ان الايام الماضية أظهرت عجز الحكومة ومجلس النواب عن تلبية مطالب المتظاهرين والاستجابة الى ارادة الشعب وبدء عملية التغيير وهو مايتوجب ان تكون باكورته استقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة اخرى من كفاءات وطنية ونزيهة بعيدة عن المحاصصة ومنظومة الفساد تهيء مستلزمات إجراء انتخابات مبكرة بعد تغيير كامل للمنظومة الانتخابية وتشريع قانون انتخابات عادل وتشكيل مفوضية جديدة بعيداً عن المحاصصة.

وقالا "انسجاما مع موقف حزبنا الشيوعي العراقي المنحاز الى الجماهير ومطالبها واستنكارا للقمع الدموي وتأشيراً لعجز الحكومة والبرلمان عن الإقدام على وقف التردي الحاصل، ودعما للحراك الشعبي والجماهيري السلمي.. نعلن استقالتنا من عضوية مجلس النواب ووقوفنا الى جانب الانتفاضة الباسلة وسنبذل ما نستطيع من جهد انتصارا لقضية الشعب العادلة ومطالب وتطلعات كادحيه وفقرائه والمحرومين من ابنائه عبر مختلف الوسائل السلمية والديمقراطية وصولا الى دولة المواطنة والقانون والديمقراطية والعدالة الاجتماعية."

وكان تحالف سائرون قد أعلن أمس تحوله إلى معارضة والاعتصام داخل مجلس النواب لحين تحقيق مطالب المتظاهرين.

ومن جهته أعلن مزاحم التميمي الاستقالة من عضوية البرلمان ايضا.

كما اعلن النائب المستقل كاطع الدفاعي استقالته من البرلمان العراقي، لتكون الاستقالة الرابعة من نوعها خلال يومين مع تصاعد حدة الاحتجاجات في البلاد.

واشار الرفاعي الى انه في "ظل الظروف الراهنة والتحول الكبير الذي عبر عنه شعبنا في خروجه لتظاهرات في اغلب المحافظات في الأيام الماضيه ولا زال مستمر صامدا وقدم الدماء والتضحيات في جميع ساحات التظاهر في كل المحافظات معبرا عن سخطه وعدم رضاه عن العملية السياسية وعلى الأحزاب التي حكمت البلد منذ 16 عاما وفشلت فشلا ذريعا في ادارته وبنائه وتطوره وبدل ان تبني الإنسان العراقي المظلوم وتوفر له سبل العيش الرغيد وتحمي سيادته وهيبته تنافست على تقاسم المناصب والمغانم".

واضاف "نحن كنواب مستقلين انتخبنا من قبل جماهيرنا حاولنا ان نقدم شيء لشعبنا وأهلنا لكننا نعترف باننا فشلنا في إصلاح الواقع المتدهور بسبب إمكانياتنا وقدراتنا أقل بكثير من امكانيات وقدرات أحزاب السلطة والأحزاب المتنفذة لذلك ما أمامنا الا نصارح شعبنا ونعتذر له... لذالك أعلن أمام الشعب العراقي استقالتي من مجلس النواب".

يشار الى ان العاصمة بغداد ومحافظات اخرى تشهد منذ الجمعة الماضي احتجاجات ضد الفساد والبطالة وانعدام الخدمات الاساسية تخللتها أعمال عنف ومواجهة القوات الامنية للمحتجين بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي كما رافقها حرق لمباني الأحزاب السياسية ما أسفر عن مقتل 74 متظاهرا وإصابة حوالي اربعة الاف اخرين حتى مساء الأحد.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

752 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع